استنكر زكي خلفة -مؤسس ورئيس رابطة فناني الثورة- الحكم على الصحفية "سماح إبراهيم" والذي صدر مؤخرا بحبسها سنة مع الشغل، وقال في حديث خاص ل"الحرية والعدالة" إن: سماح إبراهيم بخلاف كونها صحفية فهي عضو أصيل في رابطة فناني الثورة، وقد شاركت معنا في عدد كبير من الأعمال، فهي فنانة موهوبة وممثلة متميزة وذات حس فكاهي واضح، هذا بخلاف ما تتمتع به ويشهد به الجميع من شهامة وإنسانية وشجاعة واضحة يفتقدها الكثير من الرجال أنفسهم. ويضيف "خلفة": تتميز سماح في كافة أعمالها بأنها ضد الخوف، ضد القمع، والتركيع، وذلك يبدو فيها حتى على مستوى التعاملات الإنسانية؛ فلديها كرامة وعزة نفس مرتفعة للغاية. وفي السياق نفسه يتابع "خلفة" أن الرابطة تكونت إبان ثورة 25 يناير في ميدان التحرير بعد موقعة الجمل بيوم واحد، فهي أول كيان تشكل، وكذلك هو الكيان الفني الوحيد الذي انطلق من رحم الميدان وحمل على أكتافه عبء تحويل الرسالة الثورية الشعبية إلي رؤية ولوحة فنية جمالية، وأشرف أني من مؤسسي هذا الكيان وكان معي الشهيد محمد الديب -والذي ارتقى في مذبحة سيارة الترحيلات في أغسطس الماضي- ثم أعلنّا في الإذاعة الداخلية لميدان التحرير وقتها عن قبول الراغبين في الالتحاق بالرابطة، وبدأ عدد كبير من فناني الميدان في الانضمام لنا من مختلف التيارات والتوجهات والأفكار، وكان من بينهم "سماح إبراهيم". وعن أهم الأعمال التي شاركت فيها "سماح" يتابع "خلفة" شاركت معنا في العديد من الأعمال، من بينها الحملات الفنية؛ مثل حملة "مصر أمانة احموها معانا" وقد كانت عقب تنحي مبارك وانصراف الميدان في ظل حكم المجلس العسكري، وكنا نعمل على تقديم أغانٍ ثورية، ولوحات فنية تحتوي العديد من القيم الأخلاقية والبيئية والجمالية والاجتماعية. وكنا نسعى في تقديم تلك الأعمال في الميادين والشوارع الكبرى، وقد حققت تلك الحملة حينها نجاحا كبيرا، حتى إن إحدى القنوات الفضائية أعدت عنا خصيصا فيلما توثيقيا. وقد كانت "سماح" من أهم فريق الإعداد لتلك الحملة. كذلك شاركت معنا في فيلم "كلنا بنرسمها".
ومن الجدير ذكره –والحديث ل"خلفة" أن سماح كذلك كانت متواجدة في روابط فنية أخرى مثل فريق "فكرة" وكانت من مؤسسيه وقد أسهم هذا الفريق في إبداع العديد من الأعمال الفنية المتميزة والمتنوعة والمختلفة. يضيف "خلفة": إن الرابطة حتى الآن بها على الأقل اثنان شهداء من بينهم المخرج والمؤسس وهو الشهيد محمد الديب، والشهيد "عيسى عصام" وقد استشهد في مذبحة المنصة، هذا بخلاف ما لا يقل عن 6 معتقلين. ويستنكر "خلفة" من جانبه حالة التعتيم الشديد على المعتقلين، ما يؤدي إلى عدم حصرهم بدقة داخل الرابطة أو التواصل الجيد وتصعيد قضاياهم أمام المحافل المختلفة، فالجميع الآن يعاني من الملاحقة والتضييق الأمني الشديد. ويضيف: فرغم أن "سماح" فنانة ولها عضوية في العديد من الجهات الفنية إلا أنها لم تحظ بتصعيد إعلامي لائق من أية جهة، فمن المفترض إذا تم اعتقال فنان أن يثور له ويغضب العديد من الجهات العامة فضلا عن المؤسسات الفنية التي تنادي بالحريات وباحترام حقوق الإنسان. في حين أنه من الملاحظ طبعا أن أغلب تلك الجهات الآن في الجحور، نظرا لأن الاتهامات جاهزة ومعدة مسبقا لكل من يعترض أو يحاول أن يدافع أو يقول كلمة حق. فالوضع الآن في مصر لا يخرج عن الرأي والرأي الواحد، ولا وجود مطلقا للرأي الآخر. وفيما يخص رأي الرابطة في الحكم على "سماح" يقول "خلفة": من الواضح جدا أنه حكم هزلي؛ لأنها صحفية كانت تؤدي دورها المهني، والصحفي مثل الطبيب الذي يدخل لإجراء جراحة عاجلة، فليس لديه اختيار في ذلك، فهو يترك كل قناعاته وآراءه ليدخل في عمق الحدث وينقله كما هو ثم يترك الرأي للقارئ أو المشاهد، فكيف نحاسب الآن الصحفي على القيام بمهمته. وقديما كنا نفهم أن الصحافة سلطة ولها قوة موازية لبقية السلطات في الدول لأن طبيعة مهمتها النقل المتجرد للعالم كله. فماذا بقي في مصر اليوم عندما نحاكم الصحفي بسبب مهنته بل ونسجنه وندينه.