لن تتعدى قرارات ماسيمو بوساكا المثيرة للجدل في مباراة برشلونة وأرسنال كونها مجرد حلقة أخرى في مسلسل بطله الحكم السويسري الذي يحفل تاريخه بأفعال مجنونة داخل الملعب. بوساكا يعد من أفضل الحكام في العالم حاليا، ولكن ذلك لا يمنعه من اتخاذ قرارات والإقدام على سلوكيات تكون محل جدل دائم سواء بين المشجعين أو عناصر اللعبة. كان قرار بوساكا بإشهار إنذار ثان في وجه روبن فان بيرسي ثم بطاقة حمراء بسبب لعب الكرة بعد الصافرة هو الأحدث الأبرز ليلة الثلاثاء، ما دفع المهاجم الهولندي إلى وصفه بالمهرج وأرسين فينجر إلى انتقاده علنا والاحتكاك اللفظي به بعد اللقاء. القرار كان أحد ستة قرارات كان عليها علامات استفهام طوال اللقاء، بحسب تحليل تحكيمي دقيق أجرته النسخة الإنجليزية من موقع Goal.com، موضحا أسباب عدم تقبل هذه القرارات وموضحة صحتها من عدمها بشرحها وفقا لقانون اللعبة. وانتهى التحليل إلى أن الحكم البالغ من العمر 42 عاما أخطأ أربع مرات في هذه القرارات المثيرة للجدل - أهمها في طرد فان بيرسي - وتوصل للقرار السليم مرتين فقط. جدل غير تحكيمي! الجدل حول بوساكا ليس دائما حول قراراته كحكم ولكن أيضا على تصرفاته أثناء المباريات. ولايزال جمهور الكرة في العالم العربي يتذكر الواقعة الشهيرة التي حديث في مباراة الخور والغرافة في الدوري القطري، والتي كان بوساكا يديرها تحكيميا، وقام أثناء اللقاء بالتبول في الملعب! ونقلت كاميرات التليفزيون لقطات لبوساكا وهو يقضي حاجته على حافة منطقة الجزاء، وتم بث هذه اللقطات فيما بعد بعد تغطيتها عن طريق المونتاج. وفي مناسبة أخرى، قضى بوساكا عقوبة الإيقاف لمدة ثلاث مباريات بعدما أرسل إشارة بذيئة بإصبعه في اتجاه جمهور فريق بادن في لقاء جمعه بنادي يانج بويز. وسجل بادن هدفا مفاجئا في شباك يانج بويز فاندفع الجمهور إلى الملعب احتفالا وكال بعضهم السباب إلى بوساكا بسبب قراراته، ما دعا الحكم إلى القيام بهذه الإشارة. وأعلن حكم سويسرا الأول، والذي تم إقصائه عن إدارة مباريات مونديال 2010 عقب الدور الأول بسبب أخطائه، تقبله للعقوبة واعتذاره لجمهور بادن، مؤكدا أنه ما كان يجب عليه الاستجابة لهذه الاستفزازات. وظهر بوساكا في أحد أفلام "الحكام" - وهي سلسلة شهيرة من الأفلام الوثائقية عن أشهر حكام العالم - وهو ينهر الحكم الرابع إيفان بيبيك بسبب تحذيره من إمكانية هطول أمطار على الملعب في لقاء اليونان والسويد في يورو 2008. ونقل الفيلم الوثائقي بوساكا وهو ينهر بيبيك قائلا "اخرس .. لا تحدثني عن هذه الأمور التافهة وحاول التركيز في المباراة" على الرغم من أن كلمة بيبيك في الأساس كانت لتحذيره من عوامل قد تؤثر على سير اللقاء. وارتكب بوساكا في هذا اللقاء عدة أخطاء تحكيمية أثارت حفيظة لاعبي اليونان، ما دعاه بعد المباراة إلى الاعتذار إلى عدد منهم، مرددا عبارة "أنا لست إله .. الجميع يرتكب أخطاء". هل يميل لبرشلونة؟ وأعادت اتهامات فينجر وفان بيرسي ومعهما سمير نصري للحكم إلى الأذهان فكرة سابقة لدى الإنجليز أن بوساكا لديه ميل لبرشلونة. فبوساكا واجه اتهامات مماثة من أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد وكريستيانو رونالدو أيضا بعد لقاء أمام برشلونة. ففي مباراة الفريقين عام 2008 في دوري الأبطال والتي انتهت بالتعادل السلبي، قال البرتغالي رونالدو نجم الفريق آنذاك إن جميع القرارات كانت في مصلحة برشلونة "ولم يحتسب لنا شيئا على الإطلاق". وكانت تعليقات فيرجسون أكثر وضوحا على ركلة جزاء غير محتسبة لمصلحة رونالدو. وقال المدرب الاسكتلندي "الجميع يدرك أنها ركلة جزاء، العالم كله ومن ضمنهم زوجة الحكم نفسه سيقرون بصحتها".