أصبح امتلاك المال الوفير معيارا لقوة الأندية، وضمانا وحيدا للتتويج بكبرى البطولات في عالم كرة القدم خلال السنوات الاخيرة، ففي ظل الأزمة المالية الطاحنة التي تضرب عديد من دول أوروبا، بات من الصعب الاحتفاظ بالمواهب، وتجردت كثير من الأندية من نجومها لصالح المنافسين الأثرياء. أندية لا تملك تاريخا كبيرا في أزمنة سابقة مثل تشيلسي ومانشستر سيتي في إنجلترا وباريس سان جيرمان في فرنسا أصبحت مطمعا لكبار نجوم الساحرة المستديرة بسبب تمتعها بالثراء المادي، وهو ما مهد لتلك الأندية الطريق للتتويج بالبطولات. حتى وإن لم تربح البطولات، فإن أندية بفضل المال عادت لساحة المنافسة مثل موناكو، أو حولت فرقها المغمورة الى فرق مكافحة تتسبب بالحرج للفرق الكبرى، مثل مالاجا الإسباني قبل موسمين. على النقيض اندثرت أندية أخرى كانت تحتل القمة لسنوات محليا وقاريا بسبب هروب نجومها ومعاناتها من تراكم الضرائب مثل ميلان وبارما الإيطاليين وفالنسيا في إسبانيا، أو لتغير سياستها بالاعتماد على المواهب الصاعدة لعجزها عن الإنفاق بذخ مثل أياكس الهولندي أو أرسنال الإنجليزي. وبالنظر الى حالة فالنسيا، فإن عملاق الليجا السابق في طريقه للنهوض من سباته بعد أن تولى رئاسته الملياردير السنغافوري بيتر ليم، حيث تعهد بسداد أكبر قدر من ديون النادي، والتعاقد مع لاعبين متميزين قادرين على إعادة "الخفافيش" الى القمة مجددا. وعانى فالنسيا من أزمة اقتصادية ضخمة جعلته يفرط في أبرز نجومه امثال ديفيد بيا وديفيد سيلفا وخوان ماتا وروبرتو سولدادو، كما اهتزت مكانته بعد أن كان ضمن صفوة أندية إسبانيا وأوروبا منذ مطلع الألفية الجديدة. كان الفريق البرتقالي بطلا للدوري الإسباني موسمي 2001-2002 و2003-2004 في عز سطوة القطبين ريال مدريد وبرشلونة، وبطلا لكأس الملك في 1999 و2008. وعلى الصعيد الأوروبي بلغ نهائي دوري أبطال أوروبا نسختين متتاليتين في 2000 و2001 لكنه خسر امام مواطنه ريال مدريد وبايرن ميونخ الألماني، وتوج بكأس الاتحاد الأوروبي في 2004 والسوبر الأوروبي في نفس العام، قبل أن تعصف به الأزمة. وارتضى فالنسيا في السنوات الماضية بحجز المركز الثالث في الليجا خلف الريال أو البرسا، والمشاركة الشرفية في دوري أبطال أوروبا، لكنه أنهى الموسم الماضي بشكل مخيب في المركز الثامن وابتعد عن المشاركة الأوروبية. وبدأ بيتر ليم حملة إحياء المارد من المصباح من خلال موسم انتقالات صيفي ناجح، كان أبرز ملامحه التعاقد مع المهاجم الإسباني المتميز الفارو نجريدو من مانشستر سيتي الإنجليزي. روماريو واستبشرت جماهير فالنسيا خيرا بقدوم نجريدو، حيث امتلأ ملعب الميستايا بأكثر من 15 الف مشجع للاحتفاء بالصفقة الجديدة، في مشهد احتفالي لم يتكرر منذ تقديم الأسطورة البرازيلي روماريو عام 1996. وأجرت صحيفة (ماركا) الشهيرة استطلاعا للرأي بين القراء لاختيار أفضل ناد حقق صفقات خلال موسم انتقالات الصيف، فجاء فالنسيا على الصدارة، رغم التعاقدات المدوية التي أجراها ريال مدريد وأتلتيكو وبرشلونة. وتعاقد النادي الفالنسي مع كتيبة لاعبين أنفق من أجلهم 18 مليون يورو فقط: نجريدو وزوكوليني (مان سيتي)، شكودران مصطافي (سامبدوريا)رودريجو، أندري جوميز، كانسيلو (بنفيكا)، دي باول (راسينج)، كارليس جيل (إلتشي)، جويل (سلتا فيجو)، أوربان (بوردو)، فيليبي أوجوستو (ريو أفي). ركز النادي الإسباني في تعاقداته الصيفية على مجموعة من المواهب الصاعدة، مع وجود نجم بارز لقيادتهم مثل نجريدو، بخلاف النجوم الحاليين أمثال باكو الكاسير وداني باريخو والجزائري سفيان فيغولي. ويكمن الهدف الأساسي لفالنسيا هذا الموسم هو العودة للتأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، ما سيشجع نجوما آخرين على الالتحاق بالفريق الصيف المقبل.