قد يتم تصنيف النسخة السابقة من الدوري الممتاز على إنها الأكثر إثارة للملل في تاريخ البطولة بعد ابتعاد الأهلي بالصدارة من البداية للنهاية ، لكن المؤكد أن النسخة الجديدة من المسابقة التي تنطلق يوم الخميس لن تخلو من الإثارة على الاطلاق. أحوال أهل القمة - الأهلي والزمالك - لم تشهد تغيرات كبيرة إذ أن الأول مازال يعيش أزهى فترات تاريخه الكروي المحلي والأفريقي ، ويبقى الثاني غارقا في مشاكله التي لا تنتهي ، بداية من أزماته المالية وتعاقداته الجديدة التي تشهد عثرات غريبة إلى مشاكله الإدارية التي تدحض دائما أي جهود لتوحيد الصف داخل الفريق الكروي. وقد يواجه الفريق الأحمر مقاومة شرسة في رحلة دفاعه عن لقبه الذي أحرزه الموسمين الماضيين من أندية أخرى تختلف عن غريمه التقليدي ، يأتي الإسماعيلي وإنبي على رأسها ليكونا مع الزمالك الثلاثي المؤهل لإسقاط الأهلي من فوق العرش . "الدراويش" بإدارته الجديدة التي يرأسها رجل الأعمال يحيى الكومي دعمت صفوف الفريق بعدد من اللاعبين المميزين خلال فترة الانتقالات ، ليتم رأب الصدع الذي حدث في صفوف الإسماعيلي بعد فوزه بالدوري الممتاز قبل أربعة أعوام. الإسماعيلي ضم سبعة لاعبين جدد أبرزهم حسني عبد ربه نجم منتخب مصر الذي عاد ل"الدراويش" بعد رحلة قصيرة بين صفوف ستراسبورج الفرنسي ، ومحمد فضل وهاني سعيد من المصري ، ومحمد عبد الواحد من الزمالك ، وحارس المرمى الأردني عامر شفيع ، وعمرو سمير وصلاح أمين من القناة ، وشريف الدسوقي من البلدية. كما قام النادي بتجديد تعاقد نجمه الأهم أحمد فتحي لمدة ثلاث سنوات ، بالاضافة إلى وجود كتيبة قوية من اللاعبين القدامى أمثال سيد معوض ومحمد سليمان "حمص" وعمر جمال ومحمد محسن أبو جريشة والمخضرم محمد صلاح أبو جريشة ، إلى جانب بعض الشباب الموهوبين من عينة عبد الله السعيد وعبد الله الشحات. ولم يكتف الإسماعيلي بتدعيم صفوفه على مستوى اللاعبين ، لكنه تعاقد أيضا مع الهولندي مارك فوتا كمدير فني ، وهو أحد المدربين البارزين على مستوى أوروبا لسابق قيادته لمنتخب هولندا للشباب ، كما يتمتع بمهارات إدارية بجانب قدراته التدريبية إثر توليه إدارة الرياضة في نادي فيينورد الهولندي لمدة تعدت العامين. ولن يكون الإسماعيلي فقط هو أبرز المنافسين لقطبي الكرة المصرية على لقب الدوري في الموسم الجديد ، لكن إنبي يبرز كمنافس قوي لاسيما بعد قيامه بتغيير جلده عقب نهاية الموسم الماضي ، فاستغنى عن خدمات طه بصري مديره الفني السابق الذي قاد الفريق لست سنوات وعين جهاز فني جديد يرأسه الألماني راينر تسوبيل - صاحب تجربة ناجحة سابقة مع الأهلي في نهاية التسعينات - ومعه هاني رمزي الذي يخوض أولى تجاربه التدريبية بعد حصوله على شهادات رفيعة المستوى في ألمانيا تؤهله للتدريب في الدوري الألماني (البوندزليجا).
عمرو الصفتي أبرز صفقات الزمالك تعاقد إنبي مع 11 لاعبا جديدا أبرزهم ثنائي غزل المحلة رضا متولي وأحمد المحمدي ، ونجم الاتحاد السكندري إبراهيم الشايب ، ولاعبي المصري صلاح أمين "مارادونا" وعبد الله رجب ، ومدافع الزمالك فرج شلبي ، والموزمبيقي سيلسو هاليلو دي أبدول "مانو" الذي أبلى بلاء حسنا مع فريق الجونة في الدرجة الثانية. ويسعى إنبي إلى المنافسة الجادة على اللقب في الموسم الجديد بعدما دأب على احتلال أحد المركزين الثاتي أو الثالث خلال المواسم الأخيرة. ولم يقف الأهلي عند حدود تفوقه الواضح على جميع منافسيه محلياً وأفريقياً في الموسمين الماضيين ، فقام هو الآخر بضم عدد من اللاعبين الجدد أمثال ثنائي الزمالك طارق السعيد ومحمد صديق ، ورامي ربيع وطارق سعد من الشرقية للدخان ، وأحمد صديق من أسمنت أسيوط ، والأخير قدم صورة رائعة للجمهور الأحمر في أولى مشاركاته الأساسية أمام شبيبة القبائل الجزائري في دوري أبطال أفريقيا السبت الماضي. ويبرز الأهلي - كالعادة - في مقدمة المرشحين لنيل لقب الدوري الممتاز للمرة الثالثة على التوالي ، على الرغم من إمكانية تأثره سلبا بغياب نحو نصف قوام فريقه الأساسي ونجومه الكبار محمد بركات ومحمد أبو تريكة وعماد النحاس وأحمد السيد عن الأسابيع الأولى للمسابقة بسبب إصابات طويلة الأمد. أما في ميت عقبة معقل الزمالك ، يأمل أنصار "القلعة البيضاء" ألا يكون فريقهم لقمة سائغة للفريق الأحمر مثلما حدث في الموسمين السابقين ، لاسيما في الموسم الماضي الكارثي الذي تلقى فيه الفريق أربعة هزائم مذلة من الغريم اللدود من أصل خمسة لقاءات جمعت بينهما في الدوري وكأس مصر ودوري أبطال أفريقيا. ويأمل مشجعو الزمالك في محو فريقهم لآثار الأداء الهزيل في الموسم الماضي ، الذي تخلله هزيمة فاجعة من حرس الحدود بخمسة أهداف نظيفة في الدور الأول. لكن عدم الاستقرار على المس