مدرب الأهلي - أقصى جوارديولا ومنح هازارد الفرصة.. من هو رودي جارسيا المرشح لخلافة موسيماني

"الطريقة التي يتعامل بها مع اللاعبين استثنائية".
محمد صلاح عن رودي جارسيا في حوار سابق مع صحيفة ليكيب الفرنسية - يونيو 2018
رودي جارسيا هو أحد المرشحين المحتملين لخلافة بيتسو موسيماني في تدريب الأهلي حيث تنطبق عليه المواصفات التي تراها إدارة الأحمر لمستقبل الفريق.
ابن ال58 عاما لم يسبق له خوض تجربة التدريب في الشرق الأوسط من قبل، مع خبرته الواسعة في الدوري الفرنسي وتجربة إيطالية مع روما.
بداية صعبة
نادي "كورباي إيسون" أحد أندية الدرجات الدُنيا في فرنسا كان بداية انطلاق رودي جارسيا، وهو نفسه النادي الذي بدأ فيه مسيرته الكروية تحت قيادة والده خوسيه جارسيا.
بعد أن أجبرته إصابات الركبة والظهر على الاعتزال بعمر 28 عاما، عاد جارسيا إلى كورباي إيسون وأنقذ النادي من الهبوط في دوري المناطق قبل أن يحصد المركز الثاني في الموسم التالي.
عمل جارسيا من 1994 حتى 1996 كلاعب ومدرب في نفس الوقت قبل أن يتفرع لمهمة تدريب الفريق في 1996 حتى 1998.
انتقل جارسيا بعدها ل سانت إيتيان كأخصائي علاج طبيعي لمدة عامين ثم محلل يساعد في تحليل أداء الخصوم قبل أن يتم ترقيته لمدرب مساعد مع جون توشاك في يوليو عام 2000.
مع رحيل توشاك إلى ريال سوسيداد، تولى جارسيا بالتعاون مع جان جاي واليم في واحد من أصعب مواسم سانت إيتيان مع أزمات إدارية خارج الملعب ليهبط الفريق للدرجة الثانية مع خصم سبع نقاط من رصيده، لتتم إقالة جارسيا بعدها في أغسطس.
عاد جارسيا مجددا كمحلل أداء وحصل على الدبلومة الاحترافية للتدريب ليوقع مع ديجون في 2002 ويقودهم للصعود للدرجة الثانية في 2004 وحقق مفاجأة بالصعود لنصف نهائي كأس فرنسا.
بعد 130 مباراة مع ديجون، حقق خلالها 54 انتصارا و39 تعادل وتلقى 37 هزيمة، انتقل جارسيا في 2007 لتدريب لومان وقاده لتحقيق المركز التاسع في الدوري الفرنسي وصعد لنصف نهائي كأس الرابطة.
خلاف وإنجاز تاريخي واكتشاف نجوم
في يونيو 2008، قرر جارسيا الرحيل عن لومان ليتولى تدريب ليل الذي لعب بألوانه ست سنوات في الثمانينات.
بعد فترة من عدم الرضا عن الأداء مع كلود بويل، ساهم جارسيا في تحسين أسلوب ليل.
ميشيل باستوس قال عن جارسيا في 2014 ل لاجازيتا ديلو سبورت قبل انضمامه ل روما: "لقد ساهم وجوده في اتخاذ قراري بالفعل، عشنا فترة مميزة في ليل وأظهرني بشكل أفضل فرديا والفريق كذلك".
باستوس سجل 14 هدفا وصنع 13 آخرين مع جارسيا في الدوري ل موسم 2008-2009 وكان هداف الفريق.
جارسيا أنهى موسمه الأول مع ليل في المركز الخامس ليتأهل للدوري الأوروبي ولكنه رغم ذلك تمت إقالته في يونيو 2009 بعد خلاف مع زافييه توايلت أحد أعضاء مجلس إدارة النادي.
رحيل لم يدم أكثر من 16 يوما، فبعد إقالة توايلت عرض ميشيل سيدو رئيس النادي على جارسيا العودة ووافق بالفعل.
جارسيا منح الفرصة لموهبة شابة أخرى، إدين هازارد الذي لعب 35 مباراة في موسم جارسيا الأول مقارنة بأربع مباريات فقط كبديل في الموسم السابق.
هازارد قال عن جارسيا قبل مواجهة تشيلسي وروما الودية في 2013: "إنه مدرب ممتاز ولا يزال صغيرا. لقد كان مثاليا بالنسبة لي لأنني كنت صغيرا وأظهر لي الطريقة الصحيحة لأكون لاعبا جيدا وأن أثق في قدراتي".
بعد موسم جديد حصد فيه المركز الرابع وكان صاحب الهجوم الأقوى في الدوري، حان الوقت لإنجاز جارسيا الأكبر مع ليل.
فاز جارسيا مع ليل بلقب الدوري بعد غياب 57 عاما، والكأس بعد 56 عاما ليتوج بجائزة أفضل مدرب في الدوري الفرنسي.
جيل قاده إدين هازارد الذي انتقل ل تشيلسي بعدها في 2012 ومعه لاعبين على غرار إدريسا جانا جاي ويوهان كاباي وجيرفينو وماتيو ديبوشي وعادل رامي.
خسر ليل لقب السوبر الفرنسي وأنهى الموسم التالي في المركز الرابع ثم السادس بعد ذلك مع خسارة أكثر من لاعب على رأسهم إدين هازارد ليقرر الرحيل مع نهاية موسم 2012-2013.
أشرف جارسيا على تدريب ليل في 256 مباراة، حقق 129 انتصارا و67 تعادلا وتلقى 60 هزيمة.
سجل ليل معه 463 هدفا وتلقى 303.
رحلة جديدة في إيطاليا
في يونيو 2013، بدأ رودي جارسيا رحلة جديدة ولكن في روما هذه المرة. خطوة غلب عليها الحذر والترقب في بدايتها مع مدرب شاب من خارج إيطاليا.
بداية جارسيا كانت مثالية ب10 انتصارات متتالية في الدوري ليكون أول فريق في تاريخ الكالتشيو يصل لهذا الرقم.
انتصار في الديربي على لاتسيو، وخارج القواعد بثلاثية أمام إنتر وعلى نابولي بهدفين، وكلها بشباك نظيفة واستقبل الفريق هدفا واحدا طوال السلسلة كان أمام بارما.
وبعد 744 دقيقة دون استقبل أهداف، استقبلت شباك روما هدفا من تورينو في الجولة 11.
جارسيا قال عن أول ما قام به عند توليه تدريب روما في حوار مع بليتشر ريبورت: "لقد عملت على مبدأين رئيسيين، تطوير أسلوب اللعب وإشراك اللاعبين في ذلك بجانب العمل على الجانب النفسي لمنحهم الثقة".
في النهاية، لم ينجح جارسيا في الفوز بلقب الدوري وأنهاه في المركز الثاني بفارق 17 نقطة عن يوفنتوس ولكنه أعاد الذئاب لدوري أبطال أوروبا من جديد.
جارسيا عاد مجددا ليحصد جائزة أفضل مدرب فرنسي لعامين متتاليين في 2013 و2014.
موسم تال أنهاه روما في نفس المركز وبنفس الفارق من النقاط مع يوفنتوس، وودع دوري أبطال أوروبا من دور المجموعات مع تواجد مانشستر سيتي وبايرن ميونخ في المجموعة قبل أن يخرج على يد فيورنتينا في الدوري الأوروبي.
بدأ روما موسم 2015-2016 بشكل جيد مع جارسيا وتصدر الدوري في نهاية أكتوبر قبل أن يبدأ الانهيار بعد الهزيمة من إنتر، انتصاران في عشر مباريات ووداع للكأس أمام سبيزيا أحد أندية الدرجة الثانية وقتها كانت نتيجته إقالة المدرب الفرنسي في يناير 2016.
غياب المهاجم الصريح في فريق جارسيا (قبل التعاقد مع دجيكو) سبب له المشاكل في أكثر من مناسبة مع لعب ماتيا ديسترو وسيدو دومبيا في مركز قلب الهجوم وأحيانا فرانشيسكو توتي كمهاجم وهمي.
وهو ما كان دائما يرمي بثقل محاولات التسجيل على الجناحين.
تعاقدات جارسيا مع روما كانت مزيجا بين المواهب مثل سنابريا وأدم لياليتش وستروتمان وإيتوربي ثم محمد صلاح وباريدس وروديجر بعد ذلك ولاعبو الخبرة مثل سيدو كيتا وأشلي كول.
مرة أخرى يتحدث لاعب تدرب تحت قيادة جارسيا عن قدرته على التعامل مع لاعبيه، صلاح قال في حوار مع ليكيب الفرنسية 2018: "أتذكر لقائنا الأول جيدا، كان لطيفا وودودا. طريقته في معاملة اللاعبين استثنائية. لم نعمل معا لفترة طويلة، لكن يجب أن أشكره لأنه ساعدني كثيرا على الشعور بالرضا في الفريق الذي وصلته للتو ولم أكن أتحدث الإيطالية".
أشرف جارسيا على تدريب روما في 118 مباراة، حقق 61 انتصارا و34 تعادل وتلقى 23 هزيمة. سجل 194 هدفا وتلقت شباكه 126.
عودة إلى فرنسا
عاد جارسيا للتدريب في فرنسا مجددا وهذه المرة مع مارسيليا في أكتوبر 2016.
بدأ جارسيا مهمته بمواجهة باريس سان جيرمان ليتعادل معه سلبيا ويوقف سلسلة 10 مباريات متتالية من الهزيمة أمام الغريم.
المزيج بين الخبرة والشباب في صفقات الشتاء مباشرة من جديد، باتريس إيفرا يعود من يوفنتوس وساحر الجنوب ديميتري باييه من وست هام مع شباب مثل مورجان سانسون ولوكاس أوكامبوس ونجح في حجز مكان في الدوري الأوروبي مع نهاية الموسم.
وهو ما تكرر بعد ذلك بلاعبين مثل جوردان أمافي وكلينتون نجي مع بعض عناصر الخبرة مثل كونستانتينوس ميتروجلو وعادل رامي ولويس جوستافو.
وصل جارسيا في موسمه الثاني لنهائي الدوري الأوروبي قبل أن يخسره أمام أتليتكو مدريد بثلاثة أهداف دون رد واحتل المركز الرابع في الدوري.
مارسيليا أنهى الموسم التالي في المركز الخامس وفقد فرصته في المشاركة الأوروبية ليرحل جارسيا بنهاية الموسم.
أشرف جارسيا على تدريب مارسيليا في 142 مباراة، حقق 69 انتصارا و32 تعادل وتلقى 41 هزيمة. سجل 253 هدفا وتلقت شباكه 192.
تجربة أخيرة
وقع جارسيا على عقود تدريبه ل ليون بعد ذلك في أكتوبر 2019.
موسم محلي لم ينته بسبب فيروس كورونا وكان ليون وقتها في المركز الخامس بعد 28 جولة.
على صعيد دوري الأبطال، حقق جارسيا المفاجأة بإقصاء يوفنتوس ثم مانشستر سيتي ولكنه خسر في نصف النهائي أمام بايرن ميونخ بثلاثية.
في الموسم التالي، كان ليون أحد المتنافسين على اللقب حتى الجولات الأخيرة ولكنه أنهى الدوري في المركز الرابع بفارق سبع نقاط عن ليل البطل.
ليون خسر وقتها في الجولة الأخيرة أمام نيس ليفقد فرصته في المشاركة في دوري أبطال أوروبا لتنتهي علاقته مع النادي بنهاية الموسم.
جارسيا خرج في حوار صحفي بعدها انتقد المدير الرياضي وأحد أساطير النادي جونينيو وهو ما قوُبل بهجوم من جماهير النادي.
أشرف جارسيا على تدريب ليون في 78 مباراة، حقق 42 انتصارا و18 تعادل وتلقى 18 هزيمة. سجل 170 هدفا واستقبلت شباكه 107.
مارسيليا كان آخر فريقه يدربه رودي جارسيا ورحل عن صفوفه في مايو 2021.
طريقته المفضلة
تنوعت طرق لعب رودي جارسيا بين 4-3-3 و4-4-2 و 4-2-3-1 ومؤخرا اللعب بثلاثة مدافعين في بعض الوقت مع مارسيليا وبشكل أكبر مع ليون في آخر تجاربه.
يمكن القول أن 4-3-3 بمشتقاتها خطة كانت المفضلة له في بداياته حتى نهاية تجربة روما -دون إغفال باقي أساليب اللعب- قبل أن تصبح مزيجا بينها وبين 3-5-2 في مارسيليا وغلبت الطريقة الجديدة على أسلوبه مع ليون.
يقول جارسيا عن أسلوبه المفضل وقت تواجده مع روما: "أريد أن يفرض فريقي أسلوبه في اللعب. من المهم دائما امتلاك الكرة من أجل الهجوم وإحراز الأهداف دون الإخلال بالتوازن في الملعب. القوة العقلية هي حجر الزاوية في فريق روما معي، نحن نقاتل في كل ثانية مقابل كل شبر من الملعب".
في روما، كان خط وسط الذئاب هو أقوى خطوطه مع الاعتماد على 4-3-3 بثلاثية دي روسي وبيانيتش وستروتمان.
أمر كان الأبرز ل جارسيا في كل مراحله التدريبية، وهو ليس بالغريب على لاعب قضى مسيرته يلعب كمتوسط ميدان هجومي.
ولكن الفريق عانى هجوميا في ظل غياب المهاجم الصريح قبل التعاقد مع دجيكو ومع عدم تسجيل الجناحين لعدد كبير من الأهداف كان روما يعاني في الجانب الهجومي بعد الشيء خصوصا بعد الموسم الأول.
فترته الأخيرة في ليون كانت طفرة كبيرة بالنسبة للفريق الفرنسي الذي لعب بمزيج من الكرة الحديثة وقوة الكرة الكلاسيكية.
في الهجوم، كان يعتمد في بعض الأوقات على التمريرات الطولية المباشرة مستغلا سرعات مهاجميه والتحرك في المساحات خلف دفاعات الخصوم وفي أوقات أخرى على الاستحواذ والتحركات لتفريغ المساحات في حالة التكتلات.
كان فريق ليون مع جارسيا يحاول دائما خلق زيادة عددية لنفسه سواء في الحالة الهجومية أو الدفاعية لتجنب فقدان الكرة بسهولة هجوميا وتقليل مواطن الخطورة دفاعيا.
ماذا عن الضغط؟ ضغط فريق ليون كان متوسطا تحت قيادة جارسيا دون المبالغة في التقدم أو التراجع لعدم منح منافسه الفرصة في أغلب الوقت للعب التمريرات الطولية المباشرة وهو عكس ما كان يحدث قبلها ب10 سنوات مع ليل الذي كان في أغلب أوقاته ينتهج أسلوب الضغط العالي.
ضغط كان يتسبب في بعض المشاكل ل ليل مع جارسيا سواء في المساحات خلف الظهيرين أو المساحة بين خط الوسط والدفاع وهو ما تجنبه مع ليون.
وأخيرا، يطلب جارسيا من الجناحين دائما العودة لتقديم الدور الدفاعي مع لاعبي الوسط وظهيري الجنب.
اقرأ أيضا
اتحاد الكرة يتفاوض مجددا مع كيروش
معايير الأهلي لاختيار المدرب
المتأهلون ل كأس العالم
الأهلي يفاوض أحد المرشحين وعائق أمام الصفقة