قد يضطر مسئولو نادى لانس الفرنسى قريبا إلى وضع لافتة كبيرة على مدخل النادى مكتوب عليها "مغلق للتحسينات" وذلك بعد هجرة عدد من أبرز عناصره الأساسية للمشاركة فى كأس الأمم الإفريقية بتونس فى الفترة بين 24 يناير الجارى وحتى 14 فبراير القادم. فالفريق الذى ينافس بدورى الدرجة الممتازة الفرنسية استغنى عن ستة من لاعبيه الأفارقة دفعة واحدة للمشاركة فى البطولة ، على رأسهم المهاجم النيجيرى جون أوتاكا ، والمدافع ريجوبير سونج قائد منتخب الكاميرون ، والسنغالى بابا بوبا ديوب ، صاحب هدف بلاده أمام فرنسا فى افتتاح كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان. كما يشارك المدافع أداما كوليبالى ، ولاعب الوسط سيدو كيتا مع منتخب مالى فى البطولة ، بينما ينضم عبداللاى دياجنى فاى إلى صفوف منتخب السنغال. وفى حين يعد لانس أكثر الأندية الفرنسية تضررا من إقامة البطولة ، فإن هناك أندية أخرى مثل باريس سان جيرمان وسوشو اضطرت لترك أبرز لاعبيها الأفارقة. ووفقا لقوائم المنتخبات المشاركة ، فإن الأندية الفرنسية تساهم بأكثر من سبعين لاعبا ، فى حين يشارك فى البطولة 23 لاعبا من الدورى الانجليزى. "إنها مشكلة تتكرر كل عامين ، والحل الوحيد هو تعديل موعد البطولة لتقام فى سنوات فردية خلال فصل الصيف،" هكذا رأى المهاجم المصرى أحمد حسام "ميدو" لاعب مرسيليا الفرنسى والذى انضم إلى صفوف منتخب بلاده قبل انطلاق البطولة. ومضى "ميدو" يقول فى حديث ل Filgoal.com: "الأندية تتضرر من الاستغناء عن أبرز لاعبيها ، وبالطبع فإنه من حق المنتخبات الاستعانة بهؤلاء اللاعبين ، وإقامة البطولة فى فصل الصيف سيحل المشكلة." أحمد حسن ، لاعب خط وسط المنتخب المصرى ونجم نادى بشيكتاش التركى ، اقترح إقامة البطولة خلال فترة التوقف الشتوية لمعظم المسابقات الأوروبية. غير أن سليمان حبوبة ، مدير الاتصالات بالاتحاد الإفريقى (الكاف) استبعد تنفيذ هذه الفكرة ، مؤكدا أن كأس افريقيا تقام فى إطار "روزنامة (أجندة) الفيفا الموحدة ، وبالاتفاق مع كل الاتحادات القارية."
وقال حبوبة فى تصريح هاتفى ل Filgoal.com من تونس: "على الأندية واللاعبين احترام هذه المواعيد واحترام كأس الأمم الإفريقية. عندما يضم أى ناد لاعب افريقى فهو يعلم أن هذا اللاعب قد ينضم لمنتخب بلاده كل عامين للمشاركة فى البطولة." ورأى حبوبة أهمية كبرى فى إقامة البطولة فى موعد مخالف لكأس الأمم الأوروبية وكأس العالم ، وأضاف: "هناك مئات من الصحفيين الغربيين الذين يغطون البطولة حاليا ، ولكن إذا أقمناها خلال فصل الصيف ، فإن هذا الاهتمام الإعلامى قد يقل بصورة ملحوظة ، ناهيك عن اهتمام الرعاة. إننا ننظر إلى هذا الحدث من ناحية اقتصادية وتسويقية أيضا ، والأفضل بالنسبة لنا احترام الموعد الحالى." بعض الأندية الأوروبية تبدى احتراما مشروطا. ففى الوقت الذى أكد فيه أرسين فينجر المدير الفنى للأرسنال الإنجليزى تقديره الشديد لرغبة اللاعبين فى الانضمام للمنتخبات الوطنية ، فإنه رفض السماح لمهاجم النيجيرى نوانكو كانو بحضور المعسكر التدريبى للمنتخب قبل البطولة لحاجته إلى جهوده فى مباراة بالدورى أمام أستون فيلا. موقف فينجر أغضب مسئولى الاتحاد النيجيرى ووزير الرياضة بالبلاد الذى وجه انتقادات لاذعة لكانو ولزميله أوستين أوكوشا لاعب بولتون الذى تأخر هو الآخر فى الانضمام للنسور الخضر. ولكن فى حين أبدى فينجر لباقة فى التصريحات التى طلب فيها الإبقاء على كانو لأطول وقت ممكن ، لم يسمح نادى توتنهام الذى يصارع من أجل البقاء بدورى انجلترا لمهاجمه المالى الخطير فريدريك كانوتيه بالسفر إلى بعد الحصول على فتوى من الفيفا تؤكد أهلية مشاركته مع منتخب بلاده. سبب ذلك يرجع إلى قرار الفيفا الأخير بالسماح للاعبين مزدوجى الجنسية بتغيير منتخباتهم شريطة ألا يكونوا قد شاركوا مع المنتخب الأول لأى من الدولتين من قبل ، وهو ما ينطبق على كانوتيه الذى شارك مع منتخب فرنسا للشباب قبل أن يقرر الدفاع عن ألوان مالى فى (تونس 2004.) وجاء التعديل فى قوانين الجنسية بالفيفا ليزيد من أوعاج الأندية الأوروبية المتضررة أصلا بسبب رغبة لاعبيها الأفارقة بالمشاركة فى البطولة، ففوجئ بعضها بلاعبين على شاكلة كانوتيه يشعرون بالحنين إلى أصولهم الإفريقية. ولم يكن المهاجم المالى هو الوحيد الذى قرر الدفاع عن ألوان موطنه الأصلى ، فقد ضم رابح سعدانى المدير الفنى لمنتخب الجزائر ثلاثة لاعبين يحملون الجنسية الفرنسية هم عنتر يحيى وعبدالناصر واضح وسمير بلوفة. وفى المقابل ، فإن عددا من اللاعبين رفضوا الانضمام لمنتخباتهم بداعى التركيز مع الأندية ، على رأسهم المهاجم النيجيرى الصاعد أوبافيمى مارتينز لاعب ا