يواجه تجار البحر في محافظة بورسعيد والمعروفون بال"بمبوطية" شبح اندثار مهنتهم؛ بسبب عدم انتظام البواخر في العبور من المجرى الملاحي لقناة السويس إلى داخل مياه الميناء. ويبلغ عدد البمبوطية 350 بمبوطيًا، بالإضافة إلى بعض المهن الأخرى مثل تجار مخلفات السفن وأصحاب اللنشات وغيره من المهن البحرية المرتبطة بالميناء والتعامل مع البواخر. وأكّد سعد عازم - رئيس جمعية تجار البحر البمبوطة ببورسعيد، أن الأوضاع تردت بالنسبة للبمبوطية بشكل كبير بعد قرار منع السفن من الرسو بالميناء وانتظارها لدورها في العبور بغاطس القناة الذي يبعد عن الميناء حوالي 15 ميلاً بحريًّا؛ مما يصعب مهمة البمبوطي في التعامل مع الباخرة، مشيرًا إلى أن التنفيذيين بالمحافظة وعدوهم بحل المشكلة ولكن لم يحدث جديد حتى الآن. وأضاف "عازم" أن الميناء يفتقد في الأيام الأخيرة للأمن والأمان وانتشار البلطجية والإهمال التام للحالة الاجتماعية للبمبوطية وعدم توافر أي رعاية صحية للعاملين بالمهنة. يذكر أن مدن القناة عرفت مهنة (البمبوطية) مع بداية افتتاح قناة السويس ومرور السفن من كل الجنسيات بها عام 1859 ، وكان البمبوطي يحمل بضائعه الشرقية من أسواق بورسعيد ويذهب على ( الحمار) إلى الرصيف المنتظرة عليه السفينة، إما أن يبيعها مقابل عملات أجنبية أو يقايضها ببضاعة أخرى مع البحارة أو السياح، وتطورت وسيلة نقل البضائع الى (التروسيكل) ثم القوارب الخشبية الصغيرة ثم (اللنش البحري)، وكان البمبوطية يتوجهون إلى السفن بشكل طبيعي بعدما يحصلون على التراخيص من أمن الموانئ وهيئات الموانئ وكانت من أفضل المهن بالموانئ؛ حيث كان البمبوطي يتميز بملابسه الأنيقة ورائحة البارفانات الأجنبية وسعة رزقه.