أعربت مايسة إبراهيم -شقيقة الصحفية "سماح إبراهيم"- رفضها وعائلتها للحكم الجائر بحق شقيقتها، حيث أصدرت محكمة جنح الساحل بالأمس 17 مارس، حكما يقضي بحبسها سنة مع الشغل. وقالت ل"الحرية والعدالة": إن الحكم يعبر عن منتهى الجور، ويخالف الدستور الذي وضعه الانقلاب نفسه والذي ادّعوا فيه أنهم ملتزمون بإقرار الحريات، وخاصة حرية الصحافة، فأين هذه الحقوق والحريات في قضية "سماح"؟. تقول "مايسة": إن سماح تخرجت من كلية التربية قسم تاريخ عام 2006، ولأنها متعددة المواهب اتجهت للعمل الصحفي منذ ما يقرب من سبع سنوات، بالإضافة إلى مواهبها الأخرى في الكتابة والتأليف، ومن قبل ذلك فقد كانت مسئولة اللجنة الفنية في اتحاد الطلاب في الجامعة، أي أنها تتمتع بالنشاط والحركة والعمل الدءوب. تتابع شقيقة سماح: وبخلاف عملها المهني والفني فقد كانت من ناشطات ثورة 25 يناير، وكانت تشارك رغم الاعتداء وضرب النار ومحاولات فض الميدان؛ فقد كان لديها هدف وقضية تريد أن تعمل في سبيلها؛ فكانت كغيرها الكثير من الشباب لهم مطالب واضحة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ولكنها كانت تزيد على ذلك بمطلب العدل؛ لأنه أساس مهم في حياة أي شعب حر؛ ولذا فقد كانت سماح ترى أن نظام مبارك لم يكن يحقق شيئا من هذا، ومثلها مثل الملايين من الشعب الحر الذي ثار وأصرّ على رحيل نظام مبارك. في حين أن دورها في ثورة 25 يناير كان هو نقل الحقيقة بحكم عملها الصحفي والمهني. ثم استمر هذا الدور نفسه في نقل الحقيقة من ميادين الاعتصام في رابعة والنهضة. حول شخصية "سماح" وسط أسرتها تقول "مايسة": سماح هي الابنة الثالثة وسط أربعة من الأشقاء، وتتميز عن الجميع بالهمة العالية والنشاط الدائم، فضلا عن روح الشهامة والأخوة وما يمكن تسميته ب"جدعنة بنت البلد"، فهي ذات روح جريئة وشجاعة. وأكثر الأدلة على ذلك إصرارها الدائم على تأدية مهام عملها الصحفي رغم صعوبته وخطورته منذ الانقلاب، ولكنها كانت تؤدي مهماتها في نقل الأحداث على أكمل وجه مهما كان اليوم عصيبا أو به تهديدات كثيرة ومخاوف على الحياة نفسها.
سماح" تعرضت للضرب والصعق الكهربائي لاستمرارها في الهتاف ضد حكم العسكر وبخصوص وضع الأسرة وحالتها منذ اعتقال سماح وحتى الحكم الجائر عليها، تقول "مايسة": الجميع في المنزل في وضع سيء للغاية، فوالدي متوفى، ووالدتي هي المسئول عن الأسرة؛ ولذا يكاد القلق يفتك بها من فرط القلق والخوف على ابنتها، خاصة بعد أن قمنا بزيارة سماح وتبين لنا كيف تعاني من مرارة السجن والظلم والقهر، فشعور الإنسان الحر الكثير الحركة بالحبس المفاجئ والظالم، كفيل بأن يذيقه ومن حوله بمرارة وألم لا يوصفوا؛ خاصة أن اعتقالها جاء أثناء تأديتها لمهمتها الصحفية، ولم تكن مثلا تعبر عن رأي خاص أو تقوم بمهمة خاصة، ولكنها مهمة مهنية، وهذا ما يجعل الإحساس بالظلم مضاعف. وتختتم "مايسة": أقول للقاضي الذي أصدر حكمه الظالم على شقيقتي؛ لو أنك تتقي الله تعالى وتخشاه لما أصدرت مثل هذا الحكم، وأكرر ما قالته له إحدى الموجودات في جلسة المحاكمة حيث صرخت فيه قائلة إنه لو يرى نفسه قاضيًا في الأرض فعليه أن يتذكر ويخشي قاضي السماء!! ومن جانبه يكشف أحمد إبراهيم -الشقيق الأصغر ل"سماح"-: إن أخته قد تعرضت للتعذيب داخل قسم الأميرية؛ وتمثل ذلك في صعقها بالكهرباء عندما استمرت بالهتاف داخل الحبس ضد العسكر والداخلية، بخلاف ضربها صفعا على الوجه والجسد داخل قسم الساحل. ويضيف: من شدة إحساس أختي في محبسها بالقهر والظلم فضلا عن التعذيب الذي تعرضت له من ضرب وإهانة، فقد أصيبت بانهيار عصبي؛ في حين أن الرعاية الصحية بالداخل ضعيفة للغاية، كما أنهم لا يقبلون أن نأتي لها بطبيب من الخارج، وكل ذلك قد أدى إلى تدهور شديد في صحتها العضوية والنفسية، وهو الأمر الذي من الممكن أن يشتد عليها عقب هذا الحكم الجائر.