سجلت كرواتيا فوزا مفاجئا على ألمانيا في كأس الأمم الأوروبية لتجتاح الفرحة شوارع العاصمة وعناوين الصحف والمجلات على السواء فيما صبت بولندا جام غضبها على حكم لقاء فريقها مع النمسا بعدما ضاع منهم الفوز في الدقيقة الأخيرة بركلة جزاء. عناوين الصحف ولم تنكر محطة تليفزيون "جافنو" الكرواتية ان فوز فريقها على المنتخب الألماني كان "مفاجئاً"، لكنها كانت اكثر سعادة بأنه "ساعد المنتخب على التربع فوق عرش المجموعة الأولى". واحتلت صورة ضخمة للمنتخب الكرواتي وهو يحتفل بهدفه الثاني صدر الصفحة الأولى من صحيفة "سبورتس نوفوستي"، واصفة انطلاق الجماهير في جنبات العاصمة زغرب للاحتفال بالتاهل. وأكدت "جافنو" في تقريرها أن اللاعبين داريو سرنا وإيفكا أوليتش صاحبي الهدفين الكرواتيين في اللقاء "أعادا كتابة التاريخ بفوز يعد من أكبر اللحظات في التاريخ الكرواتي"، وذلك في تقرير المحطة عن المباراة الذي حمل عنوان "المنتخب يخطو فوق الألمان للتربع على عرش المجموعة". وأشادت الصحيفة الرياضية الكرواتية ب"المساندة النارية للمشجعين، والتي أثبتت أن كرواتيا بلد صغير يملك مواهب كروية رائعة ومساندة جماهيرية كبيرة". ورغم أن فرص تأهل المنتخب الألماتي مازالت قائمة وفان الخسارة "المفاجئة جعلت كل شيء محل شك" على حد وصف صحيفة "بليد" الألمانية. وأشارت الصحيفة إلى أن الخسارة أبرزت مخاوف بالخروج المبكر من دور البطولة الأول, أما مجلة "كيكر" الرياضية الشهيرة فوصفت الاداء الألماني في المباراة بأنه "فقير للغاية". وتساءلت المجلة عن ما يمكن أن يحدث إن "تعادل المنتخب الألماني مع نظيره النسماوي في المباراة القادمة، أو لو لم يتمكن الألمان من التأهل لدور البطولة الثاني؟". وعلى الجانب الآخر، حمل التعادل بين المنتخب البولندي والمنتخب النمساوي مذاقين مختلفين في كل دولة. ففي النمسا اعتبرت الصحف أن مجرد استمرار فرص منتخبها للتأهل لدور الثمانية قائمة حتى الآن أمر جيد. وذكرت صحيفة "تايمز" النمساوية أن "ضربة جزاء متأخرة أهدت منتخبها تعادلاً في الدقيقة الأخيرة"، بينما أكدت وكالة الأنباء النمساوية أن فرص النمسا مازالت قائمة بالتعادل مع بولندا. أما صحيفة "نيوز" فأكدت ان هدف برودل باسيك أنقذ النمسا في اللحظة الأخيرة مشيدة بفريقها الذي "حارب بشجاعة طوال اللقاء". ولم تنكر الصحيفة أن التعادل "سهل المهمة على المنتخب الكرواتي للتأهل للدور التالي متصدراً المجموعة حتى الان برصيد ست نقاط".
جانب من لقاء بولندا والنمسا ولكن في بولندا ظهرت خيبة أمل ممزوجة بغضب شديد من الحكم هوارد ويب بسبب ركلة الجزاء. ونقلت صحيفة "ديزينيك" تساؤلات الجماهير البولندية عن ما إذا كان المباراة "بيعت" لصالح تأهل المنتخب الكرواتي، خاصة أن الحكم احتسب ضربة الجزاء في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة. وتحت عنوان "كرواتيا في ربع النهائي ونحن في حاجة لمعجزة" أكدت الصحيفة ان ضربة الجزاء التي احتسبها ويب تعد "جريمة في حق البولنديين". وعنونت صحيفة "سبورت" تقريرها ب"الدراما تخون بولندا" واصفة الخسارة بأنها "صدمة للجميع أفقدت المنتخب فرصه للتأهل". أما صحيفة "ريتزيبسبو سبوليتا" فأشارت إلى أن منتخبها أصبح "يأمل في معجزة للتأهل" واصفة شوط المباراة الأول بأنه "كابوس تخلله هدف روجيه جوريرو". رجل اليوم لولا ركلة الجزاء تلك، لحصل الحارس البولندي أرتور بوروك على العلامة الكاملة أمام النمسا. بوروك قدم مستوى مبهرا وقام بأكثر من إنقاذ إعجازي ربما جعل النمساويين يفقدون الأمل في إدراك التعادل. بوروك استقبل مولودا في اليوم السابق على المباراة وهو الأمر الذي انعكس جليا على روحه العالية في اللقاء والتي جعلته يتصدى لأكثر من فرصة محققة للنمسا في الدقائق العشرين الأولى من اللقاء إلى الحد الذي دفع الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي للتعليق بأن "طفله أليكس سيسمع كثيرا عن تألق والده في هذه المباراة حينما يكبر قليلا". ولكن ركلة الجزاء التي نفذها البديل إيفيكا فاستيتش منعت بوروك من تتويج مستواه الرائع بشباك نظيفة. خدعة اليوم فوز كرواتيا على منتخب بحجم ألمانيا يعكس عملا رائعا من المدرب الشاب سلافين بيليتش الذي قاد فريقه بنجاح لحصد بطاقة ترشح للدور الثاني من يورو 2008. أبناء بيليتش تحكموا في إيقاع المباراة طوال أحداثها نظرا لقراءة مدربهم لثغرات خصمه التي ظهرت خلف الظهير الأيسر مارسيل ينسن في الشوط الأول. كلف بيليتش نجمه أوليتش بالتحرك في المساحة غير المحصنة وراء ينسن