تأتي بطولة كأس العالم ال 17 التي ستنطلق بكوريا الجنوبية واليابان يوم 31 مايو الجارى وتستمر حتى 30 يونيو القادم في ظروف متغيرة علينا الاعتراف بها ، فكرة القدم شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية وشهدا ارتفاعا كبيرا فى المستوى (إلا عندنا) وظهرت قوى جديدة على السطح مثل المنتخب الكاميرونى الصاعد بسرعة الصاروخ ، كما استقظت بعض القوى الكروية القديمة من سباتها العميق مثل فرنسا التى فازت بالبطولة الماضية ثم اقتنصت لقب بطولة أوروبا وها هى تذهب إلى الشرق الأقصى كأحد أبرز المرشحين للفوز باللقب. غير أن أول ما قد يلفت انتباهنا فى مونديال هذا العام هو أنه يقام لأول مرة خارج أوروبا والأمريكتين ، وهو أمر يستحق عليه الاتحاد الدولى لكرة القدم التحية (وعقبال إفريقيا 2010) ، كما أن بطولة هذا العام هى أول بطولات كأس العالم التى تقام فى دولتين مختلفتين ، ولعلها تكون الأخيرة أيضا بسبب ارتفاع تكلفة التنظيم المشترك بصورة ستجعل (الفيفا) يفكر ألف مرة قبل تكرار هذه الخطوة مرة أخرى. والحقيقة أن ارتفاع التكاليف لم يؤثر على الاتحاد الدولى أو الدولتين المنظمتين فقط ، بل سيمتد تأثيره ليصل إلى الجماهير التى ستعانى من ارتفاع تكاليف المعيشة فى كوريا الجنوبية واليابان ، وها نحن نسمع الأسبوع الماضى كيف أن هذه التكالف الباهظة قد حدت من إقبال الجماهير السعودية على الزحف خلف منتخبها الوطنى الذى يشارك فى البطولة للمرة الثالثة على التوالى باستثناء نحو 150 مشجع سيسافرون لمؤازرة الفريق أما من الناحية الفنية ، فهناك توقعات بتنفيذ خطط وتكتيكات جديدة ، ولكن الغريب انه من المرات النادرة أن يكون أصحاب الأرض خارج الترشيحات نهائيا ليس للفوز باللقب ولكن حتى للوصول إلى الأدوار المتقدمة، فمن المستبعد تماما أن تستطيع أى من كوريا الجنوبية واليابان تجاوز الدور الثانى للمسابقة ، وهو نفس موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية عندما نظمن البطولة عام 1994 وخرجت من الدور الثانى على يد البرازيل. أظن أن المونديال لن يشهد أي حصان أسود فالمستويات أصبحت معروفة ولكن ما أتوقعه أن يحدث هو أن تطغى الطرق الدفاعية على الأداء في ظل وجود 32 دولة نصفهم لا يقدرون علي مواجهة الفرق الكبرى لذلك ستلجأ أغلب الفرق للطرق الدفاعية وستقل نسبه الأهداف وسيواجه المهاجمين صعوبات بالغة من المدافعين. هذا لا يمنع أن هناك عدة عوامل ستلعب دورا إيجابيا فى صالح أصحاب الأرض والمنتخبات الآسيوية والإفريقية ، لعل أبرزها عامل المناخ. فالفرق الأوروبية ستواجه صعوبة فى التكيف على الطقس الحار ودرجةالرطوبة المرتفعة وهو ما ظهر جليا خلال بطولة كأس القارات عام 2001 التى أقيمت بكوريا الجنوبية كنوع من الإعداد للمونديال. فرنسا والأرجنتين .. صراع الجبابرة:
الأرجنتين وفرنسا هما أبرز الفرق المرشحة للفوز باللقب العالمى. فالفريقان يضمان لاعبين على مستوى عال يجمعون بين الخبرة والمهارة ، وفرنسا تملك ميزة محافظتها على تشكيل منتخبها الفائز بكأس العالم عام 1998 وبطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2000 ، هو ما يعنى أن اللاعبين احتفظوا بمستوى ثابت على مدار السنوات الأربع الماضية. ويعتمد منتخب الديوك الفرنسى بصورة أساسية على صانع ألعابه المبدع زين الدين زيدان ، والذى سيقود خط وسط الفريق فى البطولة وسيكون مسئولا عن (تموين) مهاجى المنتخب تييرى هنرى وديفيد تريزيجيه. أما راقصوا التانجو ، فهم كانوا أصحاب أفضل المستويات خلال شوار التصفيات المؤهلة ولم يتعرض الفريق لأية هزيمة طوال تصفيات أمريكا الجنوبية رغم طول مدتها وكثرة عدد مبارياتها (18 مباراة) ، وهو فريق يمكل كوكبة من النجوم تصيب المدير الفنى ، ماسيلو بيلسا ، فى حيرة كلما جلس لاختيار تشكيل الفريق الأساسى لأية مباراة. المثير أن الدول التي تمتلك أفضل بطولات للدوري الأوروبي مثل إيطاليا وإنجلترا وأسبانيا تمتلك حظوظا أقل فى الفوز بالبطولة بسبب تخمة اللاعبين الأجانب فى البطولات المحلية مما يؤدى إلى تجاهل المواهب الصاعدة. وعلى العكس من ذلك ، نجد أن المنتخب الفرنسى لا يضم فى تشكيلته الرئيسية أى لاعب من الدورى المحلى وكل لاعبيه محترفين خارج فرنسا ، والشئ نفسه ينطبق على منتخب الأرجنتين. ملايين فى المستطيل الأخضر: النجوم الكبار دائما يعطون المباريات والبطولات مذاقا مختلفا ومن هنا تكون اسعارهم بالملايين .. فجماهير العالم ستنتظر ديفيد بيكهام ومايكل أوين ، ونفسها تشوف رونالدو بتاع زمان وأن كان هذا صعبا ، وباتيستوتا لو لعب أساسيا ، وخوان سابستيان فيرون ، وزيدان ورفاقه ، وراؤول جونزاليس ولويس فيجو ، بالإضافة إلي النجوم الجدد الذين سيظهرون في البطولة. ولكن في نفس الوقت ستحرم الجماهير من مشاهدة نجوم آخرين إ