يبدو أن هذا العام هو عام الحزن على مشجعى الأهلى فى أنحاء الوطن العربى كله , حيث تشهد الأندية المسماة بالأهلى فى العالم العربى كله تراجعا حادا فى مستواها الفنى ونتائجها وخاصة أهلى جدة السعودى وأهلى القاهرة المصري. وإذا بدأنا بأهلى جدة , سنجد أن النادى فى الموسم الماضى كان من أفضل الأندية السعودية إن لم يكن هو أفضلها على الإطلاق , حيث نجح فى التأهل إلى المباريات النهائية الثلاث فى المسابقات السعودية المحلية : كأس دورى خادم الحرمين الشريفين وكأس الأمير فيصل بن فهد وكأس ولي العهد السعودى , ولكن الفريق لازمه سوء حظ رهيب , وخسر النهائيات الثلاثة بغرابة شديدة أمام الاتحاد والاتفاق والهلال على الترتيب. ولعل الخسارات الثلاث كانت سببا فى انهيار النادى العريق هذا الموسم , بعد أن فشلت الإدارة فى تحقيق أي بطولة محلية , فلجأت إلى بيع أفضل لاعبيها لتحقيق مكاسب مادية فقط لا غير , وفرطت فى الثلاثى المحترف صانع الألعاب المصري محمد بركات للعربى القطرى , والمهاجم الهداف المغربى بوشعيب لمباركى لقطر القطرى , والمدافع التونسى خالد بدرة الذى عاد إلى فريقه القديم الترجي. كما استغنت الإداراة عن المدير الفنى البلجيكى إيليا الذى طور من أداء الفريق فى الموسم الماضى وجعل له شكلا وصورة , وتعاقدت مع الفرنسى بيير لوشانتير الذى قاد الفريق لعروض متواضعة ونتائج سيئة للغاية حتى تمت إقالته والتعاقد مع البرازيلى لوروز. وضم فريق الأهلى فى بداية الموسم محترفا واحدا هو الكاميروني ألونجى الذى أثبت فشله الذريع , وسرعان ما تعاقدت الإدارة مؤخرا مع المهاجم البرازيلى كيم الذى أضاف بعض الشىء لهجوم الأهلى الذى تراجع بشدة فى ظل تراجع مستوى مهاجمه الأول طلال المشعل بدون أى سبب واضح , ويبدو أن رفض النادى لإعارته إلى نادى الوكرة القطرى قد أثر على حالته النفسية وبالتالى الفنية. شهد الفريق أيضا هذا الموسم كارثة أخلاقية فى مباراته مع الخليج من لاعبه المخضرم حسين عبد الغنى قائد الفريق الذى تعدى بالضرب على لاعب من الخليج كما تبادل السب والشتائم مع جمهور الأهلى الذى عاتبه على أدائه السيء هذا الموسم. الأهلى يبدو أنه ابتعد تماما عن المنافسة على كأس الدورى السعودى هذا الموسم بعد أن تراجع إلى المركز السابع برصيد 13 نقطة فقط وبفارق نقطة واحدة فقط عن الرياض الذى يحتل المركز العاشر برصيد 12 نقطة , وهو وضع لا يتناسب مطلقا مع إمكانات الأهلى أو تاريخه العريق وطموحات جماهيره الغفيرة. وقد خاض الأهلى في الدور الأول 11 مباراة فاز فى 3 فقط وتعادل 4 مرات وخسر 4 مرات , أي أنه جمع 13 نقطة فقط من أصل 33 نقطة , وبالتالى فقد 20 نقطة كاملة , وأحرز الأهلى فى 13 مباراة 10 أهداف فقط , بينما سكنت شباكه 12 هدف , أي أن هجومه سىء جدا ودفاعه أسوأ , والغريب أنه تلقى هزيمتين من أضعف فريقين فى الدورى وهما الخليج والشعلة بنتيجة 2-0 و 3-1 على الترتيب. موقف أهلى جدة مشابه كثيرا لموقف الأهلى المصرى الذى يحتل المركز التاسع فى الدورى المصرى حاليا برصيد 10 نقاط فقط من أصل 21 نقطة وتلقى ثلاث هزائم من إنبى والإسماعيلى والاتحاد وأصبح قريبا للدخول فى صراع الهبوط أقرب منه للدخول فى صراع المنافسة على اللقب , ويفصل بينه وبين الزمالك الأول 11 نقطة كاملة , بينما يفصل بينه وبين أسوان الأخير 5 نقاط فقط. هذه فقط مقارنة رقمية بين حال الأهلي هناك والأهلي هنا , وهي حالة لا تسعد أيا من جماهير الناديين العريقين التي اعتادات على البطولات أو على الأقل المنافسة بقوة عليها. وعند الحديث عن مسألة التعاقدات مع اللاعبين الجدد أو عملية الإحلال والتبديل , وكذلك أسلوب اختيار المدربين , سنعرف على الفور السبب الحقيقي وراء ما جرى للناديين الكبيرين.