دخلت أندية الدوري الإنجليزي هذا الصيف سباقا مجنونا لإنفاق 361 مليون دولار على صفقات الموسم الجديد الذي ينطلق يوم السبت ، وكالعادة كان تشيلسي حامل اللقب الأكثر بذخا وأرسنال الأشد تقطيرا ، بينما واصل مانشستر يونايتد الإنفاق بسذاجة واستمر ليفربول في عقد الصفقات الرابحة. ومن الطبيعي أن يأتي تشيلسي بطل النسختين الأخيرتين من دوري إنجلترا على رأس قائمة الأندية في جدول الإنفاق على الصفقات الجديدة في ظل ملكيته للملياردير الروسي رومان أبراموفيتش الذي ساهمت أمواله في توفير خمس لاعبين للمدرب جوزيه مورينيو بلغت قيمتهم 96 مليون دولار وعلى رأسهم الهداف الأوكراني أندريه شيفتشينكو والمهاجمين الإيفواري سالومون كالو والنيجيري جون أوبي ميكيل والألماني مايكل بالاك والحارس البرتغالي هيلاريو ، والمثير أن الأخيرين انضما إلى "الزرق" دون مقابل. وفي المقابل استغنى تشيلسي عن 14 لاعبا دفعة واحدة من بينهم إيدور جوديونسن وداميان داف وأسيير ديل أورنو وجلين جونسون وجميعهم كانوا من الصفقات الكبيرة التي جاءت مع بداية عهد إبراموفيتش وكان رحيلهم أمرا ضروريا في ظل اكتظاظ الفريق بالنجوم. ولا يوجد ما يدل على سيطرة تشيلسي أكثر من كونه استحوذ على 26% من إجمالي الإنفاق الصيفي في إنجلترا بل ويتجاوز قيمة ما أنفقه ما أنفقه 13 فريقا في الدوري الإنجليزي مجتمعين. وبالرغم من ذلك يرى البعض أن تراجع عدد لاعبي تشيلسي إلى 20 لاعبا وتزايد النجوم سيحول الفريق إلى ريال مدريد ويكون مقدمة لإنهياره تحت تأثير الإصابات وهو ما بدا قريبا للصحة في مباراة "الزرق" ضد ليفربول في كأس الدرع الخيرية والتي خسروها بنتيجة 2-1. وعلى النقيض من تشيلسي كان جاره اللندني أرسنال الأكثر تحفظا بين فرق القمة فلم ينفق أكثر من 10،5 مليون دولار لشراء التشيكي توماس روزيسكي من بروسيا دورتموند الألماني وهي صفقة رابحة بكل المقاييس ، وكان للأزمة المالية في النادي الألماني دورها في بيع اللاعب بسعر يقل عن قيمته الحقيقية ، بينما استغنى "المدفعجية" عن لاعبيهم المخضرمين روبرت بيريس وسول كامبل واعتزل دينيس بيركامب.
كاريك أبرز صفقات مانشستر يونايتد ويحق للفرنسي تييري هنري قائد أرسنال أن يبدي استيائه من موافقة ناديه على بيع زميله أشلي كول إلى تشيلسي وهي الصفقة التي تعثرت بسبب رغبة المدفعجية في الحصول على سعر لا يناسب الزرق والدخول في مفاوضات أخرى مع ريال مدريد لبيع المهاجم خوسيه أنطونيو رييس. أرسنال يستهل مشواره على ملعب "طيران الإمارات" بسعة 60 الف متفرج بعد إحالة هايبري للتقاعد ، وهو حلم طال انتظاره بواسطة إدارة المدفعجية لتزيد إيرادات النادي من حصيلة بيع تذاكر مبارياته كما تفعل أندية أوروبا الكبرى ، لكن هذا لم يقنع الإدارة بزيادة الإنفاق خاصة أن المدير الفني أرسين فينجر جعل من الفريق قبلة للناشئين من كل أنحاء العالم لقدرته على كشف مواهبهم وتنميتها. أما مانشستر يونايتد الباحث عن لقب الدوري منذ ثلاث سنوات فقد احتل المركز الرابع بين الأندية الأكثر إنفاقا وذلك بشراء مايكل كاريك من توتنام مقابل 33 مليون دولار وهي الصفقة التي اعتبرها الكثيرون مبالغا في قيمتها خاصة أن فريقا مثل ليفربول أنفق ذات المبلغ لشراء خمس لاعبين وهو ما يعكس معاناة الشياطين الحمر من مغالاة الأندية الأخرى في أسعار لاعبيها عندما يكون يونايتد طرفا في أي صفقة. ولكن من المتوقع أن يقفز مانشستر في أي لحظة إلى المركز الثاني في قائمة الإنفاق هذا الشهر في حال إكمال صفقة التعاقد مع أوين هارجريفيز من بايرن ميونيخ والتي ذكرت التقارير أن مقابلها قد يكسر حاجز الخمسين مليون دولار ، أو ربما يتم التعاقد مع ماركوس سينا لاعب فياريال ، وكل ذلك لشغل الفراغ الذي خلفه رحيل روي كين قائد الشياطين الحمر السابق. وفي الوقت ذاته تجاهل أليكس فيرجسون رحيل مهاجمه رود فان نيستلروي وهو ما قد يضع الفريق في أزمة تهديفية في حال إصابة نجمه واين روني أو تراجع مستوى لويس ساها وضم الحارس توماس كوزاك من وست هام على سبيل الإعارة. التخبط في الصفقات يعكس خروج الأمور عن سيطرة فيرجسون منذ عدة سنوات وهو ما قد يثير إزعاج مجلس الإدارة خاصة أنه منذ تولى المليونير الأمريكي مالكوم جليزر مقاليد السلطة وعائدات النادي في تراجع مستمر ومن بينها خسارة عقد الرعاية بواسطة "فودافون" العالمية وذهابه إلى "إيه.أي.جي" للتأمين ، كما أن خسارة الأموال الناتجة عن الفوز بالبطولات لن يشفع له زيادة سعة ملعب أولد ترافورد إلى 75 الف متفرج كما تخطط الإدارة. أما رافائيل بنيتيث مدرب ليفربول فيستحق لقب "التاجر ال