لم تشهد السودان ثورة سياسية كتلك التي شهدتها تونس ومصر وتعيشها ليبيا من دول إفريقيا، لكن انتفاضتها الكروية تعود على الفراعنة بأثر سلبي. صعبت مصر موقفها للغاية في التأهل إلى بطولة الأمم الإفريقية 2012 كأول المجموعة السابعة بالتعادل أمام سيراليون فالخسارة أمام النيجر ثم جنوب إفريقيا السبت الماضي، فتحول النظر إلى أمل المركز الثاني. مازال الفراعنة يتشبثون بأمل ولو ضعيف للسفر إلى غينيا أو الجابون مطلع العام المقبل، لكن إن كانوا يبحثون عن الصعود ك"أفضل ثاني" فعلينا أن نلقي نظرة على صراع دائر في عشر مجموعات أخرى. تنص لوائح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم على أن المتأهلين للبطولة هم ال11 فريق الذين يحتلون المركز الأول بكل مجموعة، بالإضافة إلى صاحب المركز الثاني في المجموعة الأخيرة لأنها تضم خمسة فرق وليس أربع كالباقي. وإلى جانب ال12 فريق الماضي، يتأهل أفضل اثنين من أصحاب المركز الثاني بالمجموعات العشرة الأولى بالإضافة إلى غينيا الاستوائية والجابون اللذين يستضيفان البطولة. وبالنظر إلى كل مجموعة على حدة، يتضح أن أكثر من فريقين اقتربا من جمع قدر أكبر من النقاط عن تلك التي يمكن لمصر جنيها إن فازت في المباريات الثلاث المقبلة ووصلت إلى عشر نقاط. ثورة سودانية وسط المطاردة الضارية التي يمثل طرفيها السودان وغانا، بات البحث عن قمة المجموعة هو أمل كل من الفريقين، وبالتالي جمع أكبر عدد من النقاط.
السودان تسعى للتأهل ضمن أفضل الثواني أنهت غانا والسودان المرحلة الثالثة من التصفيات بسبع نقاط، في انتظار ثلاث مواجهات أخرى منها مهمة سهلة أمام سوازيلاند التي خسرت كل مبارياتها حتى الآن. ولا يبدو من الصعب عليهما اقتناص نقطة من الكونجو التي تظهر بمستوى ضعيف جعلها تحصد نقاط مواجهة سوازيلاند فقط، أو حتى أن يتعادلا سويا كما حدث في مباراة الذهاب ومن ثم يصل رصيدهما ل11 نقطة. زامبيا أو ليبيا حققت ليبيا فوزا قويا على جزر القمر التي لا تملك أي نقطة، ليصعد الفريق العربي إلى المركز الأول بسبع نقاط فوق زامبيا صاحبت الوصافة بست نقاط. وبعدما فازت زامبيا على موزمبيق خارج أرضها بهدفين نظيفين، تستضيفها في الجولة المقبلة ثم تخرج لمواجهة جزر القمر التي استقبلت شباكها ثمانية أهداف حتى الآن، قبل أن تنهي مشوارها باستضافة ليبيا. فيما تخرج ليبيا لمواجهة جزر القمر بعد الفوز عليها 3-صفر، وتستضيف موزمبيق في المكان الذي تحدده إن فشلت في اللعب بليبيا ثم تحل ضيفة على زامبيا. الضعف الواضح في قوتي جزر القمر وموزمبيق ربما يجعل من السهل على كل من زامبيا وليبيا كسر حاجز النقاط العشر في المجموعة الثالثة. نيجيريا تسعى .. ومالي أيضا
نيجيريا أيضا عقبة أمام مصر بالإضافة إلى ليبيا والسودان، تحتل نيجيريا المركز الثاني حاليا في المجموعة الثانية بست نقاط من فوزين على مدغشقر وإثيوبيا وخسارة من غينيا متصدرة المجموعة بسبع نقاط بهدف نظيف. وبالنظر إلى تحقيق الفوز بسهولة على مدغشقر برصيد نقطة بهدفين في الشوط الأول لأوبافيمي مارتينز ومايكل إينرامو، ثم سحق إثيوبيا برباعية نظيفة في المرحلة الثالثة، قد تحدد الجولة المقبلة بشكل كبير قدرة النسور على تخطي حاجز العشر نقاط. وفي المجموعة الأولى، تحتل كاب فيردي التي لم تتأهل للبطولة منذ انشاء اتحاد للكرة بها عام 1982 المركز الأول بسبع نقاط بالفوز على مالي وليبيريا على أرضها والتعادل مع زيمبابوي خارج الديار. وتأتي مالي في المركز الثاني بست نقاط، وينقصها مواجهتين خارج أرضها مع زيمبابوي وليبريا ومواجهة مع المتصدر على أرضها. إقامة جبرية؟ وعلى طريقة الثورة المصرية ونتائجها بالنسبة لبعض المسؤولين، فإن قدرة فريقين من المجموعات العشرة السابقة على تخطي النقطة رقم 10 يجبر الفراعنة على انتظار تعثر جنوب إفريقيا في المجموعة السابعة بحيث يحصل أبناء حسن شحاتة على المركز الأول. بحساب أن مصر لن تفقد نقاط من المواجهات الثلاث المتبقية، فإن المرحلة المقبلة ستشهد وصول حامل لقب الأمم الإفريقية للنقطة 4 وتوقف رصيد جنوب إفريقيا عند 7، مع استضافة سييراليون للنيجر. فرصة مصر تأتي في بحث النيجر عن الفوز عندما تستضيف جنوب إفريقيا في الجولة الخامسة أو حتى التعادل، ليستمر رصيد البافانا عند النقطة 7 أو يرتفع للنقطة الثامنة. لكن فرص النيجر تتزايد في تلك الحالة خاصة إن نجحت في الفوز على سييراليون خارج أرضها، ولذلك يبقى الانتظار للجولة الأخيرة التي سيكون على أبناء شحاتة الفوز بأكبر عدد ممكن الأهداف إن تساوى في النقاط مع منافسيه على الصدارة.