تعيش جماهير فريق الأهلي مأزقا صعبا ، ومن خلفها تقف لجنة الكرة برئاسة حسن حمدي في موقف حرج امام جماهيرها الغفيرة ، بسبب النتائج السلبية التي يحققها الفريق في الأونة الأخيرة ، لدرجة أن الفريق الأحمر لم يحقق الفوز في أربعة مباريات متتالية - الجونة والإسماعيلي وسموحة والإتحاد - وهو الأمر الذي لم تتعود عليه جماهير الفريق الذي يحمل لقب الدوري العام منذ ست سنوات ماضية . فقد رحل حسام البدري ، وجاء زيزو ، ولم يجد جديد على الفريق ، بما يدل على أن الأزمة لم تكن في المدير الفني ، ولكن الأزمة الحقيقة عند لجنة الكرة التي تركت الفريق بلا تدعيم حقيقي خلال الفترة الماضية منذ رحيل مانويل جوزيه الذي كان يطلب " لبن العصفور " فتحضره لجنة الكرة ، ولكن برحيل المدرب البرتغالي حدث نوعا من الترهل الفني . لجنة الكرة التي يترأسها حسن حمدي هى المسؤول الأول عما يحدث في فريق الأهلي ، لأنها تركت المدير الفني السابق حسام البدري ، في عرض الشارع بلا مساند ، بدليل أن النادي لم يتعاقد مع لاعبين جديرين باللعب لفريق الأهلي بإستثناء محمد ناجي " جدو " ، وسعت اللجنة من بداية تراجع مستوى الفريق للبحث عن ضحية لتحمله مسؤولية ما حدث ، فلم تجد سوى إبعاد الجهاز الفني بقيادة البدري ، على إعتبار أنه المسؤول عما حدث للفريق ، وهو أمر جانبه الصواب ، وتهربت اللجنة من مسؤوليتها . المسؤولون عن الكرة في الأندية المصرية تعودوا على البحث عن ضحايا يحملونهم المسؤولية ، بدليل ما حدث في فريق المصري ، وإقالة مختار مختار ، لإلهاء الجماهير ووسائل الإعلام في نبأ إقالة المدير الفني ، وصرف نظرهم عن الأسباب الحقيقة وراء معاناة الفريق ، وإرتكبت لجنة الكرة بالنادي الأهلي- الحكام بأمره في شؤون كرة القدم - نفس الخطأ الذي إرتكبه رئيس النادي المصري كامل أبوعلي ، رغم فارق الخبرة بينهما لصالح الأهلي ، ووافقت على رحيل البدري لإرضاء الجماهير الغاضبة بسبب النتائج السيئة التي حققها الفريق منذ بداية الموسم ، وصرف نظر الجميع عن أخطائها . المثير في الأمر أن لجنة الكرة بالنادي الأهلي سمحت للاعبين بالتهاون والتوحش والتكبير على الفريق وجهازه الفني ، ورغم كل محاولات النفي التي صدرت من النادي الأهلي بأنه لم يحدث أي نوع من التأمر على حسام البدري ، إلا أن المعطيات كلها تؤكد أن شيئا ما حدث في الفريق ، والأحاديث الودية غير القابلة للنشر تشير إلى ذلك ، ولم تقف لجنة الكرة بالقوة اللازمة في وجه ما يحدث داخل الفريق. إنشغلت لجنة حسن حمدي والخطيب ، في أمور بعيدةعن فريق الكرة ، رغم معرفتهم ويقينهم بأن فريق الكرة هو من يمنحهم الشرعية داخل النادي وخارجه ، وبسببه يكتسبون قوتهم أمام الرأي العام ، فتعادقت مع محمد غدار ومحمد شوقي ووافقت على إستمرار فرانسيس ، ولم تبرم اللجنة سوى تعاقدين جديدين فقط مع جدو وحارس المرمى محمود أبوالسعود ، فيما وافقت على رحيل جلبرتو رغم عدم وجود البديل الكفء لسيد معوض ، كما إستمر الفريق بلا ظهير أيمن صريح ، بعيدا عن توظيف لاعبين أخرين في هذا المركز مثل أحمد فتحي . أكبر خطأ إرتكبته لجنة الكرة بالنادي الأهلي أنها قررت التعاقد مع مدير فني أجنبي مع بداية الدور الثاني للدوري الممتاز ، بما يعني أن الفريق سيتعاقب عليه ثلاثة أجهزة فنية خلال موسم واحد ، وهو ما سيلقي بظلاله السلبية على الفريق ، فمن الصعب أن ينافس فريق على بطولة تولى ثلاثة مدربين مسؤوليتها ، وكان الأجدر بلجنة الكرة أن تحافظ على الإستقرار الفني للفريق ، بدلا من مواصلة البحث عن ضحية جديدة ، وسيكون زيزو الضحية الثانية بعد البدري ، رغم أن الرجل تحمل المسؤولية من منطلق مسؤوليته الأدبية كونه إبنا من أبناء النادي بعد أن رفض العديد من المدربين قبول المهمة . على النقيض مما يحدث في النادي الأهلي ، كان فريق الزمالك ، فالفريق مع حسام حسن ومعاونيه ، نجح في إستعادة ذاته ، رغم المشاكل الإدارية والمادية الرهيبة التي يعانيها النادي ، ونجح حسام في إبعاد الفريق عن كل هذه المشاكل ، وإكتسب الفريق رويدا رويدا الثقة التي إفتقدها من جديد ، وأصبحت جماهير الزمالك أكثر ثقة في فريقها ، حتى في حال تأخره في أي مباراة . أكبر حسنات الجهاز الفني لفريق الزمالك ، أنه أعاد هيبة النادي للاعبين والجماهير والتي أفتقدت لسنوات طويلة ، وأصبح النادي يمتلك فريقا قويا قادر على العودة للبطولات ، برغم المشاكل الدفاعية التي يعانيها الفريق ، بدليل أن مرمى الفريق الأبيض منى ب 17 هدفا منذ بداية الموسم ، إلا أنه يمتلك في نفس الوقت هجوما قويا وأحرز 26 هدفا في بطولة الدوري بخلاف ستة أهداف في بطولة الكأس ، وهو الأقوى بين فرق الدوري العام . ملاحظة أخيرة : قرار إتحاد الكرة بزيادة قائمة فرق الدوري إلى 30 لاعبا في الموسم المقبل ، يؤكد أنه " جبلاية بجد " وبتشتغل عند ناس بعينها ، تسعى لإرضائهم !!