قد يحتاج أوليمبيك ليون إلى ما هو أكبر من الفوز بالدوري الفرنسي لسبعة مواسم متتالية حتى يتخطى منافسا مثل برشلونة الإسباني في دور ال16 من دوري أبطال أوروبا. فبقدر قوة ليون في بلاده وتطور مستواه بالمسابقات القارية تمثل المباراة موقعة صعبة للجانب الفرنسي كون الحسابات الرقمية تعلن برشلونة أكبر المرشحين لاعتلاء العرش الأوروبي هذا الموسم. فالبارسا يقدم عروضاً مذهلة في الليجا حتى الآن، محطما كل الأرقام القياسية الخاصة به وبالمسابقة نفسها. فقد حصد أبناء المدير الفني جوسيب جوارديولا 60 نقطة من 23 مباراة هذا الموسم، وتعرضوا لخسارة وحيدة قابلها 19 فوزا. كما امتدت عروض برشلونة القوية إلى دور المجموعات من مسابقة أبطال أوروبا إذ حقق الفريق ثلاثة انتصارات متتالية تبعها تعادل أمام بازل السويسري ثم فوز كبير على سبوتنج لشبونة 5-2. ورغم اختتام برشلونة دور المجموعات بهزيمة أمام شختار دونستك بطل الدوري الأوكراني بثلاثة أهداف مقابل هدفين إلا أن الفريق الإسباني ظل متربعا على قمة المجموعة الثالثة ب13 نقطة. ويعود الفضل فيما يقدمه بارسا حاليا إلى المدرب الشاب الذي عدل مسار الفريق بحسب ما يراه أسطورة الكرة الهولندية يوهان كرويف. فكرويف، أحد الأسماء الخالدة في تاريخ برشلونة، يؤمن بأن "بيب" أعاد البلوجرانا إلى فريق كرة بعدما تحول في الموسم الماضي إلى "سيرك يضم نجوما نسيت كيف تبذل جهدا في الملعب". لكن جوارديولا ظهر كعادته غير متحمس لتلقي الإشادات ورد "لسنا أفضل فريق في تاريخ برشلونة ببساطة لأننا لم نفوز ببطولات بعد". وأضاف "فريق كرويف يعد أفضل فريق جاء في تاريخ برشلونة .. الفريق الذي فاز مع فرانك ريكارد بثلاثة بطولات في عامين هو أفضل فريق في تاريخ النادي .. لكن نحن لم نرفع أي كؤوس بعد". إعصار كتالوني وقد يجد أي مدرب نفسه حائرا إن اضطر لمواجهة إعصار برشلونة، نظرا للقوة الهجومية الكاسحة التي يملكها جوارديولا في قائمته. فحتى أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد والذي توج بدوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي وفاز بالدوري الإنجليزي للمرة الثانية على التوالي ظهر مبهورا بموسم برشلونة. وقال فرجسون: "برشلونة يتصدر عناوين الصحف هذا الموسم بفضل أداء الفريق الخارق، وأعتقد أنهم أكبر التحديات التي تواجه مانشستر يونايتد خلال مشوارنا للحفاظ على لقب أبطال أوروبا". فالفريق الكتالوني سجل 70 هدفا خلال 23 جولة بالليجا، ويكفي الإشارة إلى أن مجموع أهداف ليونيل ميسي وصامويل إيتو وتييري هنري في هجوم بارسا يتخطى ما سجله كل نجوم ريال مدريد. ورغم رحيل أسماء بحجم رونالدينيو وديكو عن برشلونة في الصيف، إلا أن وجود الثلاثي إيتو وميسي وهنري ودخول الفريق في مرحلة "تصحيح" تحت قيادة جوارديولا أعادت برشلونة لموقعه الطبيعي. ويظهر ميسي ملهما لبرشلونة بإبداعاته التي ظهرت جلية حين اشترك في الدقيقة 66 أمام راسينج ستانتندر في الليجا وفريقه كان متأخرا بهدف، وفي عشر دقائق سجل هدفين حسما اللقاء. وتتخطى مشكلة ليون رقابة ميسي، إذ يتوجب على أبطال فرنسا إيقاف ماكينة الأهداف الكاميرونية صامويل إيتو الذي يعيش حالة صحوة بعد صيف ساخن. فبعد قرار برشلونة بوضع إيتو على قائمة الراحلين مع ديكو وروني، أثبت المهاجم رقم تسعة أهميته لهجوم الفريق الكتالوني وعاد لموقعه في تشكيل جوارديولا الأساسي. فقد سجل إيتو 23 هدفا في 23 مباراة بالليجا، وذلك ليستقر على مقعد هداف المسابقة قبل 15 مرحلة من نهاية البطولة.
إيتو ونال إيتو إشادة الجميح حتى منافسه الدائم على مقعد أفضل هداف في إفريقيا ديديه دروجبا، إذ قال نجم تشيلسي: "إيتو نضج كثيراً بسلوكه، وهذا انعكس على مستواه في برشلونة". وتابع "الفريق بشكل عام مبهر، فهم يذكرونني ببرشلونة الذي فاز بدوري أبطال أوروبا منذ ثلاثة أعوام في فرنسا". تحدي صعب للفرنسيين ودونا عن كل المنافسين، وجد برشلونة نفسه أمام فريق يعاني بشدة هذا الموسم على المستوى الدفاعي. فرغم انتداب جون آلان بومسونج من يوفنتوس في منتصف الموسم الماضي، ووجود بطل العالم فابيو جروسو إلا أن دفاع ليون ظل مفتقدا إلى سباستيان سكلاتشي المنتقل إلى سيفيليا. النتيجة أن ليون هو صاحب أسوأ خط دفاع ضمن الفرق ال16 التي استمرت في دوري أبطال أوروبا إذ استقر في شباكه عشرة أهداف خلال دور المجموعات. لكن حظوظ ليون في عبور برشلونة قد تتمثل في كتيبة الفريق الهجومية بقيادة الموهبة المتفجرة حاليا كريم بن زيما وخبرة البرازيلي جونينيو ملك الركلات الحرة. ف14 هدفا سجلها خط هجوم ليون وضعت الفريق في المركز الثاني بالمجموعة السادسة، وأصبح الفرنسيون أصحاب ثاني أفضل فريق هجومي في البطولة بعد برشلونة. كما يتشارك ليون وبرشلونة في منافسة بن زيما مع ليونيل ميسي على لقب هداف البطولة، والثنائي على قمة جدول الهدافين للآن برصيد خمسة أهداف. نجاح خارج الأرض ويملك ليون ميزة كبيرة هذا الموسم بحصده نتائجا طيبة خارج أرضه بالنظر إلى تعادله مع بايرن وفوزه على ستيوا بوخارست وفيورنتينا. فيما تصطدم محاولات ليون لتقديم كرة هجومية على أرضه بدفاع الفريق المهلهل ما ظهر خلال لقاء فيورنتينا بفرنسا في الدور الأول. فقد كان ليون متأخرا بهدفين خلال الشوط الأول رغم أن الإحصاءات تقرأ إضاعة رفاق بن زيما أربع فرص تهديف في 45 دقيقة. ومع تأخر فيولا للدفاع وعدم الضغط على ليون، تفرغ الفريق الفرنسي للهجوم وسجل لاعبوه هدفين لينتهي اللقاء بالتعادل. وحتى في الدوري الفرنسي، يتصدر ليون الترتيب بفارق أربع نقاط عن باريس سان جيرمان بفضل هجومه الذي سجل 33 هدفا عوضوا ال16 هدفا التي سكنت شباك الفريق. مجملا، الأرقام وترشيحات مدربين مثل فيرجسون وحتى خواندي راموس المدير الفني لعدو برشلونة اللدود (ريال مدريد) تقول إن الفريق الكتالوني دوره في المسابقة أكبر من مجرد الوصول لدور ال16، لكن جوارديولا يرفض الارتكان لذلك ويرى أن مباراة ليون صعبة، متما "أشكر راموس على مجاملته لكن للملعب حسابات أخرى". إبداعات كالتونية في 2008/2009