زادت حالات السخرية والتنمر في الآونة الأخيرة داخل المجتمع المصري، كان أحدثها التنمر على شاب صيني تمت إهانته ظنًّا بأنه مصاب بكورونا، خلال وجوده على الطريق الدائري بالقاهرة، وفي محاولة للاعتذار بحث مجموعة من الشباب المصري عن الصيني وقدموا له باقة ورد؛ تعبيرًا عن اعتذار الشعب المصري عن التنمر الذي تم معه. وفي مقطع فيديو قالت له فتاة مصرية مقدمة له باقة من الورود: “نعتذر لك عن هذا الفعل، وهذا ليس من عادتنا، ونتمنى لك إقامة سعيدة في مصر”. https://www.facebook.com/watch/?ref=external&v=1544772122353838 الطفل السوداني ولم تكن حالة الصيني الأولى، إذ تعرض طفل سوداني لواقعة تنمر، بعدما قام الشباب المصريون بتصوير الطفل السوداني والسخرية منه، ما يعد فعلا عنصريا، وهم جيرانه، ولم يكن الأمر مزاحًا كما ادّعوا لاحقًا. ولم تخلُ دولة الانقلاب من التنمر؛ حيث شهدت مصر العسكر واقعة تنمر جديدة داخل إحدى المدارس الخاصة بمحافظة الإسماعيلية، إذ التقط أحد الطلاب واقعة سحل وضرب لأحد زملائه على يد عدد كبير من الطلاب في فناء المدرسة، فى ظل غياب تام للمدرسين والإداريين المسئولين عن المراقبة والإشراف. ظهر في مقطع الفيديو المتداول عبر منصات السوشيال ميديا المختلفة، واقعة سحل لأحد الطلاب داخل فناء مدرسة، حيث يقوم عدد كبير من الطلاب بضربه وسحله وركله بالقدم، ومحاولة تعريته من ملابسه ووضع خرطوم مياه داخل ملابسه، وسط ذهول كبير من الطالب المسحول، لعدم تدخل أحد لإنقاذه. بنت البواب! كما شهدت أروقة التربية والتعليم حالة تنمر أخرى، إذ أثارت قضية طالبة في المرحلة الابتدائية بإحدى مدارس محافظة الإسكندرية ضجة في مصر، بعد حادثة تنمر جديدة. ففى واقعة مشينة ب”تعد وتنمر”، قامت بها والدة إحدى طالبات الصف الرابع بمدرسة عمر مكرم الابتدائية ضد طالبة في الصف نفسه. تفاصيل واقعة التنمر ترجع إلى خلاف بسيط بين الطالبة روان، وزميلتها في الفصل تدعى شهد ابنة “مهندس بترول”، حيث عايرت الأخيرة الأولى واصفة إياها ب”بنت البواب”، وفي اليوم التالي للمشاجرة التي وقعت بين الطالبتين، حضرت والدة الطالبة شهد ابنة مهندس البترول، إلى المدرسة، وبدأت في توجيه حديثها للطالبة روان قائلة، “إنتي بنت بواب اعرفي حجمك وهي بنت مهندس”. ثم تجدَّدت واقعة المعايرة مرة أخرى من الطالبة شهد، الأمر الذي تسبب في شعور روان بإعياء شديد نقلت إثره إلى إحدى مستشفيات المنتزه، وهناك أخبر الأطباء والدها بإصابة ابنته بالتهاب في العصب السابع، وتحويلها إلى أخصائي مخ وأعصاب. وكشفت الواقعة عن أن مديرة المدرسة والأخصائية الاجتماعية شاركتا والدة الطفلة المعتدية، في الاعتداء على روان والتنمر عليها. لا للتنمر فى المقابل، دشن ناشطون مبادرة “لا للتنمر” تحت شعار “اصنع الفرق.. وانبذ الإساءة”، وقال القائمون عليها إنها تهدف إلى الحد من تلك الظاهرة المقيتة التي تشهدها مصر لأول مرة منذ عقود طويلة. وأكد الشيخ أحمد منتصر، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن ما يحدث فى مصر “مستورد” من الخارج، وذلك بفعل مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف منتصر أن “المصريين بطبعهم مسالمون، وما يحدث دليل على خواء المجتمع وبعده عن الدين والتربية القويمة التي عشنا وتربينا عليها وبها”. أما الباحثة هند عبد الله فقالت: إن التنمر موجود فى العالم، ولم يدخل مصر سوى فى السنوات الماضية فقط. مبررة ذلك بالتحول الاجتماعي الذي حدث للمصريين، مرجعة ذلك إلى الظروف الأسرية، والبعد عن الأسرة الواحدة، وتداخل العلاقات السيئة التى طغت على المصريين، بدلا من اليد الواحدة التى كانت تشمل المصريين في سنوات ماضية.