أكد الإخوان المسلمون في بيان لهم أن الأزمة الراهنة في أوكرانيا تفضح ازدواجية المعايير لدى الدولة الغربية التى تزعم أنها راعية الحرية والديمقراطية في العالم. وقارن بيان الإخوان الذى صدر مساء اليوم بين موقف الغرب مما يجرى في أوكرانيا وما يجرى في مصر بعد الانقلاب الدموى في 3 يولية الماضى حيث يقول البيان:"هناك ثورة شعبية في أوكرانيا ضد الحكومة، وبغض النظر عن أسباب الغضب والثورة فقد كنا نتمنى أن تحل بالوسائل السلمية الديمقراطية التي تحترم إرادة الشعب، وهذا موقفنا الثابت من كل خلاف في أي دولة في العالم". وتابع البيان :" إلا أن الخلاف احتدم حتى اعتصم آلاف المواطنين في ميدان الاستقلال، ثم وقعت اشتباكات عنيفة مؤسفة أسفرت عن وقوع سبعة عشر قتيلا من المواطنين وتسعة قتلى من الشرطة، في محاولة لفض الاعتصام، وهو أمر مدان، فاستخدام العنف المميت والقوة المفرطة يتناقض مع مبادئ حقوق الإنسان". وحول الموقف الغربي من الأزمة يقول البيان :" انتفض ساسة الغرب ومنظماته الحقوقية، بل وهيئة الأممالمتحدة أيضا، فالبيت الأبيض في واشنطن يحذر الجيش أن يكون طرفا في الصراع الذي يجب أن يحل بين المدنيين، ويهدد بفرض عقوبات على الحكومة الأوكرانية، ويتابعه الاتحاد الأوربي في التهديد بفرض عقوبات، ويصرح قائد حلف الناتو بوجوب عدم استخدام الجيش ضد الشعب، وتطالب هيئة الأممالمتحدة بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق". ويرى الإخوان أن ما قام به الغرب حيال الأزمة في أوكرانيا هي مواقف يمليها الضمير الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان، إلا أنها فرضت علينا أن نقارن بينها وبين مواقف هؤلاء الساسة من الكوارث التي حدثت في مصر بالانقلاب العسكري على الشرعية، وإهدار الإرادة الشعبية والانتخابات الديمقراطية، وتعطيل الدستور وحل البرلمان، واختطاف الرئيس المدني المنتخب، ثم شن حرب على المعارضين للانقلاب. واستعرض البيان ما قام به العسكر من مجازر بشرية راح ضحيتها آلاف المواطنين، حتى امتلأت الميادين والشوارع والمساجد بالدماء والجثث، وتم حرق عدد كبير من المواطنين وهم أحياء، وحرق كثير من الجثث ودفنهم في مقابر جماعية، وتم قتل 37 مواطنا في إحدى سيارات الشرطة، إضافة إلى إصابة سبعة عشر ألف مواطن، واعتقال أكثر من واحد وعشرين ألفا من صفوة المجتمع السياسية والأكاديمية والمهنية والنقابية والعمالية، وتعذيبهم تعذيبا ممنهجا في السجون، وفيهم عدد كبير من النساء والفتيات والأطفال، وإصدار أحكام ظالمة وقاسية على عدد منهم، وفصل المئات من الطلاب من الجامعات. وانتقد البيان موقف الغرب من الأزمة في مصر حيث يقول البيان :" رغم أن الجريمة في أوكرانيا –وهي مدانة بكل تأكيد- لا تقارن بحجم الجرائم في مصر، فلم نجد من ساسة الغرب إلا عبارات مائعة تستنكر هذه الجرائم، في الوقت الذي تؤكد فيه على الشراكة مع نظام الانقلاب وتدعمه بكل أسباب القوة والبقاء، الأمر الذي يشجعه على الاستمرار في جرائمه ضد الشعب وضد الإنسانية". ويتعجب الإخوان في بيانهم :" يتساءل ساسة الغرب: لماذا تكرهوننا؟ إننا لا نرى في مواقفكم مجرد تشجيع للانقلاب الدموي، بل نرى مشاركة كاملة في العداء للشعب والاعتداء عليه. فهل أنتم منتهون؟". وفي ختام البيان يؤكد الإخوان ثقتهم بعد الله تعالى في قدرة الشعب المصرى الأبى وثواره الأحرار وقدرتهم على استكما لطريق الثورة وتحرير إرادة الأمة وامتلاك قرارها واستقلالها.