يترقب المهاجم الإسباني فرناندو توريس العودة لنادي أتليتكو مدريد، الذي يرجع له الفضل في صناعة نجومية "النينيو"، على أمل استعادة بريقه كهداف استثنائي كما كان مع ليفربول الإنجليزي، قبل أن يتدهور به الحال بشكل غريب مع تشيلسي، بينما فشل في النهوض من كبوته مع ميلان الإيطالي. شاهد ايضا * بالفيديو - فياريال يسقط أتلتيكو مدريد بهدف قاتل * أتلتيكو مدريد.. ثائر ضد النظام في 2014 * أتليتكو مدريد يرحب بعودة توريس وتشير التقارير الصحفية الى أن توريس قاب قوسين من العودة لأتليتكو الشهر المقبل في صفقة تبادلية تنص على انتقال المهاجم الإيطالي إليسيو تشيرشي إلى ميلان. جمهور الأتلتي يشتاق الى أيام توريس، الذي غادر في 2007، ويرحب بعودته رغم الهبوط غير المفهوم لمستواه خلال السنوات الأخيرة، لكن توريس نفسه هو الأكثر سعادة وشغفا بالعودة، ممنيا النفس بالقضاء على اللعنة التي أصابته منذ ترك ليفربول. الحنين إلى الديار وذكريات الماضي شعور يلتصق بكل مغترب، وفي عالم كرة القدم تعددت حالات عودة النجوم إلى فرقهم القديمة بعد تعثر مسيرتهم وافتقاد الدعم في الخارج، لكن العودة لا تكون ناجحة بالضرورة في جميع الأحيان، بل في الغالب تكون عودة شرفية. وقد يفسر البعض إقدام الأتلتي على إعادة توريس بأنه نوع من العرفان بالجميل، أو مساعدة معنوية بمنحه فرصة ختام مشواره بشكل شرفي، أكثر من انتظار أن يؤدي دورا فعالا ومؤثرا مع بطل الليجا الموسم الماضي. ويسرد Filgoal.com بعض حالات عودة النجوم إلى الديار سواء الناجحة أو الشرفية: سيميوني فتح المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني أبواب العودة أمام توريس إلى أتليتكو، حيث يتذكر جيدا كيف كان الاستقبال مهيبا وحماسيا حين عاد كلاعب للفريق المدريدي في 2003 وحمل شارة القيادة في وجود توريس نفسه كزميل، وذلك بعد 6 أعوام من مغادرة قلعة الروخيبلانكوس. ترك سيميوني أتليتكو وهو متوج بالليجا وكأس الملك بموسم 1995-1996 التاريخي، ليحزم حقائبه إلى إيطاليا، ويظفر بالويفا كاب مع إنتر ميلانو، ثم الكالتشو وكأس وسوبر إيطاليا وسوبر أوروبا مع لاتسيو، ليرحب بالعودة لأتليتكو لمدة موسمين (2003-2005) لكنه لم يحقق نجاحا كبيرا مقارنة بفترته الأولى، ليعود إلى الأرجنتين. كاكا وصل النجم البرازيلي ريكاردو كاكا إلى ريال مدريد الإسباني في 2009 بعد عام واحد من تتويجه بالكرة الذهبية لقيادة ميلان الإيطالي للقب دوري أبطال أوروبا، وكان أول صفقة باهظة يبرمها فلورنتينو بيريز في حقبة ال"جالاكتيكوس" الثانية، لكن مرت السنوات دون أن يترك "القديس" بصمة إيجابية في النادي الملكي، إما بسبب إصاباته المتعددة، أو لعدم اقتناع المدرب البرتغالي السابق جوزيه مورينيو بمستواه. في 2013 احتفل جمهور ميلان بعودة معشوقهم البرازيلي لألوان الروسونيري، لكنه لم يعد كاكا القديم، وميلان لم يعد ميلان العظيم، فكانت عودته شرفية دون أن يقود الفريق اللومباردي للنهوض من كبوته، ورحل بعد موسم واحد إلى ساو باولو، ولاحقا سينضم لأورلاندو سيتي الأمريكي. هنري الأسطورة الفرنسي تييري هنري، المعتزل قبل أيام، صانع أمجاد أرسنال الإنجليزي وهدافه التاريخي، ترك عشاق الفريق اللندني يتحسرون على أيامه منذ الرحيل إلى برشلونة في 2007 من أجل إضافة لقب دوري أبطال أوروبا إلى سيرته الذاتية بجانب جميع الألقاب المحلية الإسبانية. ومع انتقاله إلى نيويورك ريد بولز الأمريكي استغل هنري عطلة توقف الموسم بالولاياتالمتحدة ليعود إلى بيته، ويمثل أرسنال لمدة شهرين في أجواء رومانسية ونوستالجيا، خاصة أنه سجل هدفا بعد دقائق من نزوله كبديل أمام ليدز يونايتد في مشاركته الأولى، وإجمالا سجل 3 أهداف خلال 7 مباريات قبل أن يستدعيه ريد بول. مارادونا انطلقت موهبة الأسطورة الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا من بوكا جونيورز، ورحل عنه في 1982 لتنصبه جماهير نابولي الإيطالي إلها لكرة القدم بعد أن قاد الفريق المغمور آنذاك للفوز بالدوري مرتين وببطولة أوروبا أبطال الكؤوس عقب الظفر بكأس إيطاليا. ومر مارادونا بإسبانيا قبل وبعد نابولي خلال تجربتين قصيرتين مع برشلونة وإشبيلية، لكن اشتياقه لبوكا جونيورز أجبره على العودة واختتام حياته الكروية بالقميص الأزرق في لابومبونيرا خلال الفترة بين 1995 و1998، إلا أن العودة كانت تكريمية، إذ شارك في عدد ضئيل من المباريات وسجل 7 أهداف فقط. فيرون النجم الأرجنتيني الآخر خوان سباستيان فيرون برزت موهبته مع إستوديانتس الذي تركه في 1996 ليحقق نجاحات مذهلة في إيطاليا مع بارما ولاتسيو، ثم انتقل بصفقة قياسية إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي، لكنه خيب الآمال كليا، وعجز عن استعادة توهجه مع تشيلسي والإنتر. اضطر فيرون للعودة الى استوديانتس في 2006 ، وقاد الفريق للتتويج بالدوري مرتين وبلقب ليبرتادوريس القاري في 2009 ، كانت عودة ناجحة بكل المقاييس، وحاليا يتولى رئاسة النادي نفسه. كرويف الأسطورة الهولندي يوهان كرويف ترك أياكس في 1973 بعد سجل حافل بالإنجازات، أبرزها دوري أبطال أوروبا 3 مرات متتالية ولقب الدوري 6 مرات، ليتوجه إلى إسبانيا منضما إلى برشلونة الذي حصد معه الليجا وكأس الملك. وبعد تجارب متواضعة في الولاياتالمتحدة والمكسيك وليفانتي الإسباني، عاد كرويف إلى أياكس في 1981 ليفوز بالدوري مرتين جديدتين وبالكأس مع تسجيل 20 هدفا تقريبا خلال موسمين، ثم فاجأ الجميع بالانضمام للغريم فينورد، وفاز معه بالدوري والكأس أيضا قبل الاعتزال. دروجبا أسطورة كوت ديفوار والقارة الأفريقية ديدييه دروجبا معشوق جماهير تشيلسي الإنجليزي والعضو البارز بجيله الذهبي بجانب لامبارد وجون تيري وتشيك، منح البلوز أول لقب في تاريخهم بدوري أبطال أوروبا في 2012، ووجد في ذلك الإنجاز أفضل ختام لمشواره مع أسود غرب لندن، بخلاف الكثير من الألقاب المحلية ونحو 160 هدفا. رحل "الفيل" إلى شنجهاي الصيني ثم إلى جالاتا سراي التركي في تجربتين ربحيتين، لكن حين استدعاه جوزيه مورينيو للعودة في 2014 لبى النداء على الفور رغم أنه لم يعد مهاجم تشيلسي الأول في وجود دييجو كوستا الإسباني، لكنه تحمل المسؤولية باقتدار حين أصيب الأخير، وصنع الفارق دوما بمشاركته، إذ سجل 6 أهداف حتى الآن.