رغم تطبيل أبواق الانقلاب وزعمها أن نظام الطاغية الدموى عبدالفتاح السيسي نجح فى مواجهة فيروس كورونا، وأنه خصص أكثر من 100 مليار جنيه لهذا الغرض، وأنه يوفر اللقاحات اللازمة لتطعيم المصريين من أجل تقليص أعداد المصابين؛ إلا أن الواقع على الأرض يفضح هذه الأكاذيب؛ فحالات الإصابة والوفيات بسبب كورونا لاتزال تتزايد وحالات الرعب والخوف من الفيروس لاتزال منتشرة فى كل محافظات الجمهورية. ونظام الانقلاب لا يعمل من أجل صحة المصريين، وإنما من أجل جمع الأموال والاستيلاء على ما فى جيوبهم؛ ولذلك يرفض المواطنون اللقاحات التى يطرحها السيسي ويقاطعونها، ويرون أنها لا جدوى منها من الناحية الصحية. هذه المقاطعة للقاحات كورونا تؤكدها الأرقام الرسمية التى تعلنها وزارة الصحة بحكومة الانقلاب والتى كشفت أن عدد الذين حصلوا على اللقاح بلغ مليوني مواطن فقط، ومن حصل على جرعتين لم يتجاوز 350 ألفا، وهى أرقام تعد هزيلة مقارنة بعدد السكان أو بمن تلقوا اللقاح فى دول أخرى. وأرجع الأطباء هذا العزوف إلى ما يطرحه نظام العسكر من مناشدات وإعلانات إرشادية تلاحق المواطنين لدفعهم على الذهاب للحصول على لقاحات كورونا بجانب تحميلهم ثمن اللقاح. وقال أطباء إن شريحة كبيرة في المجتمع تخشى الحصول على اللقاح وتتخوف من الأعراض الجانبية له، بالإضافة إلى أنه لا يمنع من الإصابة بالفيروس.
الأطقم الطبية من جانبها، اعترفت هالة زايد وزيرة الصحة بحكومة الانقلاب ، أن 50% فقط من الأطقم الطبية، سجلت للحصول على لقاح كورونا، في حين أن المستهدف كان 100% منهم. وقالت الوزيرة الانقلابية فى تصريحات صحفية، إن 40% من الأطقم الطبية المسجلين للحصول على اللقاح تخلفوا عن الحضور ولم يحصلوا عليه. وكشف مصدر مسؤول بوزارة صحة الانقلاب أن مواقع التواصل الاجتماعي، هي السبب وراء عزوف المواطنين عن التسجيل للحصول على لقاح كورونا، بسبب انتشار حالة التخويف من أعراضه الجانبية وما يمكن أن يسببه على المدى البعيد، لأنه لم يحصل على القدر الكافي من الأبحاث. وزعم المصدر أن ما يتردد في هذا الشأن غير صحيح بالمرة، مضيفا: على سبيل المثال لقاح استرازنيكا، تم تخويف المواطنين منه بعد الأخبار التي تداولت عن تسببه في تكوين جلطات دموية، والناس صدقت هذا الكلام، رغم أن اللقاح ليس له أي أعراض جانبية، تسبب جلطات دموية. وأشار إلى أنه يمكن أن تكون هناك أسباب أخرى لحدوث هذه الجلطات، من بينها أن يكون الشخص كبيرا في السن، أو أن يكون له تاريخ مرضي أسهم في تكوين هذه الجلطات وليس بسبب اللقاح بحسب تصريحاته. وأشار إلى أن عددا كبيرا من المواطنين في دول كثيرة بالخارج تناولوا اللقاح، وهناك دول الوفيات أصبحت أقل فيها بسبب تطعيم أكبر عدد من شعبها، لافتا إلى أن التطعيم ليس إلزاميا، لكنه التزام أخلاقي، فكلما طعمنا عددا أكبر، أسهم ذلك في الحد من انتشار العدوى وفق تعبيره.
الآثار الجانبية فى المقابل، أكد الدكتور أحمد شاهين، أستاذ علم الفيروسات، أن وصف الآثار الجانبية للقاحات بصورة أكثر من الواقع أدى إلى إثارة الخوف بين المواطنين وعزوفهم عن تلقي اللقاح، مضيفًا أن الآثار الجانبية يجب ألا تكون مصدر قلق؛ بل هي مؤشر لتفاعل الجسم مع اللقاح والاستفادة منه وتكوين أجسام مضادة ومناعة ضد الفيروس. واعتبر شاهين فى تصريحات صحفية، أن لقاحات كورونا تمنع انزلاق الإنسان إلى المضاعفات الصحية، بحيث لا تستدعى حالة المريض دخول المستشفيات والرعاية المركزة وأجهزة الأكسجين، مشيرًا إلى أنه في حالة تلقي الفرد للقاح كورونا ثم إصابته بالفيروس، فإنه يمر عليه مثل دور الإنفلونزا البسيط ، أما في حالة الإصابة دون تطعيم يكون الإنسان أكثر عرضة للتطورات المرضية الخطيرة. وأوضح أن الآثار الجانبية للقاحات كورونا تتمثل في ارتفاع في درجة حرارة الجسم مع آلام العظام، وتورم في الذراع مكان تلقي الحقنة، وتستمر الأعراض لمدة يومين ويتم السيطرة عليها بخافض للحرارة. وحذر شاهين من تخفيف الإجراءات الاحترازية بعد تلقي لقاح كورونا، مؤكدًا أن اللقاحات لا تغني عن التدابير الوقائية أبدا. واعترف بأن اللقاح يعمل على منع مضاعفات الإصابة بنسبة كبيرة، لكنه لا يمنع العدوى تمامًا، مشددا على ضرورة الاستمرار في الإجراءات الاحترازية التي تتمثل في ارتداء الكمامات، وغسل اليدين باستمرار وتعقيمها، وتقليل الاختلاط بالآخرين والحرص على التباعد. وأشار شاهين إلى أن الفئات التي لا تحصل على اللقاح هم الأطفال دون ال 18 عامًا، الحوامل، المرضعات، الأشخاص الذين حصلوا على كمية كبيرة من الكورتيزون أو مثبطات المناعة، والمصابين بفيروس كورونا حاليًا. وقال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الأورام بالمعهد القومى لأبحاث الأمراض المتوطنة والكبد، إن جميع اللقاحات التى صدرت فى فترات الأوبئة دائماً ما يكون هناك تخوف منها وتثار حولها التساؤلات، حتى تطعيمات الأطفال. وأضاف عزالعرب فى تصريحات صحفية: بالنسبة لفيروس كورونا فإنه ضرورى لحماية البشرية من خطر الوباء، والدليل على ذلك أن 28% من المواطنين بالولايات المتحدةالأمريكية تلقوا الجرعات، وانخفضت أعداد الوفيات. وعلى مستوى الدول العربية أعداد الوفيات انخفضت بالسعودية بشكل كبير بعد أن تم تطعيم 13% من المواطنين. ولفت إلى أن الآثار الجانبية التى تظهر على بعض من تلقوا الجرعة الأولى تعنى استثارة الجهاز المناعى وتكوين الأجسام المضادة لمواجهة الفيروس، وهذه الأعراض تنتهى بعد عدة أيام وبمجرد تناول مسكن «الباراستيمول». وأشار «عزالعرب» إلى أن الحديث عن وجود جلطات بعد تلقى الجرعة الأولى فهذا لم يصدر بيان من منظمة الصحة العالمية بوجود علاقة مباشرة بين اللقاح والجلطات. وأوضح أن حالة الخوف لدى البعض من اللقاح أو اعتقادهم أنه سيزيد من شدة المرض فى حالة تلقيه أثناء الإصابة دون شعور المريض بأعراض كورونا هو ما يدفعة الى العزوف عن اللقاحات. وتوقع «عزالعرب» أن تفرض الدول شروطا على الوافدين إلى أراضيها منها تلقى لقاح كورونا لحماية شعوبها من هذا الوباء.