تواجه البورصة المصرية الانهيار بسبب وباء كورونا، الذى أعلنت منظمة الصحة العالمية عن أنه تحول إلى وباء عالمي، وفى ظل إهمال دولة العسكر وعدم اتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية لمقاومة الفيروس المستحدث، وترديد شائعات بأن دولة العسكر في حماية الله، وأن كورونا لن يقترب منها ولن يصيب شعبها، وهو ما كشفت التطورات أنه يؤكد غباء العسكر وتهاونهم بصحة المصريين. وقررت البورصة تعطيل التداول في أروقتها، اليوم الخميس، على أن تستأنف العمل الأحد المقبل، في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي، بدون الإشارة إلى أي تفاصيل أخرى. كان مؤشر البورصة الرئيسي "إيجي أكس 30"، الذي يقيس أداء أنشط 30 شركة، قد تراجع في تعاملات الأربعاء، بصورة طفيفة من 11199.96 نقطة إلى 11194.12 نقطة. كما انخفض المؤشر ذاته الاثنين الماضي، بنسبة 7.3 بالمئة، متأثرا بحرب أسعار النفط بين السعودية وروسيا. جلسات دامية وشهدت البورصة جلسات دامية فى افتتاح الأسبوع الجارى، عندما هوت 4% دفعة واحدة، إثر تصاعد المخاوف من تداعيات انتشار فيروس كورونا، ما خلق ضغوطًا بيعية قوية. وهبط المؤشر الرئيسى«EGX30» بنهاية تعاملات جلسة الأحد %4.04 مسجلًا مستوى 11849 نقطة، بعدما كسر مستوى الدعم الرئيسى 12000 نقطة، كما انخفض مؤشر «EGX100» الأوسع نطاقًا %2.28 ليسجل 1237 نقطة، وتعتبر تلك ثاني جلسات الهبوط القوى بسبب الخوف من تداعيات فيروس كورونا، حينما خسرت السوق المحلية 6% خلال جلسة الأحد قبل الماضي. وبلغ إجمالى قيم التداول على الأسهم المصرية 362.9 مليون جنيه، وفقد رأس المال السوقى للأسهم المقيدة 17.45 مليار جنيه، ليسجل 627.02 مليار جنيه، مقابل 644.47 مليار جنيه مستوى الإغلاق السابق. كما شهدت البورصة سيطرة بيعية من المصريين والعرب بقيمة 4.7 مليون جنيه، و7.8 مليون جنيه على الترتيب، فيما اتجه الأجانب للشراء بقيمة 12.5 مليون جنيه . هبوط السوق من جانبه قال محمد ماهر، رئيس الجمعية المصرية للأوراق المالية “إكما”، إن هبوط السوق خلال هذا الأسبوع يأتى تزامنًا مع الموجة المسيطرة على معظم الأسواق، موضحًا أنه فى الأوقات المماثلة لا يمكن تحليل أوضاع السوق بشكل تفصيلى، وكل ما يمكن قوله إنها موجة هبوطية. وأضاف ماهر، في تصريحات صحفية، أن أهم نصيحة يمكن توجيهها أن يركز المتعاملون على الأسهم القوية ماليًا فقط، والاحتفاظ بالأوراق المالية، وعدم البيع قدر الإمكان. ونصح بعدم اللجوء إلى آلية مثل «الشورت سيلينج»، "لأنها تستخدم عندما تكون الأسعار مرتفعة ومتوقع تراجعها، لكن فى الوقت الحالى الأسعار رخيصة، وبالتالى متوقع ألا تجدى هذه الآلية". إشارة سلبية وقال معتز عشماوى، خبير أوراق مالية، إن كسر مستوى 12000 نقطة خلال جلسة الأحد الماضى إشارة شديدة السلبية، تدل على تحول المسار على الأمد القصير والطويل والمتوسط إلى هابط. وأضاف عشماوي، في تصريحات صحفية، أن هبوط الأحد الماضي جاء مدفوعًا بسهم البنك التجارى الدولى بشكل رئيسى، الذى تراجع بقوة بعدما كان متماسكًا بشكل نسبى خلال الأيام الماضية. وأشار إلى التراجع الحاد، موضحًا أن نسبة هبوط السهم ارتفعت إلى %10 منذ بدء الموجة الهبوطية الحالية. موجة تخارج وتوقع هانى توفيق، خبير اقتصادى، أن تشهد سوق المال موجة من التخارجات، فى ظل عدم وضوح الرؤى بشأن ما ستؤول إليه أوضاع السوق، لا سيما مع تضرر الاقتصاد بشكل عام من تداعيات فيروس كورونا، الذى انعكس بالسلب على السياحة، والفنادق، والطيران، وغيرها من القطاعات الاقتصادية الكبرى. وأكد توفيق، في تصريحات صحفية، أن سوق المال بشكل خاص يعانى من ضعف المناخ الاستثمارى وعدم وضوح الرؤية، ما يرجح تحول السيولة منه إلى الأوعية الأكثر أمانا، منها الودائع والشهادات البنكية ذات العائد المرتفع. وقال إن البديل الآخر للتخارج من سوق المال هو بيع الأسهم الخاسرة، وإعادة الشراء فى الأوراق المالية للشركات القوية ماليَا، التي تحمل فرصَا أفضل. وطالب توفيق مستثمري الأوراق المالية بضرورة التأني قبل اتخاذ أى قرار، ودراسة الاحتمالات لكل سهم منفردًا. وقال إن الهبوط العنيف الذى لحق بالبورصة على مدار الفترة الماضية، دفع العديد من الأسهم لمستويات سعرية أقل من قيمتها الدفترية، ما يشكل فرصًا محفوفة بالمخاطر. وشدد توفيق على أنه لا يمكن التكهن بحركة البورصة المستقبلية، لا سيما بعد كسر منطقة القاع، وبات التحرك بعيدًا عن التحليلات الاقتصادية أو الفنية، وبات مرهونًا فقط بالمخاوف. خارج التوقعات وقال عادل عبد الفتاح، خبير أوراق مالية: إن ما يحدث بالبورصة حاليًا خارج أية توقعات، وغير معلوم أبعاده، لا سيما مع تضرر العديد من القطاعات الاقتصادية جراء تخوفات انتشار فيروس كورونا ما تسبب فى تعطل السياحة، والطيران، والنقل، وتأثر النفط. وحذَّر عبد الفتاح من خطورة التعامل بالمارجن- حساب وساطة يسمح للعميل باستخدام الرافعة المالية لشراء الأوراق المالية ويمكن صاحب الحساب باقتراض المال من الوسيط للقيام بالاستثمارات- على السوق فى الوقت الراهن، فى ظل التقلبات فى الأسواق العالمية، وتأثيراتها على السوق المحلية. وطالب بالتعامل مع تقلبات السوق الحالية، من خلال التحول للأسهم ذات الملاءة المالية، والبعد عن التي تستقطب استثمارات الأجانب، والتأنى فى اتخاذ القرار، والتحلي بهدوء الأعصاب ومن الأفضل عدم متابعة شاشات التداول حتى لا يتأثر القرار الاستثمارى بحالة الذعر فى الأسواق. نصائح وقدم هاني أبو الفتوح، خبير اقتصادى، للمتعاملين في البورصة نصائح لتجنب مثل هذه الصدمات فى البورصات وهى: أولا: وقف تعاملات الشراء الهامشي لحين إشعار آخر؛ حتى لا تتعمق الخسائر بفعل الهبوط الحاد فى أسعار الأسهم، وحالة عدم اليقين بشأن التطورات المحيطة بانتشار الفيروس، ومدى تأثيرها على أعمال الشركات. ثانيا: على المستثمرين فى الأجل الطويل التريث فى الشراء؛ نظرا لأنه من المحتمل أن يحدث مزيد من التراجع بشكل أسرع من المعتاد. ثالثا: تحديد نقطة إيقاف الخسائر لكل سهم، والتخارج مؤقتا من بعض الأسهم لحين استقرار الأوضاع. رابعا: اقتناء الأسهم القيادية القوية عندما تنخفض أسعارها بشدة، لأن أسعارها ستعاود الارتفاع مستقبلا ما يتيح فرصة لتحقيق مكاسب، على أن يتم الشراء تدريجيا.