عصبية شابي هرنانديز لاعب برشلونة عقب استبداله وجلوسه على دكة البدلاء في الكلاسيكو، هو مشهد جديد على عشاق الفريق الكتالوني.. ولم لا وفريقه يواجه مدير فني يستخدم كل إمكانيات لاعبيه في الامتاع بالطريقة الدفاعية. الداهية جوزيه مورينيو يواصل ألاعيبه الدفاعية في مواجهة برشلونة، فمثلما قام بذلك في موسم 2009/2010 أمام الفريق نفسه في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا حينما كان مدربا لإنتر ميلان وتفوق على الكتالونيين بنتيجة 3-2 بمجموع اللقاءين. عاود البرتغالي فنونه الدفاعية بإتقان في أمسية السبت على ملعب كامب نو، في وجود الألماني الشاب ميسوت أوزيل نجم المباراة الأول "تكتيكيا". سلاح وحيد بدأ بيب جوارديولا المدير الفني لبرشلونة المباراة بفكر تقليدي، في الاعتماد على لونيل ميسي في مركز رأس الحربة وحيدا، يعود الأخير إلى وسط الملعب مع انتظار أن "يسحب" أحد قلبي دفاع الخصم فيذهب الظهير لتغطية الفراغ الناتج عن خلخلة الدفاع. ثم تنطلق الأجنحة الكتالونية خلف الظهير الذي ترك موقعه، وهو ما تكرر كثيرا خلال اللقاء دون جدوى. مع بداية المباراة، بدأ ميسي في خدعته، وقام بالعودة لوسط الملعب وهنا كان رقيبه سيرخيو راموس قلب دفاع الريال، ثم مع تكرارها فطن مورينيو إليها سريعا وألزم أوزيل بمتابعة الساحر الأعسر مع لاعبي وسط الفريق الملكي وهو ما سنتناوله لاحقا. حتى تم القضاء على خطورة نجوم وسط برشلونة، والفيديو التالي يوضح ما ذُكر سلفا Real Vs Barca 3 by mido_tot90 الطريقة تقليدية فقد استخدمها جوارديولا مرارا وتكرار، لدرجة جعلتني أعلم طريقة لعب برشلونة إذا وجدت ميسي وحيدا في الخط الأمامي، وبالتأكيد فطن لها البرتغالي مورينيو. الفيديو التالي يوضح الطريقة عندما استخدمها في نهائي دوري أبطال أوروبا مع مانشستر يونايتد في موسم 2010-2011. دهاء مورينيو وهنا ظهر ذكاء مورينيو في استغلال كل لاعبيه، فقسم ملعب المباراة إلى أجزاء، يبدأ بالضغط عن طريق كريم بنزيمة ومن خلفه ثلاثي الوسط رونالدو ودي ماريا وأوزيل، أمام الإرتكاز شابي ألونسو، وإذا بحثت على خضيرا ستجده مع إنيستا دائما. دائما كمشجع مدريدي أخشى من المجهود البدني لأوزيل، ولكن أداءه "الذكي" أمام برشلونة جعله الأفضل، فكان يعود لمنطقة فريقه الدفاعية ويراقب لاعبي برشلونة ببطء ثم يزيد من سرعته تدريجيا حتى يقتنص الكرة ويبدأ هجمة لفريقه. وبالنظر لإحصائيات المباراة، نجد أن الألماني هو أكثر من لمس الكرة في فريق ريال مدريد ب49 مرة، وقام باستخلاص الكرة في أربع مناسبات. ويوضح الفيديو التالي تأثير أوزيل الدفاعي وانطلاقاته الهجومية Ozil vs Barcelona by mido_tot90 فقر تكتيكي الاعتماد على جملة تكتيكية واحدة في مواجهة ريال مدريد، لا أريد أن أصفه ب "فقر" فني، إذ غاب عن الفريق الكتالوني التسديد واستغلال العرضيات، باستثناء تصويبة شابي الوحيدة والتي اتخذت طريقها إلى جوار القائم. فريق برشلونة أكثر فرق العالم وصولا لمرمى الخصوم في المباريات، لم يستطع فك طلاسم دفاعات ريال مدريد، بعدما فشل في ذلك في مواجهة تشيلسي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. كنا نجد مبررات بأن ملعب الفريق اللندني "ضيق" المساحة، وبرشلونة لا يقهر في الملاعب الواسعة! لكن ما حدث في الكلاسيكو كان في كامب نو. حتى ميسي الذي صنع 14 هدفا في الدوري الإسباني وسجل 41 آخرين، لم يقدم سوى تمريرة ساحرة وحيدة لشابي الذي أهدرها من وضعية انفراد. Real Vs Barca 4 by mido_tot90 لم يقصر ميسي في أداء المطلوب منه، فقد ركز اهتمامه الأكبر على تفريغ المساحات بالعودة لوسط الملعب أو الذهاب إلى الطرف الأيمن، مع انطلاقات داني ألفيش من اليمين وتوغل شابي في عمق دفاعات الميرينجي. وذلك هو المطلوب من الأرجنتيني، في ظل جلوس سيسك فابريجاس وأليكسيس سانشيز على مقاعد البدلاء مع استسلام إنيستا لرقابة سامي خضيرة اللصيقة وقلة خبرة ألكانترا وكرستيان تيو. وعندما دفع جوارديولا بألكسيس في الدقيقة 69 عاد ميسي لموقعه الطبيعي في وسط الملعب فبدأت الخطورة وسرعان ما سجل المهاجم التشيلي هدف التعادل في الدقيقة 70. ولكن أوزيل صاحب المجهود "الوفير" على غير العادة في لقاء استثنائي، تواجد بعدها بثلاث دقائق في المكان المناسب لحظة انقطاع الكرة من جانب ألونسو الذي مرر الكرة لدي ماريا. ومنذ أن قطع ألونسو الكرة، كان صاحب الأصول التركية يتخذ موقعا مميزا في جملة مرتدة نموذجية، في لحظة "توهان" كتالونية بأحد اللقطات التي تفوق فيها أربعة لاعبين من الملكي على ثمانية لاعبين من برشلونة، فمرر أوزيل كرة رائعة جعلت رونالدو يراوغ فالديز ويسكن الكرة في شباكه. FC Barcelona vs Real Madrid 1:2 Ronaldo by Czoklik وتبقى عبقرية مورينيو في استخدام كل الإمكانيات المتاحة من لاعبيه، فبرغم امتلاك جوارديولا لأفضل خط وسط في العالم إلا أنه سقط في اختبار الكلاسيكو. عندما أنظر إلى وسط ريال مدريد في وجود ألونسو وخضيرة وأوزيل ودي ماريا ورونالدو، سنجده بالتأكيد أقل من وسط البلوجرانا بقيادة شابي وإنيستا وميسي وفابريجاس وحتى بوسكيتس. فكيف يمتلك جوارديولا هذه الأسماء، ونجد طريقة واحدة يحاول دائما استخدامها فإن نجح في ذلك استمر، وإن فشل استمر أيضا!