اثينا (رويترز) - أسفر أعظم سباق في الدورات الاولمبية عن فائز غير محتمل .. اثينا ، وفي الماراثون التنظيمي الذي سبق الاولمبياد أمضت العاصمة اليونانية سبع سنوات طوال تسابق الزمن من اجل اكمال الاستعدادات. ولكن مع تزايد وتيرة العد التنازلي لانطلاق الاولمبياد برزت اثينا فجأة لتعبر خط النهاية قبل الجميع وتنتزع لنفسها حق الاحتفال بتنظيم دورة اولمبية ناجحة ومهمة. وكان القلق يساور كبار المسؤولين الاولمبيين في مقرهم السويسري بلوزان بينما تعرب وسائل الاعلام العالمية عن شكوكها. ولكن كما السحر.. اصبح كل شئ على مايرام في الموعد المحدد.
الكروج دخل التاريخ فى اثينا وحينما بدأت اثينا تقديم عرض يستحق الفخر به تبددت المخاوف من عدم اكتمال الاستادات وفوضى المرور وانهيار المتسابقين بالجملة تحت وطأة حرارة الصيف اللافحة والانتهاكات الامنية الخطيرة ، كان التاريخ دوما الى جانب اليونانيين حتى وان لم يكن الزمن في صفهم. وكمهد للالعاب الاولمبية القديمة والحديثة ، تمتلك اليونان وفرة من المعالم المثيرة للذكريات احسنت توظيفها كخلفية مثالية للاولمبياد ولتقدم للمشاهدين وليمة تلفزيونية فخمة. لذا نظمت مسابقات دفع الجلة في اولمبيا القديمة وجاءت نهائيات الرماية والماراثون في ستاد باناثينايكو الذي استضاف اول اولمبياد حديث عام 1896 فضلا عن ان الماراثون بدأ من بلدة ماراثون مهد السباق. اضف الى ذلك سباقات الدراجات حول الاكروبول ومسابقات الثلاثي على السواحل الخلابة لفولياجمني. وربما لا يمكن لاثينا ان تقدم صورة اكثر جاذبية.
وكمهد للالعاب الاولمبية القديمة والحديثة ، تمتلك اليونان وفرة من المعالم المثيرة للذكريات احسنت توظيفها كخلفية مثالية للاولمبياد ولتقدم للمشاهدين وليمة تلفزيونية فخمة. ومع ذلك لم تكن كل هذه المعالم لتحدث فرقا اذا لم يتمكن اليونانيون من توفير اماكن للاقامة وبنية اساسية للمواصلات في الوقت الملائم. وبعدما بددت اثينا تقريبا السنوات الثلاث الاولى منذ حصولها على حق تنظيم الاولمبياد عام 1997 وجدت المدينة نفسها تحت الحاح مستمر من جانب اللجنة الاولمبية الدولية حول استعداداتها البطيئة مع اشارات لاحتمال سحب الاولمبياد اذا لم تتحسن الامور. وقبل بدء الدورة سادت توقعات عامة بان اثينا ستكون موضع مقارنة مع اتلانتا التي استضافت اولمبياد عام 1996 والتي تحولت مشكلات النقل والعيوب الفنية بها الى كوابيس مما وصمها باسوأ دورة اولمبية في التاريخ الحديث. لكن اثينا اصبحت تثير في الذهن مقارنات مع برشلونة 1992 وسيدني 2000 اروع دورتين اولمبيتين خلال 40 عاما وهو ما يمثل تحولا مدهشا. وكان اليونانيون يؤكدون دوما انهم سيفعلونها في النهاية وان عقليتهم القادرة على انجاز الامور في اللحظة الاخيرة لا يجب ان تكون محل شك.