يستمر اضراب البريد الكلى على مستوى 27 محافظة للمطالبة بإقالة رئيس الهيئة والحوافز المتأخرة وزيادة المرتبات لليوم الرابع على التوالى فى ظل تجاهل من الحكومة وغضب عارم بين المواطنين الذين توقفت مصالحهم بشكل تام خصوصاً اصحاب المعاشات . وقد بلغ عدد العاملين المضربين 22 الف عامل يعتصمون داخل 9700 مكتب بريد على مستوى الجمهورية . وكانت قد ارتفعت حدة الاضراب امس الثلاثاء على مستوى مكاتب محافظة الاسكندرية بعد اعتقال قوات الامن لخمسة من العاملين بالبريد وهم : "إسماعيل جابر، هيثم عثمان، أيمن حنفي، هاني سعيد، وهشام عبد الحميد". الامر الذى دفع زملائهم الى الاستعانة بالميكرفونات للقيام بإذاعة بيانات مضادة لقوات الامن التى قامت باعتقالهم بدون وجه حق فى الوقت الذى يعرض فيه العاملون على نيابة محرم بيك بتهمة التحريض على اثارة الفوضى والاضرار بالأمن العام. وفى المقابل فقد تحول محيط مكاتب البريد بالأسكندرية الى ثكنات عسكرية نتيجة لتواجد عناصر من الجيش والشرطة فى محاولة لفض التظاهرات بالقوة. وقد طالب العمال باقالة رئيس الهيئة القومية للبريد ، وصرف العلاوة الدورية وزيادة الحافز بنسبة 50% من اساسى المرتب وتوزيع المكافأت على العاملين حسب الاداء المالى للهيئة و وصرف علاوة 7% ، وصرف الارباح الخاصة بالشركة المصرية للاتصالات من اول شهر يونيو الماضى واحتساب ايام الاضراب كأيام عمل رسمى وعدم الماحقة القضائية او الادارية للمشاركين فى الاضراب . وكانت مكاتب البريد بمحافظة الغربية شهدت حالة من الشلل التام والتوقف عن كل عمليات الصرف والإيداعات إثر دخول العاملين في أكثر من 250 مكتبا وفرعا في مراكز طنطا والمحلة الكبرى وسمنود وكفر الزيات في إضراب مفتوح عن العمل كما أقدم العاملون بمكاتب البريد على إغلاق أبواب المكاتب الفرعية والرئيسية أمام المواطنين معلنين دخولهم في اعتصام مفتوح داخل الفروع الرئيسية التابعة للهيئة القومية للبريد لحين الاستجابة لمطالبهم، فيما أصيب الأهالي بحالة من الغضب وظلوا جالسين أمام المكاتب لعدة ساعات لقضاء مصالحهم إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك. ورفع العاملون بمكاتب البريد لافتات كتب عليها عدة شعارات من بينها " عاوزين حقوقنا يا حكومة.. نعم للعدالة الاجتماعية " و"رفع حوافزنا وتطبيق الحد الأدنى ضاع ولا إيه يا رئيس الهيئة القومية للبريد " كما رددوا هتافات مناهضة لرئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد مطالبين برحيله كما هددوا باصطحاب أبنائهم وذويهم للمبيت داخل المكاتب. وفى دمنهور بالبحيرة عانى أصحاب المعاشات أزمة شديدة نتيجة توقف العمل عن صرف مستحقاتهم من معاش التأمينات بعد دخول العاملين بمكاتب البريد أسبوعهم الثاني من الإضراب المفتوح حيث يتجمع يوميا المئات من مستحقي المعاشات أمام مكاتب البريد بدمنهور دون جدوي رغم اعتمادهم بشكل أساسي عليه كمصدر وحيد للدخل و هو المعاش الشهري. كما توقف العمل بماكينات الصراف الآلي المخصصة لصرف المعاشات التي تقع أمام بنك مصر و بجوار مبني التضامن الاجتماعي بدمنهور مرددة رسالة واحد " الرصيد غير كافي " . وقال أحد أصحاب المعاشات " يمثل هذا المعاش نبض الحياة لشريحة عريضة منا كأصحاب المعاشات وخاصة محدودي الدخل حيث يمثل المصدر الوحيد لسداد الإيجارات والانفاق علي لوازم المعيشة من مأكل و مشرب و استهلاكات للمياه و الكهرباء " . واضاف هذا المعاش يعتمد عليه شريحة كبيرة من أصحاب الأمراض المزمنة في شراء ما يلزمهم من الدواء ، وعدم توافره ينذر بالكارثة ، وعدم علمهم بوقت انتهاء الأزمة يسبب ارتباك شديد و قلق لم يعهده من قبل نتيجة تاخر الصرف. فى ذات السياق قطع عدد من أهالي العاملين بالبريد بمدينة طنطا بمحافظة الغربية الطريق المؤدي إلى محطة القطار حيث افترشوا الأرض ومنعوا مرور السيارات بعد تجاهل مسئولي هيئة البريد لمطالبهم. وفى المنيا دخل إضراب عمال البريد يومه الرابع علي التوالي ، فى ظل حالة من الإستياء الشديد في أوساط المواطنين جراء غلق مكاتب البريد وتعطيل مصالحهم ، وسط هتافات ضد حكومة ومسئولي الإنقلاب.