فتح التعادل السلبي بين الجزائر وأنجولا في كأس الأمم باب الشكوك في تواطؤ الفريقين وهي حالة ليست الأولى في تاريخ البطولات الدولية مثل حالات عدة مازالت تحير المتابعين لكرة القدم حتى الآن. وخرج منتخب مالي من البطولة بالرغم من الفوز على مالاوي بنتيجة 3-1 وتفوقه على الجزائر بهدف في فارق الأهداف، غير أن النظر إلى قاعدة المواجهات المباشرة أتاح لفريق "محاربي الصحراء" التأهل للدور ربع النهائي. وقال رابح سعدان المدير الفني لمنتخب الجزائر "لعبت وفقا للقوانين، فبعد علمنا بتقدم مالي على مالاوي 3-1 في أخر 20 دقيقة من المباراة قلت للاعبين توقفوا، سجلوا هدفا أو احموا مرماكم من أي هدف". وتقدم الاتحاد المالي لكرة القدم باحتجاج رسمي إلى نظيره الإفريقي (الكاف)، يطالبه بإعادة المباراة متهما أنجولا والجزائر بالتواطؤ من أجل إخراج مالي من البطولة، والتأهل معا إلى الدور التالي. وسواء اتفقنا على وجود مؤامرة أنجولية - جزائرية أو تحقيق النتيجة بالصدفة، فنحن أمام حالة متكررة عادة ما تثير معها الرأي العام العالمي، خاصة عندما تكون في بطولات دولية كبرى. ويستعرض FilGoal.com بعض أشهر وقائع "التواطؤ" أو "ترتيب النتائج" بين الفرق وبعضها، والتي أحدثت جدلا واسعا على مستوى العالم. 1- ألمانياالغربية والنمسا في كأس العالم إسبانيا 1982 .. "خروج الجزائر" هي الواقعة الأشهر على مر التاريخ ليس لاعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بوجود تواطؤ بين الفريقين فقط، ولكن لأنه على أساس هذه المباراة تم تغيير لائحة الفيفا بخصوص المباريات الختامية في المجموعات. وشهدت البطولة تواطؤا بين ألمانيا والنمسا لإخراج منتخب الجزائر من البطولة العالمية، ما خلف ردود فعل غاضبة على جميع المستويات. فاز المنتخب الجزائري على منتخب ألمانيا في مفاجأة مدوية بنتيجة 2-1 بهدفي رابح ماجر والأخضر بلومي في افتتاح مباريات المجموعة التي ضمت أيضا تشيلي والنمسا حيث خسر الفريق اللاتيني مبارياته الثلاث. وأقيمت المباراة الختامية بين الجزائر برصيد نقطتين من فوز على ألمانيا وهزيمة من النمسا (حيث كان الفوز بنقطتين)، وبين تشيلي متذيل المجموعة بدون رصيد، وفاز الخضر بنتيجة 3-2 في يوم 24 يونيو. بينما أقيمت المباراة الأخرى بين ألمانيا والنمسا يوم 25 يونيو أي اليوم التالي، وكان فوز ألمانيا بهدف أو اثنين يضمن تأهلهما معا، أما التعادل فيصعد بالجزائر ويقصي ألمانيا من البطولة. وأحرز المنتخب الألماني هدف التقدم بعد 10 دقائق فقط من بداية المباراة، لتتحول المباراة المقامة بين الفريقين "أصحاب اللغة الألمانية" إلى تقسيمة في وسط الملعب مع هجمات متقطعة للفريق الألماني، وبدأت معها ردود الأفعال الغاضبة. بدأ الجمهور الإسباني الذي ملأ الاستاد في الهتافات المعادية للفريقين، مرددا (Fuera,Fuera) بمعني (اخرجوا، اخرجوا)، بينما قام مشجع ألماني غاضب بحرق العلم الألماني أمام الجميع وقام الجمهور الجزائري الحاضر برفع الأموال في إشارة إلى تقاضي المنتخب النمساوي للمال في سبيل تفويت المباراة. وانتهت المباراة بتأهل ال"شقيقتين" إلى الدور التالي وبخروج تاريخي لمنتخب الجزائر، ليقرر ال(فيفا) بعدها إقامة المباريات الختامية للمجموعات في توقيت واحد. شاهد لقطات من مباراة ألمانياالغربية والنمسا 2- الدنمارك والسويد بطولة أوروبا 2004 .. "خروج إيطاليا": كانت الفرق الثلاثة وقتها قد تعادلت في المواجهات المباشرة، فتعادلت إيطاليا مع الدنمارك 0-0، وتعادت إيطاليا مع السويد 1-1، وفازوا جميعا على بلغاريا. وكانت لائحة البطولة تشير إلى أنه في حال تساوي ثلاث فرق في النقاط سيتم اللجوء إلى الرصيد الأكبر من الأهداف المسجلة لصالح فريقين منهم في المواجهات المباشرة فيما بين الفرق الثلاثة، ما يعني أن النتيجة الوحيدة التي كانت ستصعد بالسويد والدنمارك معا هي التعادل بنتيجة أكبر من 1-1 مثل 2-2أو 3-3 إلخ. وبعد تقدم الدنمارك بهدف في الدقيقة 28 أدركت السويد التعادل مع بداية الشوط الثاني، ثم تقدمت الدنمارك مرة أخرى في الدقيقة 65، قبل أن يعدل الفريق الأصفر النتيجة في الدقيقة 90 بعد سقوط الكرة من حارس مرمى الفريق الأحمر. وبعد الوصول إلى التعادل "المطلوب" بين دولتي الشمال الأوروبي، توقفت الكرة في منتصف ملعب السويد لمدة 3 دقائق دون أن يتقدم لاعب دنماركي للحصول على الكرة، وسط هتافات احتفالية واحدة من جمهور الفريقين وأظهرت الكاميرات التليفزيونية مشجع دنماركي يحمل لافتة مكتوب عليها بالدنماركي "2-2 = انتصار دول الشمال". واتهمت إيطاليا الفريقين بالتواطؤ وترتيب نتيجة المباراة 2-2 من قبل بدايتها وتقدمت باحتجاج رسمي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والذي رفض مثل ذلك الاتهام. شاهد لقطات من مباراة السويد والدنمارك .. وتمرير الكرة بدون اكتراث من الدقيقة السادسة ولقطة المشجع في الدقيقة السابعة من الفيديو 3- البرازيل والنرويج كأس العالم فرنسا 1998 .. "خروج المغرب" : النرويج برصيد نقطتين تواجه البرازيل في مواجهة محسومة لأبطال العالم "نظريا"، بينما يواجه فريق المغرب منتخب سكوتلندا في ختام مباريات المجموعة الأولى. وتقدم المنتخب البرازيلي عبر لاعبه بيبيتو قبل نهاية اللقاء ب12 دقيقة، بينما كان المنتخب المغربي في طريقه لسحق اسكتلندا بثلاثية نظيفة. ومع الدقيقة 83 في مباراة رفاق رونالدو تتحول الكفة فجأة لصالح النرويج بهدفين في 5 دقائق، ليخسر منتخب البرازيل - حامل اللقب - أمام منتخب النرويج خسارة تاريخية، يخرج بمقتضاها رفاق مصطفى حاجي إلى خارج المونديال. وثار الإعلام العربي وقتها مطالبا بحقوق المغرب، ومتهما البرازيل والنرويج بالتواطؤ لإخراج الفريق العربي من المونديال. شاهد لقطات من مباراة البرازيل والنرويج 4- مصر والكاميرون "خروج إثيوبيا" بطولة أفريقيا للشباب مصر 2001: هي حالة من الحالات النادرة جدا التي يقرر فيها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) إعادة مباراة لوجود شبهة تواطؤ بين الفريقين. وكان منتخبا الكاميرون ومصر متعادلان بأربع نقاط ويتواجهان في الجولة الأخيرة، بينما فازت إثيوبيا على جنوب إفريقيا. وتعادل شباب الأسود مع شباب الفراعنة ليقصوا إثيوبيا خارج البطولة، ويفجر ال(كاف) مفاجأة مدوية بإعادة المباراة مع ضرورة وجود فائز، وفازت مصر وقتها لتصطحب إثيوبيا إلى نصف نهائي البطولة. وعلى المستوى المحلي شهدت بعض اللقاءات المحلية في الدوري المصري حالات شهيرة للتواطؤ أو حتى التراخي، من بينها تورط الأهلي الذي حسم بطولة الدوري في تسهيل تعادل الشرقية بنتيجة 2-2 حتى يضمن الفريق الذي يدربه المدير الفني الأهلاوي أنور سلامة البقاء في الدوري موسم 1998/1999، أو تورط الزمالك في "تفويت" مباراة الإسماعيلي ليضمن ابتعاد الأهلي عن الصدارة بالخسارة بنتيجة 1-3 موسم 2008/2009. هذه المباريات إلى جانب الكثير من المباريات المثيرة للجدل عالميا ومحليا، لعل أبرزها بين الأندية التلاعب في النتائج من جانب أندية ميلان ويوفنتوس الإيطاليين عام 2006، وأمثلة عدة مازال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يوفا) يحقق فيها حتى الآن بسبب المراهنات. والمثير أن أحد مواقع المراهنات على مباريات كرة القدم على الإنترنت - ويحتفظ FilGoal.com باسمه دون نشره - قام بنشر قائمة لتنبيه المراهنين بالأفعال التي يقوم بها اللاعبون في حالة التواطؤ. وتتسبب المراهنات المالية على نتائج المباريات في تواطؤ بعض اللاعبين أو الفرق خارج العالم العربي لتحقيق مكاسب مالية، وقد فتح باب التحقيق مؤخرا في هذه الظاهرة. وفيما يلي قائمة بالتحذيرات التي نشرها الموقع : •لاحظ سرعة لاعبي الفريقين، ستجد أن لاعبي الفريق الذي "سيخسر" يجرون ببطء شديد مع سرعة المنافسين، وستجدهم أقل مقاومة وأقل رغبة في الهجوم. •لاحظ أن لاعبي الفريق المقرر أن "يفوز" يقاتلون على الكرة بكل ما أوتوا من قوة، بينما يتميز لاعبو الفريق "الذي سيخسر" بسرعة فقدان الكرة، كما سيبدو الدفاع غير منظم في مواجهة هجوم المنافس، وقد يحرزون هدفا "غير مقصود" في مرماهم. •ليس كل اللاعبين يجيدون التمثيل، لذلك لاحظ إيماءات جسد لاعبي الفريق "الذي سيخسر" وتعبيرات وجههم "المبالغ فيها" بعد إضاعة فرصة سهلة، بينما ستجد عيونهم تخبئ ابتسامة خبيثة في الوقت نفسه. •بعض لاعبي الفريق "الخاسر مقدما" سينظرون إلى الكاميرا قبل تحويل نظرهم للعودة إلى أماكنهم الطبيعية بعد إهدار فرصة سهلة. •عندما تجد حارس مرمى الفريق "المقرر خسارته" يعرقل مهاجم المنافس في كرة ليست خطيرة، لكي تحتسب ضربة جزاء ضده. • وأخيرا..عندما يقوم المدير الفني للفريق "الذي سيخسر" بسحب أحد مهاجميه المهمين لأنه "يسعى للحفاظ على النتيجة في آخر 60 دقيقة من المباراة". شارك برأيك .. ما أبرز المباريات التي شهدت تواطؤ من وجهة نظرك محليا ودوليا؟