جاءت واقعة تعرض جماهير النادي الأهلي لمذبحة بورسعيد في الأول من فبراير الماضي ، والتي راح ضحيتها العشرات من جماهير الأحمر ، لتنهي أحلام رئيس النادي حسن حمدي ، بشكل شبه نهائي داخل ناديه بعد ما يقرب من نصف قرن قضاها داخل القلعة الحمراء ، وتضع نهاية غير سعيدة لخدمته بالجزيرة. ففي الوقت الذي كان حسن يخطط مع أصدقائه في النادي وخارجه لكيفية الاستمرار داخل النادي فيما لو طبق بند الثماني سنوات الذي يمنع الترشح لأكثر من دورتين انتخابيتين متتاليتين، إلا أن حادثة بورسعيد المأسوية جاءت في توقيت غير مناسب له ولتابعيه، لتطيح بأحلامه التي خطط لها على مدار الشهور الماضية. كان حسن حمدي، يخطط في مسارين متوازيين للبقاء في النادي الأهلي، الأول هو اللجوء للقضاء ضد لائحة المجلس القومي للرياضة التي أصدرها رئيس المجلس السابق حسن صقر، والتي تمنع كل من أمضى 8 سنوات في عضوية مجلس الإدارة من الترشح في الإنتخابات التالية، ومن أجل ذلك أقام عن طريق جيش من القانونيين دعوى قضائية أمام القضاء الإداري ضد اللائحة ، طمعا في الاستمرار في رئاسة النادي وعدم الابتعاد عنه. المسار الثاني الذي كان يخطط له رئيس النادي الأهلي - وهو الأخطر – هو التخطيط لإنشاء شركة لإدارة كرة القدم بالنادي، حينما يبدأ تطبيق دوري المحترفين في مصر خلال الفترة المقبلة، وبدأ بالفعل في خطوات إنشاء الشركة عن طريق المقربين منه ليكون له السطوة الأكبر داخل النادي على اعتبار أن كرة القدم هى الأهم داخل القلعة الحمراء، وليضمن لنفسه البقاء بشكل أقوى مما هو عليه كرئيس للنادي. مذبحة بورسعيد أفسدت مخطط حمدي في النادي، حيث كان سينشأ شركة كرة القدم بنسب متفاوتة ما يين النادي الأهلي والمستثمرين، والأخطر إنه كان ينوي أن تكون نسبة المساهمين أكبر من نسبة النادي، وهو ما كان سيضعف مجلس إدارة النادي أمام هؤلاء المساهمين ، بحيث كانت نسبة المستثمرين تمنحهم حق الإدارة لأنهم يمتلكون النسبة الحاكمة. حسن حمدي، كان قد جهز بالفعل مجموعة المساهمين الذين سيساهمون بالنسبة الأكبر في شركة كرة القدم، وكان ينتظر الوقت المناسب للإعلان عن تلك الشركة، إلا أن حادثة بورسعيد جاءت لتنهي كل الأحلام الوردية، وهو سبب الغضب العارم الذي إنتاب رئيس النادي الأهلي خلال الشهر الجاري. بل أن حسن غضب بشدة من المزايدين داخل النادي لأن ذلك يزيد من صعوبة موقفه أمام أولتراس النادي الغاضب أيضا بشدة من رئيس النادي، وأصبحت الخطط التي كان حمدي يفكر فيها صعبة التحقق.