تقول منال عبد الموجود -والدة المعتقلة في سجون الانقلاب شيماء عمر عفيفي، طالبة بكلية الدراسات الإسلامية الفرقة الأولى-: اعتقلت ابنتي يوم 28 ديسمبر الماضي، وقد كان اليوم الأول في الامتحانات؛ وأثناء خروجها من لجنتها، كان الأمن يعتقل زميلة لها من حركة 6 إبريل، وهنا ألقت تلك الطالبة بهاتفها المحمول لشيماء وطلبت منها الاتصال بأهلها لإبلاغهم بما حدث لها، وأثناء محاولة شيماء التقاط الهاتف من الأرض اعتقلتها قوات الأمن، هكذا دون أي مبرر! تضيف والدة شيماء: من حينها ويتم التجديد التلقائي لشيماء ومن معها، في حين إنه لا يسمح لهن بحضور الجلسات، وعندما أضربن عن الطعام احتجاجا تم السماح لهن بحضور الجلسة الأخيرة والتي تم التجديد لهن فيها ب 45 يوما كاملة. وفي أثناء تواجدها بالداخل تم التحقيق معها من قبل الأمن الوطني –أمن الدولة- حيث أخذوا في سؤالها حول ما إذا كانت تنتمي لجماعات أو تيارات أم لا، وما رأيها في التظاهرات، وفي فض رابعة بالذات. وحول تفاصيل يوم الزيارة تقول "والدة شيماء": مرة واحدة فقط تمكنا من أن نجلس معها نصف ساعة، أما بقية الزيارات فمتوسطها ما بين خمس إلى عشر دقائق فقط، وبالكثير لا تزيد عن 15 دقيقة فقط. مضيفة أن ظروفهم المادية كأسرة بسيطة، فهي لا تعمل، ووالد شيماء موظف بسيط في وزارة الأوقاف، ولديهم ثلاثة أبناء بخلاف شيماء، والزيارة الأسبوعية ما بين تجهيز الطعام والمواصلات تكبد الأسرة ما لا يقل عن 150 جنيها أسبوعيا وقد يزيد في الكثير من الأحيان ليصل ما بين 200 إلى 250 أسبوعيا، نظرا لأن تكلفة تجهيز الطعام لا بد أن تكون لمجموعة من الفتيات وليس لشيماء وحدها، وذلك مثلما تفعل بقية الأسر، وكذلك ففي الكثير من الأحيان تتعرض أشياء الفتيات للسرقة بالداخل خاصة الملابس، مما يضطرنا إلى شراء غيرها وهذا يحدث كثيرا. وتؤكد: ولكن ومهما تكن التكلفة وحتى لو قطعت من جسدي واستدنت ممن أعرف وممن لا أعرف، فهي ابنتي ولا بد أن أوفّي لها طلباتها في ذلك الظرف الشديد عليها وعلينا. تتابع "والدة شيماء": من الأمور التي تجد فيها الفتيات شدة في الداخل هو حرمانهن من نصف الساعة التي كان يسمح لهن فيها بالخروج من العنابر، فتقريبا ومنذ أحداث 25 يناير الماضية، لم يتم السماح لهن بوقت التريض البسيط هذا، وهذا بالطبع مما يؤثر على صحتهن بالداخل، خاصة مع سوء التهوية وزيادة الأعداد، وهذا ما جعل "شيماء" ابنتي تصاب بحساسية مفرطة في الجسد وذهبوا بها إلى مستشفى السجن لتلقي العلاج؛ وكل ذلك نتيجة لعدم التهوية الجيدة مما قد يتسبب مثلا في وجود حشرات ضارة بالمكان أو ما شابه، وشيماء من الأساس لديها حساسية وتحتاج إلى تعامل وعناية خاصة. وبخلاف شيماء فقد تعرضت أخريات للمرض بالداخل ومنهن من أصيبت بآلام في البطن أو الكلى نتيجة مياه الشرب غير الجيدة هناك، وهو ما يجعلنا نضطر إلى شراء مياه معدنية في الزيارة. تتابع "والدة شيماء": التهم الموجهة لابنتها باطلة، فقد وجهوا لها تهم إثارة الشغب، وتحريض الفتيات على عدم دخول الامتحانات؛ في حين أن شيماء بالأساس قد تم اعتقالها عقب خروجها من لجنة الامتحان وكانت قد أدت بالفعل أول امتحان لها، وتم إثبات ذلك في المحضر إلا أنه لم يشفع لها واستمرت التهمة كما هي، فللحقيقة لا علاقة لشيماء بالتظاهرات أو الحركات أو التيارات أو غير ذلك من الأمور. وتتابع: اعتقال شيماء يؤثر على البيت كله، وعندما نجلس للطعام ونتذكر أن شيماء ليست معنا، ولا نعلم ماذا تأكل الآن أو ماذا تفعل، لا نستطيع جميعا أن نضع الطعام في فمنا. تضيف: لا أعلم ما هو وجه الإفادة من احتجاز شيماء ومن معها، ومن جهتي أقول لمن احتجز ابنتي إنني سأقاضيه أمام الله تعالى يوم الحشر العظيم.