ليسكوت – باركر – ميلنر – داونينج – تشمبرلين - ويلباك، أسماء لم يكن أحدا يتخيل أن تكون جميعها ضمن التشكيلة الأساسية لمنتخب إنجلترا في يورو 2012. هذه الوجوه الجديدة نوعا ما على متابعي المنتخب الإنجليزي ليست اختيارا لمديرا فنيا يخوض تجربة تجديد دماء الفريق، ولكنها أمر واقع في أصعب تحديات الكرة الإنجليزية في السنوات ال20 الأخيرة. فبعدما رحل الإيطالي فابيو كابيللو عن قيادة الفريق قبل انطلاق البطولة بأشهر قليلة اضطر الإنجليز لتكليف روي هودجسون بالمهمة قبل شهر من صافرة البداية. تعرض الفريق لكبوة أكبر بتوالي الإصابات على نجومه بدءا من فرانك لامبارد لجاريث باري وجاري كاهيل وجالك ويلشير مرورا باستبعاد ريو فرديناند وإيقاف واين روني. كتيبة النجوم فكرة كتيبة النجوم التي ظلت مسيطرة على عقول مشجعي المنتخب الإنجليزي في السنوات الأخيرة انتهت تماما الآن، وعلى المدرب أن يلجأ لطريقة أخرى لتحقيق الانتصارات.
ويلباك سيعوض روني مؤقتا فبعدما اعتاد المنتخب الإنجليزي في البطولات الكبرى أن تمتلئ قائمته بالأسماء الرنانة والنجوم في كافة المراكز، سيدخل هذه البطولات بمجرد أسماء شابة وطموحه. هذا الأمر في حد ذاته يعتبره البعض سلاحا للفريق خاصة أن المشاركات الأخيرة أظهرت أن كثرة النجوم كانت سببا من أسباب الإخفاقات. فكل مدرب قاد الفريق حاول تفصيل طريقة لعب تضمن تواجد جميع الأسماء الكبيرة في التشكيلة الأساسية مما أضر بالفريق، فكيف سيتعامل هودجسون؟. 4-3-2-1 يعتمد هودجسون منذ أن كان مدربا لفولام ثم ليفربول على طريقة شجرة الكريسماس التقليدية بتواجد ثنائي سريع خلف المهاجم الأوحد. تلك الطريقة تخدم إنجلترا في البطولة الحالية في ظل إيقاف روني عن أول مباراتين، فالفريق لا يتحمل الدفع برأسي حربة في الوقت الحالي.
جيرارد يقود الإنجليز؟ يعول هودجسون على ويلباك كمهاجم متقدم أمام أشلي يونج وستيوارت داونينج أو ثيو والكوت اللذان يمنحان الفريق خطورة أكبر عندما يلعبان خلف ظهيري جنب المنافسين في حال تقدمهم للهجوم. هذه الطريقة تمنح أيضا حرية أكبر لظهيري إنجلترا أشلي كول وجلين جونسون في التقدم لمساندة الهجوم بطريقة منظمة خاصة أن ثلاثي الارتكاز يمكنه التغطية على تقدمهما. عودة روني ستخدم هذه الطريقة بشكل أفضل التي ربما ايضا تتغير إلى 4-2-2-1-1 في حالة رغبة الفريق الضغط الطولي أمام فرق تندفع للهجوم بتواجد روني خلف رأس حربة تقليدي مثل أندي كارول. لامبارد و جيرارد أبرز مشاكل إنجلترا الفنية على مدار سنوات طويلة كانت كيفية إيجاد الخطة وطريقة اللعب التي يتجاور فيها الثنائي لامبارد وجيرارد سويا في فريق واحد. فمع ليفربول وتشيلسي يتميز الثنائي في مركز لاعب الوسط القوي الذي يجيد الهجوم والزيادة خلف المهاجمين وهو الدور الذي يستحيل أن يلعباه سويا مع المنتخب.
روي هودجسون هو أول مدرب إنجليزي يقود الفريق منذ كيفن كيجان في يورو 2000 لذا فمنذ عام 2004 يلجأ المدربون لتأخير وتثبيت أحدهما كوسط ملعب دفاعي والدفع بالآخر للأمام أو المجازفة بهما سويا في الهجوم كما حدث في كأس العالم 2006، وفشلت جميع التجارب حتى أخفقت إنجلترا في الوصول ليورو 2008. حاول كابيللو إيجاد الحل في 2010 فدفع بجاريث باري معهما في منتصف الملعب في كأس العالم على أن تقسم الأدوار الهجومية والدفاعية بينهما، وهو ما فشل أيضا وودعت إنجلترا البطولة. النسخة الحالية للبطولة قد تشهد تغييرا في أداء إنجلترا في ظل غياب لامبارد، فجيرارد سيلعب دوره كلاعب مساند للهجوم بحرية على أن يثبت خلفه سكوت باركر وجيمس ميلنر في الأدوار الدفاعية. قد يخدم أيضا تشمبرلين خطط هودجسون في تعزيز عمق الإنجليز خاصة أن لاعب أرسنال اليافع يجيد التحرك بدون كرة والتسليم والتسلم بشكل أسرع من ميلنر، ولكن ينقصه عامل الخبرة. وتكمن نقطة ضعف إنجلترا في قدرة جون تيري وجوليان ليسكوت على تغطية وغلق العمق الدفاعي للفريق خاصة أنهم يتجاوران للمرة الأولى مع الفريق مما قد يصعب الانسجام بينهما.