ربما تنفعل بسبب استعراض مبالغ فيه من حسام غالي أو "لف ودوران" أحمد حسن بالكرة، لكن أرجو ألا تنسى أبدا أهمية وجودهما في الفريق بسبب التنوع الكبير الذي يمنحاه للمدرب. أما هذه المقالة فهي مهداة إلى لاعب ثالث. يتمحور حديثي حول ثلاثة لاعبين.. ذكرت اسم اثنين منهم لأدلل على نظرتي في حق لاعب ثالث ستعرفون من هو في السطور الأخيرة. أول من أتحدث عنه هو حسام غالي الذي يتحفنا في كل مباراة بكم لا بأس به من التمريرات الخاطئة التي تتسبب في ارتفاع ضغط الدم عند بعض جماهير الفريق الأحمر. كما أن تهوره في بعض الأحيان يكلفه الحصول على بطاقات صفراء وحمراء لا حصر لها، بالإضافة إلى انفلات أعصابه الذي يخرجه من أجواء المباراة أحيانا. لكنك في المقابل عليك أن تعترف أنه لاعب مهاري من طراز فريد، فهو يملك قدرة مذهلة على وضع زميله المهاجم في وضع التسجيل بكرة ساحرة من تمريراته، بل أنه يفعلها في المباراة الواحدة أكثر من مرة. هذا فضلا عن روحه القيادية الواضحة، واللياقة البدنية العالية التي يتمتع بها، والحس التهديفي الذي يمتلكه رغم تغير مركزه كل فترة. أتذكر أن أحمد حسام ميدو قال عن غالي عندما كانا يلعبا سويا في توتنام "إنه يستطيع اللعب في أي مكان في الملعب ماعدا حراسة المرمى، فهو يلعب في مركز المساك وخط الوسط والظهير الأيمن والمهاجم". ولذلك لا أرى عيبا في أن يرتكب غالي بعض الهفوات التي لا يفعلها ناشئ لم يتجاوز عامه ال15، طالما أنه يقدم لنا وجبة تكتيكية ومهارية دسمة في كل مباراة. أما الصقر فمن المعروف عنه أنه "بيلف ويدور" بالكرة لنحو نصف دقيقة حتى تتسلط عليه الكاميرات ويسمع صياح الجماهير حتى يبدأ بالتفكير في تمرير الكرة. كما يعاب على أحمد حسن في أحيان قليلة تفكيره في نفسه وفي مصلحته الشخصية أكثر من مصلحة الفريق مهما كانت ظروف المباراة وحساسيتها. ولكن بالرغم من هذه العيوب أو "الدلع" فأنه يقدم مستويات مميزة بشكل دائم مع المنتخب المصري ومع أي فريق ينتقل إليه، كما أن إيجابياته لا حصر لها. لو تغاضينا عن ذكر إنجازاته الفردية والجماعية، فأننا سنتحدث عن لاعب متكامل البنان، يعطي أي مدرب يتولى تدريبه خيارات متعددة في لاعب واحد لا يبخل بأي نقطة عرق في سبيل تحقيق الفوز. يكفي عميد لاعبي العالم أن لديه القدرة على اللعب في أكثر من مركز، فضلا عن نهمه الشديد في التقدم للأمام والتواجد داخل منطقة الجزاء، وهو الامر الذي جعل سجله التهديفي فريدا. كل هذا الرصيد المتراكم من الخبرات والإيجابيات يجعلنا نغفر للصقر هفواته في بعض الأحيان، لأن من يقدم كل هذا من حقه "يتدلع" أحيانا. ... السطور السابقة مهداه إلى لاعب يدعى حسام عاشور، والذي يمثل نموذجا عكس سابقيه غالي وحسن، إذ يملك ميزة واحدة ربما واضحة، لكنه لا يمنح فريقه أي حلول إضافية. فهو لاعب مهم ولا غنى عنه، لكن كم سيكون رائعا أن ترى منه نسخة متطورة قادرة على مساعدة الفريق ومنحه حلول، وهو قادر على ذلك. لكنه يلعب مع الفريق الأول بالأهلي منذ 2004 ولم يطور من نفسه في شيء. هو نفس اللاعب الذي يجيد مهارة واحدة فقط، وهي "الاستلام والتسلم"، تمر السنين وتتعاقب الأجيال ويبقى عاشور "محلك سر". يقترب من بلوغ 26 عاما ولم يكتسب أي مهارة جديدة، فقلما تجده في منطقة جزاء الخصم، وإذا كان الرد أن دوره دفاعي في المقام الأول فأن أغلب من يلعب في هذا المركز لديه أكثر من مهارة. أود أن أذكر عاشور بثلاثة أمثلة، أولهم هو الإيفواري ديديه زوكورا الذي لعب على مدار 13 موسما في أوروبا ولم يسجل خلالها سوى ثلاثة أهداف فقط، حتى وصل به الأمر أنه لم يستدع للانضمام للأفيال منذ عامين رغم خبرته الدولية الواسعة. المثال الثاني هو كريستيانو رونالدو الذي كان في بداياته مع لشبونه ومانشستر يونايتد لاعبا استعراضيا لا أكثر، وغير منتج بالمرة، لكنه طور من نفسه حتى أصبح أفضل لاعب في العالم، وينافس ليونيل ميسي على سرقة "قلوب العذارى". ولو نظرنا لمركز الارتكاز الدفاعي على مستوى العالم، سنجد يايا توريه نموذجا من لاعب طور من نفسه وبات إيجابيا جدا على مرمى الخصوم برغم بداياته بالشكل الذي يستمر عليه عاشور منذ ظهوره. عاشور أمامه سنوات في ملاعب كرة القدم، لكن ستصبح قليلة للغاية في حالة بقاءه كما هو، أما إذا أراد تطوير قدراته فعليه العمل على ذلك من الآن وليس غدا. تابعوني على تويتر: http://twitter.com/7elmy7elmy وعلى فيس بوك: www.facebook.com/7elmy7elmy