حينما يصطدم الشرطة الأول بقيادة مدرب ثعلبي كطلعت يوسف بالزمالك الثاني تحت قيادة مدرب ثوري هو حسام حسن، فإن الدقائق ال90 التي ستجمع الفريقين على استاد القاهرة سيكون لها قواعد خاصة جدا. ومع ما عودنا عليه طلعت يوسف وحسام حسن من تنظيم دفاعي وهجومي محكم وتغييرات مفاجئة وجريئة في طريقة اللعب، فإن "لعبة العقول" هذه ربما تكون أكثر إثارة من المواجهات بين اللاعبين داخل المستطيل الأخضر. طلعت يوسف طريقة اللعب: 3-5-2 ميزتان أساسيتان لدى يوسف: الأولى هي نجاحه في بناء حوائط دفاعية صلبة أمام منافسيه مع القدرة على تطوير الهجمة سريعا عند استخلاص الكرة، والثانية هي اللياقة البدنية العالية لفريقه والتي تمكنه من تشكيل خطورة حتى أخر مراحل المباراة. ومن استمع إلى يوسف وهو يحلل أداء الزمالك أمام مصر للمقاصة على شاشات التليفزيون، يدرك حتما أن الرجل درس الفريق الأبيض بصورة جيدة جدا وأنه سيسعى إلى استغلال كل نقاط قوة فريقه ومواطن ضعف منافسه لخطف نقاط المباراة. قال يوسف حينها عن الزمالك: "الضعف يكمن في قلب الدفاع الذي يضم محمود فتح الله وهاني سعيد، وكلاهما لديه صفات الليبرو من حيث التغطية الجيدة والتوقع السليم وبناء الهجمة، ولكنها يفتقران إلى الرقابة الفردية اللصيقة والضغط على حامل الكرة التي يجب توافرها في المسّاك". وأضاف "تواجد لاعب مثل عمرو الصفتي أمر هام إذا كان الزمالك يرغب في اللعب بدون ليبرو كي يتماسك عمق دفاع الزمالك بصورة أفضل". إذن فمن المؤكد أن يوسف سيلعب على هذه المنطقة أثناء تحضيره للقاء الزمالك من خلال توجيه مهاجميه الثابتين منذ انطلاق الموسم صلاح عاشور ومينوسو بوبا – وخاصة الأخير – للتراجع خلفا لمعاونة الوسط ثم الانطلاق في عمق الدفاعات خلف كرات بينية تصبح حينها المواجهة مع مدافعي الزمالك سباقات سرعة وليست مواجهة مهارية. نجاح انطلاقات عاشور وبوبا من عدمها سيتوقف على اسم ثالث في غاية الأهمية في وسط ملعب الشرطة وهو عصام عبد العاطي، صاحب المهارات العالية والتسديدات القوية، والذي سيكون خط إمداد المهاجمين بكرات في المساحات خلف دفاع الزمالك. وربما يكلف يوسف أيضا صانع ألعابه بالميل على أحد الجانبين، إما يسارا بمعاونة فتحي مبروك لاستغلال التقدم المتوقع لمحمد عبد الشافي أو يمينا بمعاونة رضا العزب في الجانب الذي يمثل صداعا مزمنا للزمالك مع عدم استطاعة أكثر من لاعب سد الثغرة المتواجدة فيه. ولكن المشكلة الأساسية ليوسف في هذا اللقاء ستتعلق بالجانب الدفاعي لمنتصف الملعب الذي يفتقد فيه جهود أيمن سعيد لطرده في اللقاء السابق وصامويل كيرا الذي يعاني من إصابة بشرخ في القدم.
طلعت يوسف وقد يستعين يوسف في وسط الملعب بعبد الله فاروق المنتقل من الأهلي هذا الموسم، والذي لم يخض سوى مباراة واحدة في التشكيل الأساسي، مع محمد حنفي وعبد العاطي إضافة إلى الجناحين العزب ومبروك للتعامل مع خطورة وسط ملعب الزمالك المركزة في تحركات شيكابالا وحسين ياسر. الخط الخلفي للشرطة ثابت منذ المباراة الثالثة في الدوري، والتي قرر معها يوسف العودة إلى طريقة 3-5-2 بعدما بدأ الموسم بطريقة 4-4-2. حسام عبد الجواد يلعب دور الليبرو وأمامه أحمد دويدار ومحمد نجيب، الذي كان الزمالك يرغب في ضمه في فترات سابقة. ولا خلاف على وجود محمد خلف في المرمى. وفي الأغلب سيبقي يوسف لاعبه محمد الفيومي بين البدلاء ويدفع به في الشوط الثاني في حال تأخر الفريق أو رغبة في تنشيط وسط الملعب بقدرات هجومية جديدة خاصة مع غياب مهاجمه ريعو - الذي دفع به بديلا في ثلاث مباريات من أصل سبعة حتى الآن – بسبب التهاب في اللوزتين. ومع التدريبات المستمرة من يوسف لفريقه على اللعب بخط خلفي من أربعة لاعبين، فإنه قد يلجأ لسحب عبد الجواد في الدقائق ال15 أو العشر الأخيرة من المباراة إذا كان متأخرا، ولكنها خطوة لن يلجأ إليها مبكرا لما عرف عنه من حذر وعدم تسرع في اتخاذ قرارات هجومية جذرية أثناء سير المباريات. تجدر الإشارة إلى أن اللياقة البدنية المرتفعة للاعبي الشرطة تجعلهم قادرين على بدأ المباريات بقوة وإنهائها بقوة أيضا، إذ سجل الفريق عشرة أهداف في سبع مباريات إلى الآن منها خمسة في أول 30 دقيقة في المباريات وأربعة في آخر 30 دقيقة من اللقاءات. حسام حسن طريقة اللعب: 4-2-3-1 وإذا كان الشرطة يستطيع الحفاظ على قوة أدائه في نهاية اللقاء مثل بدايته، فإن الزمالك يظل خطيرا طوال فترات المباراة إضافة إلى أنه مع حسام حسن لا يجد صعوبات في العودة إلى المباراة وتحقيق الفوز أو التعادل بعد التأخر بهدف البداية. فالزمالك تأخر هذا الموسم أربع مرات ولكنه لم يخسر في أي مباراة منها، بل وفاز في اثنين منها أمام مصر للمقاصة وسموحة واكتفى بالتعادل أمام حرس الحدود والجونة. وتتوزع أهداف الزمالك ال14 هذا الموسم بصورة شبه متساوية على أجزاء المباراة الثلاثة، إذ أحرز الفريق أربع أهداف في الثلث الأول، وخمسة أهداف في الثلث الثاني، وخمسة أهداف أيضا في الدقائق ال30 الأخيرة من المباريات. ويدرك حسام حسن جيدا أن شغله الشاغل في لقاء الشرطة سيكون محاولة خلق مساحة خلف مدافعي الشرطة سواء على الجانبين أو في العمق في ظل تكتل دفاعي متوقع ، وفي الوقت نفسه عدم الاندفاع هجوميا بصورة مبالغ فيها حتى يتجنب التعرض لهجمات مرتدة خطيرة على عبد الواحد السيد. الميزة الأساسية التي يتمتع بها الزمالك في هذه المواجهة بسبب طريقة لعب حسام حسن هي وجود ظهير وجناح على كل جانب في مواجهة لاعب واحد فقط من الشرطة يقوم بالدورين معا في طريقة 3-5-2.
حسام حسن ففي حال نقل اللعب سريعا على الجانبين سيتمكن حسين ياسر ومحمد عبد الشافي يسارا من فرض كلمتهم على رضا العزب قبل أن يحصل على مساندة من وسط الملعب. الأمر نفسه ينطبق أيضا على عمر جابر – المتوقع أن يبدأ اللقاء في مركز الظهير الأيمن – مع من سيختاره "العميد" للعب دور الجناح الأيمن من بين وجيه عبد العظيم، علاء علي، محمد إبراهيم، وربما حازم إمام البعيد منذ فترة. المثير في لعبة الأجنحة هذه، أن حسام حسن يغير بعد فترة من المباراة من أماكنهما، فقد تجد ياسر يلعب يسارا مع جابر يمينا، والجناح الأخر يزامل عبد الشافي في اليسار. ومع غياب عمرو زكي للإصابة، فإن حسام حسن سيعتمد على أحمد جعفر أو أبو كونيه لشغل مركز رأس الحربة الصريح في اللقاء، وربما يكون للأول فرصة أكبر بعدما سجل هدفين في لقاء المقاصة السابق إضافة إلى غياب كونيه منذ فترة للإصابة. من غير المتوقع أن يدفع حسام حسن بالمهاجمين معا، لأن طريقته باللعب برأس حربة واحد ستعطيه ميزة إضافية أمام الشرطة وهي وجود ثلاثة لاعبين من الفريق المنافس (ليبرو وظهيرين) لمراقبة لاعب واحد فقط داخل الصندوق وبالتالي تعزيز الزيادة العددية على الجانبين التي تم توضيحها سابقا. أما إذا لعب بمهاجمين، فإن ذلك يعني زيادة الازدحام في منطقة الجزاء وفقدان السيطرة على الكرة خارجها وهو ما سيكون في صالح الشرطة. حسام حسن سينبه أيضا على لاعبي الارتكاز عاشور الأدهم وحسن مصطفى الحرص الشديد في المساندة الهجومية حتى لا يحصل عبد العاطي ورفاقه على مساحة وحرية كافية في منتصف الملعب لتمويل بوبا، فيظل أحد لاعبي الارتكاز – أو حتى كليهما – على الدائرة للعمل كخط دفاع أول تجاه الهجمات المتوقعة من العمق. أخيرا سيلعب شيكابالا دورا كبيرا في هذا اللقاء لأنه بتمركزه الموضح في الصورة التوضيحية أعلاه، سيكون في إمكانه تأدية ثلاث وظائف: الأولى صناعة اللعب في وسط الملعب وتنويع الكرات على الجانبين، الثانية هي الجنوح يمينا أو يسارا لمساندة الجناح المتقدم سواء ياسر أو من سيلعب يمينا. الثالثة – والأخطر - هي اختراق المنطقة واللعب كمهاجم ثان في الكرات العميقة أو لمقابلة العرضيات، لأنه سيكون في هذه الحالة غير مراقب من أي من الظهيرين اللذين سيركزان جهودهما على جعفر المتمركز في منطقة الجزاء، ولكن سيكون عليه دائما بذل مجهود كبير للتخلص من الرقابة المتوقعة من لاعبي الوسط المدافعين في الشرطة. -- الصور التوضيحية: مصطفى محمود شارك في التحليل: أحمد غالب وحسام عادل