يعد حسام وإبراهيم حسن بحق من "معجزات" الكرة المصرية ، فبالرغم من تجاوز عمرهما الثامنة والثلاثين عاما ، فإن الفرق الكبيرة في مصر وخارجها ما زالت تسعى للتعاقد معهما حتى الآن. صحيح أن لاعبين عالميين كثيرين ما زالوا في الملاعب حتى هذه السن ، ولكنهم يلعبون في أندية مغمورة أو أندية هواة ، على عكس التوأم ، اللذين لم يصلا حتى الآن إلى هذه المرحلة ، بل ما زالا يلعبان في أندية القمة ، وهو ما جعل الكثير من الصحفيين حتى يمتنع عن توجيه السؤال التقليدي إليهما عن الوقت المناسب لقرار الاعتزال ، وذلك طالما أنهما ما زالا على الأقل حتى الآن لم يدخلا مرحلة الانتقال إلى أي من أندية المعاشات ، بل ما زالا على القمة! والغريب أنه كلما انتقل التوأم إلى أي ناد ، يظن الكثيرون أنهما سينهيان مشوارهما في هذا النادي ، وأن التعاقد معهما ما هو إلا نوع من التكريم لهما ، أو لرغبة بعض الأندية في جذب الجمهور إلى حضور المباريات لمشاهدة النجمين الكبيرين ، إلا أنه ما إن تبدأ المباريات ونجد التوأم وقد رفعا هذا الفريق على أكتافهما وقاداه إلى تحقيق نتائج وانتصارات ، وكأنهما يريدان إثبات أن وجودهما في الملاعب ما زال وجودا قويا ، ومن أجل المنافسة والفوز أولا وأخيرا. وكان محمود الجوهري المدير الفني لمنتخب مصر الأسبق يصف التوأم بأنهما نموذج يحتذى به للاعب الكرة المحترف ، وكان يقول إنهما يملكان قدرا من الحماسة والعدوانية ، يقصد الشراسة في الملعب ، والتي كان يستغلها بصورة إيجابية ، وكان يمتدح كثيرا عشقهما للكرة ، لدرجة أنه كان دائما يقول : "إذا أردت أن تعاقب أحدهما فاطلب منه الخروج من الملعب"! وجاء تجديد المصري مع حسام وإبراهيم ، اللذين ولدا في العاشر من أغسطس 1966 بحلوان ، بدءا من الموسم القادم لتؤكد على مدى أهمية وتأثير هذا الثنائي الذي لا يفترق مطلقا ، وليؤكد أن المصري يدرك تماما أن الزمالك خسر الكثير عندما تركهما في بداية الموسم الحالي ظنا منه أنهما أوشكا على الاعتزال ، إذ أثبت كلاهما في موسم كامل مع الفريق البورسعيدي أنهما ما زالا قادرين على العطاء. وتكمن سر قوة حسام وإبراهيم في الروح والحماس والجد الذي يلعبان به في المباريات ، مما يجعلهم أوفر اللاعبين مجهودا وثأثيرا على فريقهما.
إبراهيم حسن بدأ مشوار التوأم في النادي الأهلي عام 1983 ، وشارك حسام حسن تحديدا في بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1986 بالقاهرة وسط جيل العمالقة آنذاك : الخطيب ومجدي عبد الغني وطاهر أبو زيد وجمال عبد الحميد ، والراحل ثابت البطل. ولعب الإثنان دورا رئيسيا في زيادة رصيد بطولات القافلة الحمراء حتى موسم 90-91 قبل أن ينتقلا معا إلى صفوف نادي باوك اليوناني في موسم 91-92 ، ثم في الموسم التالي إلى نيوشاتل زامكس السويسري ، ولكنهما لم يألفا حياة الاحتراف الأوروبية بسهولة ، فقررا العودة إلى مصر ، رغم أنهما تألقا بشدة أوروبياً. وجاءت عودتهما إلى النادي الأهلي في موسم 92-93 واستمرا في صفوف "الشياطين الحمر" حتى موسم 1999-2000 قبل أن تتفجر الخلافات بينهما وبين المسئولين في النادي مما جعهلما يقرران الرحيل إلى العين الإماراتي على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم ، وهناك ساهم الإثنان بحضورهما في فوز العين بالدوري ، ولكنهما - للحق - لم يشاركا بقوة في تحقيق هذا الإنجاز ل"العيناوي". وفي صيف عام 2000 فجر التوأم مفاجأة من العيار الثقيل عندما انتقلا إلى صفوف الغريم الأول للأهلي وهو نادي الزمالك ، وهو الأمر الذي لم تتوقعه الجماهير البيضاء قبل جماهير الأهلي ، وذلك لأن الجميع كانوا وقتها يدركون جيدا ماذا كان يعني اسم النادي الأهلي لحسام وإبراهيم. ومع انتقال التوأم إلى الزمالك عادت بطولة الدوري للقافلة البيضاء بعد غياب سبع سنوات ، وقاد حسام وإبراهيم الفريق الأبيض لتحقيق عشر بطولات قبل أن يرحلا في مطلع الموسم الحالي لصفوف المصري البورسعيدي ، ولكن المسئولين في الزمالك اكتشفوا خطأهم ، ربما متأخرا ، وقرروا إعادتهما إلى "ميت عقبة" ، على الرغم من أن علمهم بأنهما سيكونان قد بلغا التاسعة والثلاثين من عمرهما ، ولكن العودة جاءت بعد موسم شديد الجفاف للزمالك افتقد خلالها أصحاب الزي الأبيض عناصر الخبرة والمهارة والحماس التي يتميز بها التوأم. ودخل التوأم السجل الذهبي الزملكاوي للاعبين القادمين من الأهلي الذين أحرزوا له انتصارات كبيرة ، وهي القائمة التي لم يكن فيها قبل ذلك إلا جمال عبد الحميد. وربما يندر أن تجد لاعبا من أفراد هذا الجيل حقق هذا القدر من الانتصارات والبطولات ، فقد خاض حسام مع الأهلي 295 مباراة في بطولات مختلفة ، محلية وعربية وأفريقية ، أحرز خلالها 136 هدفا ، وحقق مع أبناء القبيلة الحمراء 25 بطولة ، ولعب مع الزمالك 110 مباراة أحرز خلا