تكلم الكثير من الخبراء والنقاد والمحللون عن مستوى منتخب مصر الفني في مباراتها أمام ليبيا ، وتحدثوا عن الخطة والتشكيل وطريقة اللعب ، ولكن للأسف لم يتحدث أي منهم عن موضوع مهم للغاية ، وهو الالتزام الأخلاقي للاعبين أثناء المباريات. وما أقصده بالالتزام الأخلاقي هنا هو اللعب بطريقة عنيفة أو ساذجة من بعض اللاعبين مما يتسبب ذلك في حصولهم على بطاقات صفراء أو حمراء ، ويتسبب بعد ذلك في إيقاف بعض منهم في مباريات مهمة نحتاج فيها إلى جميع اللاعبين ، وغياب لاعب واحد فقط قد يؤثر على شكل وأداء الفريق بالسلب ، خاصة في ظل النقص العددي في صفوف المنتخب المصري بسبب لعنة الاصابات التي تطاردنا في الفترة الأخيرة. وبالطبع ، سأبدأ بنجم الانذارات الأول في مصر وأفريقيا والعالم العربي وهو محمد شوقي ، وشوقي يعد من أكثر لاعبي العالم حصولا على إنذارات وطرود في عام 2005 ، سواء مع الأهلي في مباريات الدوري أو في بطولة أفريقيا للأندية ، أو مع منتخب مصر في مباريات تصفيات كأس العالم والمباريات الودية ، فشوقي نادرا ما يخرج من المباراة دون أن يحصل على بطاقة صفراء ، ودائما يلعب مباراتين ثم يغيب الثالثة للإيقاف .. وهكذا. شوقي رغم عدم حصوله على إنذار في مباراة مصر وليبيا ، فإنه تسبب في حصول لاعب خلوق هو محمد أبو تريكة على إنذار بعدما ضرب شوقي أحد لاعبي ليبيا "بالكوع" في وجهه وبدون كرة ثم جرى بعيدا عن موقع الأحداث ، ولأن الحكم كان "على قده" فقد أنذر أقرب لاعب مصري للعبة ، وكان بالصدفة هو أبو تريكة الذي تلقي الانذار وهو يبتسم ويقول بداخله "منك لله يا شوقي"! اللعبة لم تكن تستحق إنذارا فقط ، بل كانت تستوجب بطاقة حمراء لو رآها الحكم ، وكان ذلك سيتسبب في إيقاف شوقي مباراتين أو حتى إيقاف أبو تريكة "الغلبان". وإذا كان شوقي يبرر حصوله على انذارات كثيرة باللعب الرجولي الخشن في منتصف الملعب عندما يتداخل مع لاعب من الخصوم بخشونة ، إلا أنه من غير المقبول أبدا أن يتعدى على لاعب بالضرب بدون كرة خاصة وأنها كانت مباراة سهلة وغير عصبية وكنا متقدمين بهدفين نظيفين ، وإيقاف شوقي في أي مباراة في البطولة سيتسبب في مشكلة كبيرة لمصر خاصة بعد غياب حسني عبد ربه ، ولا يمكن بأي حال أن نعتمد على الصاعد معتز إينو في هذا المعترك الرهيب.
"وغياب لاعب واحد فقط قد يؤثر على شكل وأداء الفريق بالسلب ، خاصة في ظل النقص العددي في صفوف المنتخب المصري بسبب لعنة الاصابات التي تطاردنا في الفترة الأخيرة". اللاعب الآخر الذي أدى مباراة ليبيا بخشونة زائدة كان وائل جمعة ، وقد ارتكب جمعة خطأ ساذجا عندما تقدم من الحائط البشري لمصر في لعبة ثابتة للمنتخب الليبي ، وفعلها بسذاجة غريبة ، حتى أنه جرى بسرعة رهيبة ووصل للكرة قبل أن يصل إليها اللاعب الليبي الذي كان من المفترض أن يسددها ، وتسببت هذه اللعبة في تلقي جمعة إنذارا "ما لوش لزمة" ، ورغم حصول جمعة على إنذار ، فإنه استكمل المباراة بخشونة كبيرة وتداخل بعنف مع لاعبي ليبيا في كل الكرات المشتركة ، وكان يستحق بطاقة صفراء أخرى في أكثر من كرة وبالتالي يتعرض للطرد ، إلا أن الحكم كان رحيما به وبنا ، وربما "عمل حساب" للجمهور المصري في المدرجات ، وبالطبع فإن غياب جمعة في أي مباراة سيسبب مشكلة كبيرة لدفاع منتخب مصر الذي يعاني نقصا عدديا رهيبا ، والعملية مش ناقصة. أخيرا جاء الانذار الثالث للمنتخب المصري بسذاجة بالغة من محمد عبد الوهاب ، الذي جائته كرة عالية لم يستطع الوصول اليها برأسه ، فقفز عليها عاليا وأوقفها بيده بغرابة وسط ذهول الجميع , وبدا وكأنه يشارك في دورة رمضانية في مركز شباب سراي القبة وليس في بطولة قارية دولية! ولعل ظاهرة الحصول على بطاقات ملونة أصبحت عادة للاعب المصري ، وتؤثر على صورته خارجيا ، وأقرب مثال لذلك اللاعب أحمد أبو مسلم الذي صارع كثيرا منذ أكثر من ثلاث سنوات لخوض تجربة الاحتراف ، وبعد احترافه في ستراسبورج الفرنسي وفي أول مباراة يخوضها مع الفريق أمس ارتكب "فاول" عنيفا مع أحد لاعبي بوردو ليحصل على بطاقة حمراء مباشرة في الدقيقة 40 من الشوط الأول ، ويتسبب في هزيمة فريقه 1-2 بسبب النقص العددي ، ويتعرض للايقاف في مباراتين! والغريب أن ما فعله أبو مسلم فعله من قبل حسني عبد ربه مع نفس الفريق ستراسبورج وتعرض للطرد أيضا في أول مباراة له مع فريقه أمام باريس سان جيرمان ، وتسبب أيضا في هزيمة فريقه وتم إيقافه مباراتين ، ليرسم عبد ربه وأبو مسلم صورتين سيئتين للاعب المصري في الملاعب الأوروبية. وفي هذا الموسم أيضا ، ورغم تألق ميدو الشديد مع توتنهام ، فإنه تعرض للطرد "من غير لزمة" في مباراة توتنهام مع تشيلسي ، بعدما ضرب الإسباني ديل أورنو لاعب تشيلسي في كرة مشتركة ، وتسبب ذلك في إيقافه ثلاث مباريات مما أثر عليه كثيرا في ترتيب هدافي الدوري الانجليزي. وفي تركيا ، كرر أيمن عبد العزيز ما فعله في مباراة الأهلي والزمالك الشهيرة التي ألغيت بعد