لم يبق لملك الأردن سوى اعتقال شقيقه الأمير علي بن الحسين، الذي شارك مقالا ل"ميدل إيست آي" يتهم محمد بن زايد بالخيانة بعد تطبيعه مع الصهاينة في اتفاق برعاية ترامب، وكان صورته الرئيسية التي نشرها عبر حسابه على "تويتر" هي صورة محمد بن زايد على وجه علامة (×) باللون الأحمر ودهشة حذاء، وهو ما تلقفته ذباب الإمارات وأبرزهم حمد المزروعي وعلى الحمادي وعلي النعيمي بالسخرية والهجوم على الأمير علي. إلا أن يوم الأربعاء كان حافلا بحق محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، حيث نشر الرسام الأردني كاريكاتيرا عن "بن زايد" اعتبر فيه أن رفض حكومة الاحتلال بقيادة نتنياهو -الذي أعلن أنه أبرم صفقة التطبيع معه في وسط أغسطس- أن تبيع أمريكا طائرات "إف 35" الحربية للإمارات بمثابة بصقة في وجه "بن زايد". الرد الأردني السريع على الكاريكايتر كان اعتقال رسام الكاريكاتير الأردني عماد حجاج الشهير ب"أبومحجوب"، على خلفية الرسم. ويرى المراقبون أن توابع الحدث مثل متابعة نقيب الصحفيين الأردنيين راكان السعايدة حيثيات التوقيف من قبل الأجهزة الأمنية، أو متابعة متزامنة من الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحافيين نضال منصور غير ذات أهمية بقدر أهمية محاولة الأردن لملمة الهجوم على "بن زايد" الذي لن يتوقف، سيما بعد حملة "تفنيش" إنهاء خدمات للأردنيين من الإمارات متوقعة، ألمح إليها ذباب ولي عهد ابوظبي وهم يكيلون "أفضالهم" للشعب الأردني وإفساحهم المجال لهم للعمل في مدارسهم ومستشفياتهم. تقول "مريم بن فهد" إعلامية في بلاط حاكم دب : "رسام الكاريكاتير #عماد_حجاج .. أثبت أنه ليس نشميا كأبناء بلده، ولا وفيا لمن كرم فنه وقدّر موهبته.فرق كبير يا عماد بين إيصال الرسالة بأسلوب فني وبين الوقاحة والإساءة لقادتنا ورموزنا.. سبق وأن تطاول على السعودية واليوم على الإمارات. ولن نقبل تماديك هذا لخدمة أجندات قذرة بغلاف الفن". ولكن الحدثين المتزامنين، أثبتا أن جميع شرائح المجتمع الأردني ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، لاسيما بعدما تصدر هاشتاج #عماد_حجاج الترند في الأردن بعد توقيفه على خلفية كاريكاتير عن "رفض الصهاينة بيع طائرات إف 35 للإمارات". يقول المراقبون إن الأردنيين ياخذون معاهدة وادي عربة على أنها فترة هدنة فقط لا غير، وخير شاهد الأوضاع السياسية الأردنية حكومة وشعبا ضد سياسات الكيان الصهيوني وحكومته، وأن "دماء شهدائنا لا زالت حية في عروق نشامى الأردن بعكس من ليس له قضية". اعتقال رسام وبعيدا عن أي تبريرات أردنية، اعتبر المرصد الأورومتوسطي أن اعتقال السلطات الأردنية الأربعاء رسام الكاريكاتير عماد حجاج، هو على ما يبدو لأسباب تتعلق بنشاطه الفني ورسوم احتج فيها على الاتفاق بين الإمارات والكيان الصهيوني. واعتبرت توقيف "حجاج" صفعة أخرى توجهها المملكة الأردنية لحريات التعبير وانتكاسة جديدة للمساحة الضيقة من الحريات المدنية التي تمنحها للمواطنين. https://twitter.com/osgaweesh/status/1298724330465923074 وأشار "الأورومتوسطي" إلى قلقه من الانتهاكات المتواصلة لحرية التعبير في الأردن. وقال الصحفي باسل عكور إن "توقيف الزميل عماد حجاج مساء الأربعاء على خلفية نشره لرسم كاريكاتيري .. لن نقف مكتوفي الايدي .. زملاء مهنة الشقاء والتوقيف والمتاعب نرجو تواجدكم صباح الغد (9:30 )في قصر العدل لمؤازرة الزميل والوقوف إلى جانبه، لا تخذلوا المهنة. قدرنا أن نعيش هذا العنت بصفة دائمة.. إلى أين سنصل؟! https://twitter.com/Rashid_Alkuwari/status/1298720761205514240
