المكان هو الساحل الجنوبي لإنجلترا، الزمان هو يناير عام 1997، تعرض نادي بورنموث الذي أنشيء عام 1899 لأزمة مالية بعدما أفلس، لكن نجح مشجعو النادي ولاعبوه استطاعوا إنقاذه بعد التبرع بالأموال في "حصالات". ولكن بعد 11 سنة أخرى أي في عام 2008 تعرض بورنموث لأزمة مالية أخرى أشد من نظيرتها الأولى، وكان النادي في طريقه للنسيان بسبب عدم قدرته على دفع رواتب اللاعبين، وعدم وجود أي موارد، وارتفاع ديونه إلى 4 مليون جنيه إسترليني. بداية الإنقاذ "عقدت مؤتمرا صحفيا الساعة 12 لأعلن عن تصفية بورنموث، لكن بعد خمس دقائق فقط جاء إلي رئيس النادي جيف موستين ونجح في ضخ بعض الأموال لينقذه من الدخول في طي النسيان" هكذا تحدث جيرلد كراسنر لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أحد مسؤولي شركة باترفيلد التي تتولى مهمة إنقاذ أي مؤسسة من الإفلاس. وكان كراسنر قد تم تعيينه في عام 2008 لإنقاذ بورنموث من الإفلاس، ويقول عن تلك اللحظات"في تلك الأيام المظلمة لم أكن أتوقع أن أراهم في الدوري الإنجليزي الممتاز أبدا"، وذلك بعد صعود بورنموث لأشهر دوري في العالم للمرة الأولى في تاريخهم. وعلى الرغم من إنقاذ بورنموث من الإفلاس، إلا أن الاتحاد الإنجليزي خصم منه 10 نقاط ليهبط من دوري الدرجة الثانية إلى الدرجة الثالثة مع نهاية موسم 2008-2007. ولكن المصائب لم تتوقف عند ذلك الحد، بل أنهم سوف يبدأون مشوارهم في الدرجة الرابعة بخصم 17 نقطة بسبب تلك الأزمة المالية. 10 دقائق تنقذهم من الهبوط وخلال موسم 2009-2008 لم تكن الأمور تسير على ما يرام مع بورنموث في الدرجة الثالثة، حيث كان الفريق مهددا بالهبوط والخروج من مسابقات المحترفين والانتقال إلى دوري المقاطعات الوطنية. وفي ديسمبر من عام 2008 قررت إدارة النادي إقالة المدير الفني آنذاك جيمي كوين لسوء النتائج والتعاقد مع لاعب الفريق السابق إيدي هوي. هوي نجح في قيادة الفريق لتحقيق الانتصار تلو الآخر، واحتاج الفريق في آخر مباراة للفوز، وبالفعل قبل 10 دقائق على نهاية المباراة، سجل أسطورة النادي ستيف فليتشر هدف الانتصار والإنقاذ من الهبوط مجددا. إيدي هوي صانع المعجزات تولى إيدي هوي مسؤولية بورنموث وهو يعاني من خصم النقاط وبداية تعافيه من الأزمات المالية التي كادت أن تجعله يدخل طي النسيان، لكنه حوله في ست سنوات إلى فريق يشارك في الدوري الإنجليزي الذي يشاهده ما يقرب من 4 مليار شخص حول العالم. في عامه الأول مع النادي الملقب بالكرز نجح هوي في قيادة الفريق للتأهل مباشرة للدرجة الثانية، ولكنه في الموسم التالي لم يستطع التأهل للدرجة الأولى بعدما تعرض للهزيمة في مباريات الملحق. وبعد منتصف موسم 2012-2011 رحل إيدي هوي صوب بيرنلي، تاركا بورنموث الذي أنهى ذلك الموسم في المركز الحادي عشر ويفشل في التأهل للدرجة الأولى. ولكن في أكتوبر من عام 2012 عاد هوي مجددا إلى بورنموث، ليقوده للتأهل مباشرة للدرجة الأولى، وفصله عن الوصول لتصفيات الملحلق للتأهل للدوري الإنجليزي الممتاز ست نقاط فقط. وعلى الرغم من عدم التأهل للدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أن بقائهم في الدرجة الأولى يعد هو أبرز إنجازات بورنموث طوال تاريخه. ولكن في موسم 2015-2014، استطاع إيدي هوي قيادة الفريق نحو التأهل مباشرة للدوري الإنجليزي للمرة الأولى في تاريخه منذ إنشائه عام 1899. ومن ضمن أرقام الفريق القياسية خلال الموسم الجاري هو سحقه لبيرمنجام بثمانية أهداف دون رد على ملعب الأخير، كما أنهم أصحاب أقوى خط هجوم، وأصحاب أكبر عدد من مرات الفوز خارج ملعبهم.