أكدت مجلة "تايم" وصحيفة "لوس أنجلوستايمز"الأمريكيتان أن انشقاق رئيس الوزراء السورى الدكتور رياض حجاب عن النظامالحاكم ولجوئه إلى الأردن يمثل "إهانة" للأسد ويكشف انعدام الثقة فى قدرته النجاة من طوفان الثورة. فقد وصفت مجلة "تايم" الأمريكية - فى تحليل اخبارى أوردته، اليوم الثلاثاء، على موقعها الالكترونى - أن انشقاق رئيس الوزراء السورى جاء بمثابة "إذلالال وإهانة" للرئيس السورى بشار الأسد. واعتبرت المجلة أن هذه الخطوة من قبل المسئول السورى تحمل فى طياتها دلالات بالغة الأهمية لا سيما فى هذه المرحلة من عمر الثورة فى سوريا، واصفة إياها "بفرشاة أخرى ترسم صورة نظام عاجز ومتداع، لا شىء يجمع بين صفوف كبار ضباطهومسئوليه حاليا سوى ذنب وجرم إراقة دماء الشعب السورى التى يستباحونها على مدار عام ونصف العام منذ اندلاع الثورة فى سوريا". وأردفت المجلة تقول "أن نظام الأسد يشهد انشقاقات وتصدعات عديدة وسط زخم الثورة السورية والضغوط الدولية المبذولة عليه ليسير بخطى سريعة نحو الهاوية". ورأت المجلة الامريكية أن انشقاق الدكتور حجاب - المنتمى إلى المذهب السنى - لاسيما بعد انشقاق العميد مناف طلاس - المنتمى هو الآخر إلى المذهب السنى –إنما يعكس ويبلور بشكل أكثر وضوحا الاعتقاد بأن الصراع فى سوريا أضحى بين نظام تهمينعليه الأقلية العلوية الشيعية مقابل معارضة سورية ذات أغلبية سنية. وعلى صعيد آخر، لفتت مجلة "تايم" الأمريكية فى تحليلها الإخبارى إلى أنه على الرغم من انشقاق العميد طلاس رغم بالغ أهميته لم يتمخض عنه ذات التداعياتالمتلاحقة والمرجوة التى من شأنها أن تؤثر على مجريات الأمور والمعطيات على الارضومن ثم تغيير مسار الثورة السورية، إلا أنه كان له مدلوله الخاص والهام فى هذه المرحلة وهى أن: قائدا سنيا آخر يتقلد أعلى المراتب بالجيش السورى يؤثر الانشقاقعن نظام صديق حميم له لينضم إلى صفوف الثوار ويوجه ضربة موجعة لحليف قديم فى هذه المرحلة العصيبة التى تمر بها البلاد. وعلى ذات المنوال، حسبما أبرزت مجلة تايم فى تحليلها، ربما لا يؤثر انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب كثيرا فى حسابات القادة الميدانيين للجيش السورى الحر علىالرغم من ترحيبهم به وترحيبهم بكل من انشق من قبله ومن سيقدم على هذه الخطوة منبعده؛ غير أن هؤلاء المنشقين لا سيما ممن يتقلدون مناصب عليا فى النظام السورى يكشفون الستار عما يدور فى كواليس هذا النظام فى الفترة الخيرة ليتلمس جميع المراقبين ضعفا وقلة حيلة قد أحل بنظام يلفظ الآن أنفاسه الأخيرة. وخلصت مجلة تايم الأمريكية - فى ختام تحليلها الإخبارى - إلى أن كل سورى يعلن انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد إنما يكون فى نهاية المطاف شخصا آخر لم يعد فى مقدور الأسد الاتكال أو الاعتماد عليه لتتوالى الانشقاقات ويزداد تآكل بنية هذاالنظام الاستبدادى. بدورها، وفى تعليق فى نفس الموضوع، اعتبرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن انشقاق الدكتور رياض حجاب ورحيله نهائيا عن نظام الأسد، فى ظل زخم الانشقاقات التى يشهدها النظام ووسط الإنجازات والتحركات الجسورة التى يحققهاالثوار على أرض الواقع، تعكس انعدام ثقة النخبة الحاكمة فى سوريا فى أن الرئيس الأسد يمكنه أن ينجو من ثورة تدخل شهرها ال17 الآن. ولفتت الصحيفة - فى سياق تعليقها الذى نشرته اليوم وأوردته على موقعها على شبكةالانترنت - إلى أن البعض قد يرى فى تزايد أعداد المنشقين عن نظام الأسد "تصدعاعميقا" يضرب التحالف السنى- العلوى الذى حكم سوريا منذ عام 1970، حينما تولى الابحافظ الاسد سدة الحكم فى البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من حديث المحللين عن أن القيادة الأمنية والسياسية الحقيقية تكمن فى يد النخبة المنتمية للطائفة العلوية الشيعية التى تكن ولاء شديدا للرئيس الأسد إلا أن الكثيرين يعتقدون بأن القتال الدائر حاليا هو فى أصل الأمور معركة بين أبناء المذهب السنى والطائفة العلوية الشيعية للبقاء على قيد الحياة.