تسود مخاوف في ألمانيا من موجة معاداة للأجانب في شرق البلاد، زاد من حدتها تدفق المهاجرين والحركات السياسية المتطرفة مثل حزب بيغيدا، وذلك بعد حوادث كان آخرها إضرام النار في مركز لاستقبال اللاجئين على مرأي من حشد مؤيد. وجاء عنوان صحيفة "تاز" اليسارية "العار لساكسونيا" ملخصة شعورا منتشرا بأن البلاد مصدومة من الأحداث التي وقعت في هذه المقاطعة الشرقية وأحيت ذكريات أليمة، وهو الأمر الذي يتعلق أولا بإحراق متعمد لمبنى يفترض أن يستقبل لاجئين في بوتزن وما أثار صدمة تجاوزت الحريق هو عشرات الأشخاص الذين عبروا عن فرح لما حصل بحسب الشرطة حتى أنهم أعاقوا تدخل فرق الإطفاء لإخماده. وعادت إلى ذاكرة الألمان الأحداث التي سببتها أعمال العنف المناهضة للمهاجرين خلال الفترة التي أعقبت توحيد ألمانيا عندما تعرضت مساكن في روستوك لهجوم في أغسطس 1992 وأحرقت على وقع تصفيق حشد ضم 3 آلاف شخص. فيما كتبت صحيفة "بي زي" الشعبية "سرور لإحراق مساكن"، اليوم، "مجددا تنتشر مشاعر السرور عندما تحرق مساكن"، ووقع حريق بوتزن بعد استقبال مئة متظاهر غاضبين، مساء الخميس، حافلة لاجئين أتت من مركز آخر في المقاطعة نفسها، وما زاد من التوتر مشهد شرطي ينزل فتى بالقوة من الحافلة ومعلومات عن انتماء المسؤول عن المركز الى حزب "البديل لألمانيا" المناهض للاجئين. تم إقالة هذا المسؤول، ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، عن مسؤول في الإدارة المحلية ماتياس دام: "اتخذنا هذا القرار لحمايته" وبسبب "النقاش الوطني" بخصوصه. ووصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على لسان المتحدث باسمها ستيفان سيبرت، اليوم، الحادث بأنه "معيب جدا" واتهمت الحشود ب"الجبن". وتؤكد هذة الأعمال مرة أخرى الأصداء، التي يلقاها الخطاب المعادي للمهاجرين لدى فئة متشددة من الرأي العام في جمهورية ألمانيا الديموقراطية سابقا. فيما أعلن الرئيس السابق لمجلس النواب فولفغانغ تيرسي، وهو الشخصية التي تحظى باحترام كبير في ألمانيا أن "الحقد والعنف منتشران أكثر في الشرق".