بعد إعلان اتحاد الكرة عن التعاقد مع الإيطالي تارديللي لقيادة منتخب مصر في المرحلة المقبلة أثيرت تساؤلات عديدة حول هذا المدرب ... وهل هو الرجل المناسب في هذه المرحلة ؟ وهل يستطيع أن يقيل الكرة المصرية من عثرتها التي تبلورت بشكل كبير في أمم أفريقيا بتونس .؟ ولعلنا نتفق أولا على أن تارديللي من الأسماء الكبيرة والشهيرة في عالم الكرة الإيطالية والعالمية كلاعب فهو أحد نجوم المنتخب الإيطالي الفائز بكأس العالم 1982 بأسبانيا وكان صخرة الدفاع في خط الوسط ورمانة الميزان لهذا الفريق الذي خطف كأس العالم من أقوى وأفضل منتخب في ذلك الوقت وهو منتخب البرازيل الذي كان يضم زيكو وسقراط وفالكاو وغيرهم من نجوم السامبا . وتارديللي من هؤلاء النجوم الذين حققوا شهرة عالية كلاعبين لكنهم فشلوا في تحقيق نفس الشهرة كمدربين والأمثلة المشابهة كثيرة على مستوى العالم ومصر.. إلا أنه حقق بعض النتائج الجيدة كمدرب تؤهله لتحقيق إنجاز مع المنتخب المصري لعدة أسباب أبرزها تقارب الفكر الكروي بين الكرة المصرية والإيطالية خاصة أن تارديللي من المدرسة الإيطالية التقليدية أي التي تميل إلى الأداء الدفاعي . وباستثناء فايتسا ثم كرول لم يدرب منتخب مصر مدرب بحجم واسم تارديللي وهي ميزة كبيرة لهذا الجيل من اللاعبين الذي يقول عنهم الجوهري أنهم الأفضل في التاريخ الحديث للكرة المصرية ولا شك أن وجود مدرب بهذا الحجم والاسم مع هذه المجموعة سيكون مفيدا للغاية غير أن التخوف ينبع من أن فكر هذا المدرب دفاعي ويساعده مدافع هو فتحي مبروك ومعهما اساعيل يوسف الذي كان أداؤه أيضا يميل إلى الدفاع فهل يعني ذلك أن أداء المنتخب سيكون دفاعيا بحتا ؟ المدرب الإيطالي تارديللي يخوض مع منتخب مصر تجربة مهمة جدا وصعبة أيضا في حياته التدريبية لأنها التجربة الأولى له خارج بلده سواء كلاعب أو مدرب .. وهي أيضا التجربة الأولى له في قيادة منتخب وطني أول .لأنه كان مساعدا لمالديني مرتين آخرهما في مونديال 1998 بفرنسا وقبلها عام 1993 والمرتان اللتان تولى فيهما المسئولية الأولى مع منتخب كانت مع منتخبي تحت 16 سنة وتحت 21 سنة . تارديللي في مصر سيحاول أن يبني لنفسه اسما عالميا ويمكنه ذلك .. كما أنه سيفتح الباب أمام اللاعبين المصريين ناحية الأندية الإيطالية وهو أمر متاح .. كما أنه سيكون قدوة تدريبية للاعبينا أشبه بالجوهري بما يملكه من امكانيات كما أنه سيكون سببا لتسليط أضواء الإعلام الإيطالي على الكرة المصرية . نقطة مهمة أيضا في التقويم المبكر للتعاقد مع المدرب الإيطالي وهي أنه كلاعب ومدرب يمتلك ثقافة الفوز والانتصار وتحقيق الانجازات سواء مع المنتخب الإيطالي أو نادييه اليوفنتوس والانتر وهو ما يعني أن هذه الثقافة ستحكم فكرة العملي مع المنتخب المصري . تيقى نقطة أخيرة وهي أننا نحاول أن نحلم بغد أفضل للكرة المصرية مع هذا المدرب الشهير ولا نحاول أن نحكم مسبقا عليه أو على امكانياته فقد يأتي أفضل مدرب في العالم ولا يكون موفقا وقد يحقق لاعب أو مدرب مغمور مالا يحققه المشاهير الكبار ولعلنا لم ننس بعد زميل تارديللي في منتخب إيطاليا بأسبانيا 82 باولو روسي هداف هذا المونديال المغمور الذب لم يعرفه أحد قبل المونديال أو بعده . بعد هذا كله فأنا شخصيا أعتقد أن هذا المدرب هو الأفضل وهو الرجل المناسب في هذا التوقيت .. فما رأيكم أنتم ؟؟