تحارب الأسود الكاميرونية في كأس الأمم الإفريقية المقبلة (أنجولا 2010) لاستعادة السيطرة على العرش الكروي للقارة السمراء. فمنتخب الكاميرون الذي تسيد القارة مع مطلع العقد الماضي، وفاز ببطولتي أمم في 2000 و2002 وتأهل لكأس العالم 2002، واقتنص ذهبية سيدني، بدأ بريقه يخفت. فقد فشل الأسود في التأهل لمونديال 2006، وخسر الفريق في أمم إفريقيا التي استضافتها مصر خلال العام ذاته، ثم فاز الفراعنة على الكاميرون في نهائي 2008. وبالمثل، زادت شهرة منتخبا كوت ديفوار وغانا خلال السنوات الماضية عن الكاميرون، إذ تقلص عدد نجوم الأسود في أوروبا، وخفتت الأضواء حولهم. وظهر أن الوضع سيستمر، وينتهي زمن الأسود مع انطلاقة تصفيات كأس العالم 2010، بالخسارة أمام توجو ثم التعادل مع المغرب. إعادة العصر الذهبي ولذا لجأ منتخب الكاميرون لمدرب جديد هو الفرنسي بول لوجوين، الذي صنع انطلاقة رائعة مع الأسود، تبشر بعودة العصر الذهبي لرفاق صامويل إيتو. ويؤمن لوجوين أن فريقه يملك المواهب اللازمة لإعادة العصر الذهبي في الكاميرون، فقط كانت "بحاجة لتغيير اسلوب التعامل مع المنتخب". على حد قوله. وبالفعل تحت قيادة الفرنسي، اقتنصت الكاميرون أربعة انتصارات متتالية، ليتصدر الأسود السباق، ويعودون للظهور في محفل كأس العالم، خلال 2010 بجنوب إفريقيا. وأوضح لوجوين "لم أغير الكثير، فقط أردت أن يأتي اللاعبون للمعسكر وهم سعداء ويرغبون في تمثيل الكاميرون، كل ما فعلته أني وفرت للفريق أفضل مناخ ممكن". وبستند لوجوين على قائمة تمزج بين خبرة ريجوبير سونج وشباب لاعب أرسنال ألكسندر سونج، وسلاح الفريق الأخطر صامويل إيتو الهداف التاريخي لبطولة أمم إفريقيا. من العيار الثقيل ويظل منتخب الكاميرون من الفرق ذات الوزن الثقيل في البطولة بالنظر لتاريخ الأسود، إذ فاز الفريق باللقب أربع مرات، وتأهل للنهائي ست مرات. كان أول ظهور للأسود في النهائي عام 1984، وخطف الفريق اللقب من بين أنياب النسور النيجيرية بثلاثة أهداف مقابل هدف.
كلمة السر الجديدة .. لوجوين ولم يتمكن أسود الكاميرون في النسخة التالية من البطولة من الحفاظ على اللقب رغم ظهورهم مرة أخرى في نهائي البطولة التي استضافتها القاهرة عام 1986، إذ حسم الفراعنة اللقب لصالحهم بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة النهائية بالتعادل السلبي. ثم استعاد الأسود زمام الأمور في نسخة عام 1988 التي استضافتها المغرب، وتمكن من الفوز على المنتخب النيجيري في النهائي بهدف. وطوال عشر سنوات تالية لم يتمكن المنتخب الكاميروني من الظهور في نهائي البطولة الإفريقية، رغم دخوله المربع الذهبي لدوري عام 1992 في السنغال، إلا أن المنتخب النيجيري ثأر لهزيمته على أيدي الكاميرون مرتين في النهائي، ليدفع الأسود لاحتلال المركز الرابع وينتزع النسور الميدالية البرونزية في البطولة. ومع عام 2000 عادت الكاميرون للظهور على الساحة وبقوة، لتنتزع لقبي البطولة عامي 2000 في غانا ونيجيريا وعام 2002 في مالي، لتنضم للدول التي فازت باللقب مرتين متتاليتين مع غانا ومصر. ورغم الإنجازات المدوية على المستوى الإفريقي، ونجاحها في التأهل لكأس العالم ست مرات أعوام 1982 و1990 و1994 و1998 و2002، إلا أن ذهبية اوليمبياد سيدني عام 2000 تبقى الإنجاز الأكبر في تاريخ الأسود. وشهدت بطولة سيدني تواجد نجم الكاميرون الأول إيتو، والذي بالعودة ل2010، يحمل آمال بلاده في العودة للعرش الإفريقي. صامويل إيتو قد لا يدل التعثر الذي بدأ به صامويل إيتو مشواره الإحترافي في أوروبا على أنه خلال أعوام قليلة سيصبح السبب في أن يعلن جوزيه مورينيو عن أمنياته للمنتخب الكاميروني بالفشل في مشواره الإفريقي ليستعيد مهاجمه "الفذ" سريعاً. ولم يخف البرتغالي المثير للجدل إحباطه من خسارته لجهود هدافه الكاميروني لمشاركته في البطولة التي تمتد حتى نهاية شهر يناير الجاري، مؤكداً مطالبته الاتحاد الكاميروني بترك إيتو مع الفريق لفترة أطول، لكن الاتحاد رفض طلبه. وقال جوزيه في تصريحات عقب الرفض الكاميروني لطلبه: "أتمنى أن تودع الكاميرون البطولة في أقرب فرصة ممكنة، على الأقل حتى يعود إيتو لنا قبل 31 يناير". ورغم البداية المشرقة للاعب الأسود الكاميرونية مع منتخب بلاده والتي أهلته لانتقال مباشر إلى ريال مدريد الإسباني عام 1996، فانه لم يتمكن من حجز موقعاً في تشكيلة الفريق ليتأخر ظهوره الأول مع النادي الملكي لعامين كاملين. ولزخم النادي الملكي بالنجوم وقتها، مع والآداء المتواضع النسبي الذي قدمه النجم الكاميروني في ظهوره الأول، دفعا النادي الملكي لإعارته الى نادي إسبانيول والذي انتقل منه إلى ليجانيس في دوري الدرجة الثانية الإسباني. ورغم الإحباط الذي واجهه إيتو باللعب في ليجانس فان بصيص الأمل ظهر في مشواره حينما تقدم ريال مايوركا الذي كان ينافس في الدرجة الأولى وقتها بعرض لضم اللاعب مقابل 5.5 مليون يورو عام 1999. وفي مايوركا أثبت إيتو وجوده متصدراً قائمة هدافي دوري الدرجة الأولى برصيد 23 هدفاً في 70 مباراة شارك فيها، بجانب مساهمته في فوز منتخب بلاده لتحقيق الميدالية الذهبية لأولمبياد سيدني 2000.
الأسد الأبرز .. إيتو وتوالت نجاحات إيتو وذاع صيته مع مطلع القرن الجديد، لتبدأ الأندية الكبرى في الليجا في الصراع للحصول على خدمات اللاعب، والتي كان على رأسها ريال مدريد، وغريمه التقليدي برشلونة. ولكن الكاميروني الشاب لم يتخلص من غضبه تجاه النادي الملكي الذي كاد ينهي مشواره الإحترافي مبكراً، وفضل الإنتقال إلى برشلونة مقابل 24 مليون يورو في صيف 2004. تحيا كتالونيا وفي أول مواسمه مع برشلونة تمكن البرسا من إنتزاع لقب الدوري الإسباني لموسم 2004-2005، في موسم كان فيه إيتو المنقذ الأول للفريق ب 24 هدفاً سجلها. ورغم العلاقة الرائعة التي تميز بها مشوار إيتو مع البارسا، والتي توجها اللاعب الأسمر بتصريحات عده عن مدى سعادته في الفريق الكتالوني وأنه لا ينوي الرحيل مطلقاً، فان موسم 2006-2007 شهد بداية سيئة لإيتو مع الفريق. وتعرض إيتو لتمزق فى غضروف الركبه الأيمن خلال مباراه دورى المجموعات فى كأس ابطال اوربا ضد بريمن فى 27 سبتمبر 2006، مما أبعده عن الملاعب خمسه أشهر كاملة ، عاد بعدها إلى الملاعب في يناير 2007. وفي 11 فبراير من العام نفسه رفض إيتو الدخول كبديل فى مباراه فريقه أمام راسينج سنتاندير، مما أثار حفيظة فرانك ريكارد المدير الفني للفريق، وتبدأ علاقة اللاعب بالنادي في التوتر. وبرز التوتر في علاقة اللاعب بالنادي الكتالوني في تصريحات المدير الفني جوسيب جوارديولا مع مطلع موسم 2008-2009 والتي أكد فيها أن إتو خارج حساباته تماماً. ... إلى الإنتر ورغم هذه التصريحات تحلى إيتو بحس إحترافي، ليصمد ويساعد فريقه في تحقيق أعظم مواسمه على الإطلاق، ليتألق ويسجل 36 هدفا ليقود الفريق نحو التتويج بثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا. ومع نهاية الموسم اتفق برشلونة مع إنتر ميلان على مبادلة إيتو – المسعر ب15 مليون يورو- والبلاروسي ألكسندر هليب، بالساحر السويدي زالاتان إبراهيموفيتش، لينهي الكاميروني الشاب مشواره في النادي الكتالوني الذي سجل له 108 هدفا خلال 145 مباراة خاضها مع الفريق. وتألق إيتو في مشواره مع النيراتزوري مسجلاً ثمانية أهداف هذا الموسم، احتل بها المركز الخامس في جدول هدافي الكالتشيو. وتوج إيتو مشواره الأوروبي برقم قياسي في عدد مرات تتويجه بلقب أفضل لاعب فى قارة إفريقيا، والذي بلغ ثلاث مرات متتاليه أعوام 2003 و2004 و2005، فيما ينافس هذا الموسم على اللقب مرة أخرى مع الإيفواري ديديه دروجبا، كما ويعد إيتو هداف كأس الأمم الإفريقية على مدار تاريخها برصيد 16 هدفاً من مشاركته خمس بطولات إفريقية.
