قال والدا الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، في ذكرى قتل الانقلاب له قبل نحو 4 سنوات بعد تعذيبه، تعليقًا على تصريحات عبد الفتاح السيسي أثناء لقائه رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي: “إنها مجرّد وعود كاذبة. لقد كرّر ذلك في العديد من المرات. ولكن حسب رأينا هي مجرّد ترّهات. وقد طالبنا- وما زلنا نطالب- بسحب السفير الإيطالي من القاهرة”. وادّعى السيسي أن مصر تريد أن تصل إلى الحقيقة حول مقتل ريجيني. وقال متحدث عنه إن السيسي صرح بأن مصر تشارك إيطاليا ذات الاهتمام بالكشف عن ملابسات تلك الجريمة وتقديم مرتكبيها للعدالة، مدعيا أنه دعا النيابة في مصر إلى الشفافية والتعاون من قبل النيابة العامة المصرية مع مثيلتها الإيطالية!. وجاءت تصريحات والدي الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، الذي قُتل بعد تعذيبه في مصر عام 2016، لتلفزيون إيطالي، بعدما أصدر الوالدان كتابًا بعنوان “الكلمة الصحيحة هي خدعة”، يوثق 4 سنوات من التحقيقات ومحاولة الوصول إلى الحقيقة والعدالة في قضية مقتله، لخصته صحيفة “لاريبوبليكا” الإيطالية بأنَّ المحققين الإيطاليين غاضبون من نظرائهم المصريين بسبب قضية ريجيني، وقالوا: إن الاجتماع مع المحققين الجدد لم يسفر عن أى جديد، وأنّ الطرف المصري يماطل في التحقيقات. أسرة الباحث الإيطالي #ريجيني: وعود #السيسي زائفة#مصر #إيطاليا pic.twitter.com/nDiKMmjfWj — الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 20, 2020 وفي 15 يناير، أعلن نائب عام الانقلاب، المستشار حمادة الصاوي، عن تشكيل فريق تحقيق جديد في قضية وفاة المواطن الإيطالي “جوليو ريجيني” ليلتقوا عددًا من المحققين الإيطاليين، وأعلن عن تشكيل فريق تحقيق جديد يعكف على دراسة وترتيب أوراق القضية، ويعمل على اتخاذ كافة إجراءات التحقيق اللازمة “لاستجلاء الحقيقة في حيادية واستقلالية تامة”!. وكان الادعاء الإيطالي، في 18 ديسمبر الماضي، قد اتهم المسئولين المصريين بتعمُّد تضليل التحقيقات في مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني. وفي كلمته، خلال الجلسة الأولى للجنة البرلمانية التي شُكلت للنظر فيما إذا كان ريجيني قد تعرَّض للمراقبة من قبل قوات الأمن المصرية قبل وفاته، قال ممثل الادعاء، سيرجيو كولايوكو، إن “مزاعم مصر حول ظروف وفاة ريجيني تتناقض مع ما كشفت عنه عملية التشريح التي جرت في إيطاليا”. وقال المدعي سيرجيو كولايوكو، في الجلسة الأولى للجنة برلمانية شُكلت لمراجعة القضية، إن قوات الأمن في القاهرة وضعت ريجيني تحت تدقيق مكثف. وأضاف كولايوكو أن مسئولين مصريين- لم يَذكر أسماءهم- حاولوا في أربع مناسبات تضليل التحقيق، بما في ذلك الادعاء بأن ريجيني ربما توفي في حادث سيارة ثم التلميح إلى أنه قتل على يد عصابة إجرامية. من جهته قال المدعي “ميشيل بريستي بينو” خلال الجلسة: إن جهاز الأمن الوطني في مصر نسج شبكة قبل وفاة ريجيني، استخدم فيها أقرب الناس له في القاهرة لتقديم معلومات عنه. وتناولت الاجتماعات، التي دارت على مدار يومين، رؤى المحققين الإيطاليين، وتبادل المعلومات بشأن القضية التي تسببت في توتر العلاقات بين القاهرةوروما. وتتهم وسائل إعلام إيطالية أجهزة الأمن في مصر، بالضلوع في تعذيب وقتل “ريجيني”، وهو ما تنفي سلطات الانقلاب صحته. وفي ديسمبر 2018، أعلنت روما عن فتح تحقيقات بحق 5 مسئولين أمنيين مصريين يشتبه بتورطهم في قتل “ريجيني”، وسط اتهامات للجانب المصري بالمماطلة في إجراءات سير القضية. وقبل أيام، نشر صحفيان استقصائيان إيطاليان تقريرًا تحدّثا فيه عن اعتراف ضابط الأمن الوطني المصري الرائد مجدي عبد العال شريف خلال مشاركته في اجتماع أمني إفريقي بالعاصمة الكينية نيروبي، في أغسطس 2017، بمسؤولية الجهاز عن توقيفه واختطافه بعد مراقبته عدة أشهر؛ بزعم أنه ربما يكون جاسوسًا. وكان ريجيني، 28 عاما، وهو طالب دراسات عليا في جامعة كامبريدج، يجري بحثا لنيل درجة الدكتوراه في القاهرة، قبل أن يختفي لتسعة أيام، عُثر بعدها على جثته، في يناير عام 2016.