عانت الكرة المصرية من تخبط إداري لا ينتهي في الفترة ما بين عامي 1998 و2002، أجهزة فنية تأتي وأخرى يتم إقالتها دون عائد يذكر الفريق الوطني فشل في تجاوز دور الثمانية لكأس الأمم الإفريقية منذ 12 عاماً وتحديدا منذ البطولة التي توج بلقبها في القاهرة عام 1986. كل هذا دفع المدير الفني للمنتخب محمود الجوهري قبل مشاركته في الدورة 21 من كأس الأمم الإفريقية أن يؤكد للجماهير أن "فرص فوزنا بالبطولة تكاد تكون معدومة" بل توقع أن يحتل المنتخب بقيادته المركز ال13. تصريحات الجوهري بالاضافة لوقوع الفراعنة في المجموعة الرابعة مع تماسيح زامبيا والمغرب المتأهلة لكأس العالم والتي أدرجها تصنيف الاتحاد الدولي (الفيفا) ضمن أفضل 20 منتخب في العالم وقتها وموزمبيق، جعل من الصعب على أحد محاسبته، أو لومه في حال الخروج المبكر من البطولة. لكن هذا لم يمنع أن يتعرض ساحر القبيلة المصرية إلى موجة واسعة من الانتقادات بعد ان أعلن ضم حسام حسن ذي الأعوام ال32 والذي عاني من عقم تهديفي في ناديه الأهلي وقتها واقترابه من السن المتعارف عليه للاعتزال. وتحت شعار "التمثيل المشرف" غادرت البعثة المصرية إلى مدينة بوبو ديولاسو ببوركينا فاسو، وأقصى أمال المصريين هو التأهل إلى الدور التالي لحفظ ماء الوجه. ومن أولى مباريات الفراعنة في البطولة تمكن العميد من إسكات المنتقدين بهدفين في موزمبيق، وبثلاثية في مرمى التماسيح في لقاء شهد تفوقا فنيا وتكتيكيا غير مسبوق للفراعنة، ليصبح المنتخب المصري هو أول منتخب في البطولة يضمن التأهل لدور الثمانية دون النظر إلى نتيجة اللقاء الأخير أمام المغاربة. وفي مباراة المغرب عمد الجوهري إلى إراحة بعض من نجومه الأساسيين استعداداً لأولى مباريات دور الثمانية، بالإضافة لحصول البعض الآخر على إنذارهم الثاني أمام زامبيا مما أدى لاستبعادهم من القائمة الأساسية في اللقاء. وقدم المنتخب مباراة دفاعية ومتوازنة خاصة بعد طرد مدحت عبد الهادي قبل نهاية الشوط الأول، لكن أسود الأطلسي كانوا على موعد مع الفوز في الدقيقة 91 بهدف رائع لنجمهم مصطفى حاجي، وأصبح هذا هو الهدف الوحيد الذي هز شباك نادر السيد طوال البطولة. وبالفوز المغربي تربعت أسود الأطلسي على قمة المجموعة لتقابل "الأولاد" ثاني المجموعة الثالثة، في حين واجهت مصر أفيال كوت ديفوار في دور الثمانية. ووصلت الكاميرون وبوركينا فاسو البلد المضيف إلى الدور نفسه عن المجموعة الأولى لملاقاة تونس والكونجو الديمقراطية متصدري المجموعة الثانية.
أسود الكاميرون عادوا إلى صدارة المشهد كانت مواجهة الأفيال هي الأصعب أمام المصريين طوال البطولة، فكانت مباراة تكتيكية عنيفة، اعتمد الإفواريون فيها على الهجمات المرتدة، إلا أن التعادل السلبي على مدار الوقتين الأصلي والإضافي من المباراة وضع الفريقين تحت رحمة ركلات الترجيح، التي سجل فيها الفراعنة ركلاتهم الخمس بنجاح في حين أهدر الأفيال ركلة واحدة أعطت الأفضلية للمنتخب المصري. ولم يكن الفوز على كوت ديفوار هو فقط ما أعطى المصريين سبباً للاحتفال، بل زاده نجاح جنوب إفريقيا في التخلص من المنتخب المغربي في دور الثمانية بالفوز بهدفين مقابل هدف مما خلص المصريين من مواجهة عقدة شمال الإفريقي مجدداً. وعلى ما يبدو أن خروج أوائل المجموعات على أيدي المنتخبات التي احتلت المراكز الثانية في المجموعات المقابلة كان سمة هذه البطولة، فبعد ان أخرج الفراعنة الأفيال، وأطاح الأولاد بأسود الأطلسي، اقتنصت كل من الكونجو الديمقراطية وبوركينا فاسو بطاقتي التأهل لربع النهائي من الكاميرون وتونس على الترتيب. الثعلب والعميد رغم تصريحات الجوهري المحبطة في القاهرة نجحت النتائج المصرية في رفع آمال الجماهير، ليحلموا باللقب من جديد. في الدور قبل النهائي قابلت مصر أصحاب الأرض، الذين استقبلت شباكهم هدفين من توقيع العميد الذي رفع رصيده إلى سبعة أهداف، ومن صناعة الثعلب الصغير حازم إمام ليكونا أحد أفضل الثنائيات في تاريخ الكرة مصر. أما جنوب أفريقيا فقد احتاجت لوقت إضافي للفوز على الكونجو الديمقراطية بنتيجة 2-1، وسجل هدفي الأولاد في هذا اللقاء الهداف الشاب بيني ماكارثي الذي رفع رصيده إلى سبعة أهداف أيضاً متساوياً مع حسن. وفي النهائي لم يحتج أحمد حسن إلى أكثر من أربع دقائق ليفاجيء الجميع بتصويبة رائعة من على حدود منطقة الجزاء بعد شق طريقه بنجاح من منتصف الملعب، وغيرت كرته اتجاهها في الهواء لتستقر في شباك برايان بالوي حارس الأولاد وتعطي التقدم للمنتخب المصري، وبعدها بثماني دقائق تمكن طارق مصطفي من إنهاء جملة تكتيكية رائعة في شباك بالوي معززاً الموقف المصري. الهدفان المبكران أثر