تزايدت الجرائم الأسرية في مصر في عهد الانقلاب الدموي بصورة لم يسبق لها مثيل بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي فرضها نظام العسكر بقيادة الدكتاتور عبدالفتاح السيسي والتي حرمت أكثر من ثلثي المصريين من الحصول على لقمة العيش، وجعلتهم تحت خط الفقر؛ حيث وصل عدد هؤلاء الى أكثر من 60% من الشعب المصري بحسب تقديرات البنك الدولي. كما أن الأوضاع السياسية التسلطية والاستبدادية زادت من تلك الجرائم، حيث يصاب المصريون باليأس والاكتئاب والإحباط بسبب الديكتاتورية وخنق الحريات والاعتقالات والتصفيات الجسدية والإخفاء القسرى والملاحقات الأمنية، وهذه الأوضاع تدفع البعض إلى الانتحار أو قتل أبنائه أو زوجته. مع تزايد هذه الجرائم التي تهدد المجتمع المصري، لماذا تزايدت فى السنوات الأخيرة من عهده غير الميمون؟ كان مواطن قد قتل زوجته المعلمة بإحدي المدارس الخاصة أمام المارة بأحد شوارع بولاق، بعدها أشعل سيجارته ووقف للتدخين أمام جثتها منتظرا الشرطة التي وصلت للمكان وألقت القبض عليه. وكشفت التحقيقات أن الزوج قتل الزوجة بعد رفعها دعوى خلع ومعايرته بإنفاقها على الأسرة وتلبية احتياجاتها من عائد عملها بعد انتهاء عمل زوجها بالخارج بسبب تفشى فيروس كورونا. بعد هذه الواقعة بأيام شهدت منطقة أرض اللواء بمحافظة الجيزة،، واقعة أخرى حيث قدم زوج لزوجته قرصا لحفظ الغلال وأقنعها بأنه دواء لتصاب بعدها بحالة تسمم وتموت فى الحال، بعدها اتصل بشرطة النجدة قائلا: "تعالوا أنا سممت مراتي"، وتم ضبطه جالسا بجوار جثتها. وكشفت التحقيقات أن الجريمة وقعت بعد مشادة كلامية بين الزوجين بسبب خلاف على ميراث الزوجة لدى أهلها. في منطقة الخصوص بالقليوبية، قتل زوج زوجته بسبب طلبه منها قدر من المال من أسرتها بصفة مستمرة، كما قطع زوج جسد زوجته بمنطقة المريوطية لنصفين أمام طفلتيها لشكه في سلوكها. وفى مدينة الخانكة ، قامت زوجة بقتل زوجها المسن 70 سنة بالسكين بسبب خلافات أسرية والتعدي على بعضهما البعض بالضرب، عقب مشاجرة حامية بينهما على خلفية اتهامها له بعدم الإنفاق عليها وتركها بدون مصروفات للمنزل. وبسبب عدم تحملها الحياة معه، قامت سيدة ثلاثينية بغرس سكين مطبخ في صدر زوجها بعد مشادة بينهما عندما هددها بالطلاق، وفى قنا قامت زوجة بمساعدة عشيقها بقتل زوجها بعد أن شاهدهما يمارسان الرذيلة على فراشه. وشهد حى الهرم جريمة أكثر بشاعة، عندما أقدم جزار على قتل زوجته وقطع جثتها إلى أشلاء، واحتفظ بها داخل ثلاجة في شقتهما، وفي منطقة بشتيل بأوسيم أقدم مالك محل، على طعن زوجته بسكين، بسبب خلافات أسرية، متعلقة بمصروف المنزل. وفي محافظة القاهرة، أقدمت الممثلة عبير بيبرس، على قتل زوجها بطعنه بزجاجة مكسورة في صدره، فتوفي داخل منزل الزوجية في البساتين خلال مشاجرة جمعتهما. وفي محافظة المنيا، أقدم عامل في مغاغة على قتل زوجته، لإصراره على أخذ ميراثها عنوة، وفي المحافظة ذاتها، قتلت سيدة زوجها طعنا بسكين في سمالوط، بسبب خلافات أسرية. في محافظة الشرقية، لقيت زوجة مصرعها على يد زوجها في مركز منيا القمح، بسبب تأخرها في إعداد وجبة العشاء. وفي محافظة الأقصر، تخلص شاب من زوجته وخنقها، وألقى جثتها في حفرة أمام منزله بقرية البغدادي فى مدينة البياضية، بسبب خلافات بينهما بعد مرور 5 شهور على زواجهما. وفي محافظة البحر الأحمر، وجه عامل خردة بالغردقة، طعنة بسكين المطبخ إلى زوجته، مما أدى لمصرعها بسبب خلافات أسرية بينهما. وفي محافظة الإسماعيلية، لقيت سيدة، مصرعها على يد زوجها بإطلاق الأعيرة النارية عليها بسبب خلافات عائلية. وشهد مركز أبوحمص بمحافظة البحيرة، جريمة قتل بشعة، حيث أقدم عامل على قتل زوجته عن طريق تسديد طعنات لها لشكه في سلوكها. دوافع كامنة هذه الجرائم الغريبة أرجعها الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إلى الانحدار الثقافي لدى المتهمين فيها، نتيجة معاناتهم بسبب انهيار المحيط الاجتماعي الذي عاشوا داخله، ما ترتب عليه حالة من المسخ الاجتماعي والانهيار الأخلاقي داخلهم. وقال "فرويز"، فى تصريحات صحفية، إن الأسباب التي كشف عنها المتهمون لارتكاب جرائمهم في حق زوجاتهم أو أزواجهن تافهة مثل التأخر في إعداد وجبة العشاء، أو الطمع في شقة سكنية أو في ورث، أو الاعتداء اللفظي، أو خلافه، موضحا أن تلك الأسباب ظاهرية الهدف منها تبرير الجريمة، لكن حقيقة الأمر أن هناك دوافع كامنة لكل جريمة تنتج من تراكمات وخلفيات من الصعب ذكرها منعا للإدانة. وطالب بضرورة الاهتمام بالثقافة الجماهيرية، ودعم قصور الثقافة ومحاربة الأعمال الدرامية والسينمائية التي تروج للقتل والدعارة والخيانة الزوجية والمخدرات، وأن تتعاون دور العبادة والمؤسسات الدينية والتعليمية والرياضية والشبابية للتخلص من حالة العنف داخل المجتمع. الدراما في قفص الاتهام وقالت يارا أحمد سعد، خبير قانوني متخصص في الشأن الأسرى، إن انتشار هذه الجرائم رغم وجود قوانين رادعة تصل عقوبتها للإعدام، سببه غياب التوعية، والتعليم، والثقافة، موضحة أن أغلب الجرائم التى ارتُكبت جاءت من فئات غير متعلمة. وأشارت يارا أحمد فى تصريحات صحفية، إلى أن اقتران الجهل بالعوامل السابقة دفع إلى زيادة معدلات تلك الجرائم. وأكدت أن أحد أخطر أسباب الظاهرة هو انتشار مشاهد العنف والقتل وإخفاء الجريمة فى جميع الأفلام والمسلسلات، دون اهتمام من القائمين على تلك المؤسسات بمدى تغير سلوك الشباب نحو العنف بعد مشاهدتهم لهذا المحتوى العنيف.