تصاعدت أزمة البنزين والسولار، بشكل غير مسبوق، فى عدد من المحافظات، فى وقت انشغل فيه نواب البرلمان بالمعركة الانتخابية مع شفيق، وغابت حكومة الجنزورى عن المشهد، ما أدى إلى إصابة حركة النقل فى المحافظات بشلل مرورى تام. وتشهد المحطات داخل مركز إهناسيا، جنوب غرب بنى سويف، زحاماً شديداً واشتباكات عنيفة بين الأهالى، للخلاف على أسبقية الدخول للتزود بالبنزين، وتوقفت السيارات فى طوابير طويلة لعشرات الأمتار من أجل الحصول على كميات محدودة من الوقود، كما وقف مئات الفلاحين فى طوابير طويلة للحصول على السولار لرى أراضيهم، خاصة أن موسم زراعة الأرز وحصاد القمح على الأبواب. وقال جمعه عبدالسلام -مزارع بقرية منشأة الأمراء- إننا نضطر للوقوف طوال الليل حتى نحصل على 20 لتراً لرى الأرض حتى لا تبور مشاتل الأرز. وأضاف صلاح مبارك أنه يوجد من يبيع صفيحة السولار مقابل 40 جنيها، أى ما يعادل ضعف الثمن فى السوق السوداء. وأكد محمد عويس عبدالعظيم أنه يمتلك سيارة أجرة بين المحافظات، توقفت عن العمل تماما بسبب عدم وجود بنزين، ولعدم قدرته للانتظار أياما للحصول على وقود لسيارته، ما اضطره للعمل فى مجال الزراعة بالأجر اليومى، حتى يوفر قوت أسرته، متسائلا: «إلى متى يغيب المواطنون عن سمع وبصر المسئولين؟». وتشهد الغربية أزمة حادة فى البنزين والسولارداخل غالبية محطات الوقود بمدن ومراكز المحافظة، وتطورت المشادات والمشاحنات فى كثير من الأحيان بين السائقين من أجل الحصول على الوقود. وفى ذات السياق أبدى عشرات المزارعين استياءهم من عدم توافر السولار اللازم لتشغيل ماكينات الرى والجرارات الزراعية والمعدات الخاصة بحصاد القمح وتجهيز مشاتل الأرز فى جميع قرى المحافظة مما تسبب فى توقف العمل بالحقول وعدم زراعتهم لمشاتل الأرز حتى الآن. واشتكى العديد من أصحاب المخابز من عدم توفير السولار لدى محطات الوقود الأمر الذى أدى إلى توقف البعض منها، يقول صاحب مخبز إنه لجأ لاستخدام زيوت السيارات، وخلطها بكميات من السولار حتى يتمكن من تشغيل مخبزه مصدر رزقه الوحيد. فى هذا السياق استقبلت موانى السويس 6400 طن بوتاجاز سائل و15 ألف طن كيماويات و23 ألف طن بضائع متنوعة، وتمكن وكيل تسويق منتجات بترولية بالمنصورة من الحصول على كميات ضخمة من المواد البترولية (سولار وبنزين 80) وقام ببيعها فى السوق السوداء لعدم وجود محطة لديه يبيع منها للجمهور. فيما سادت حالة من الاستياء الشديد بين مواطنى محافظة المنوفية، خاصة أهالى مدن قويسنا وشبين الكوم ومنوف وتلا وبركة السبع، بسبب أزمة البنزين والسولار التى تسببت فى غلق مداخل هذه المدن، حيث شهدت محطات التموين تجدد أزمة السولار والبنزين 80. وأعلن سائقو عدد من الخطوط الداخلية بمنوف إضرابهم عن العمل بسبب نقص السولار، مطالبين بتوفير كميات إضافية من السولار بمحطات الوقود أو زيادة الأجرة، كما وافقهم عدد من أصحاب المخابز ودعوا إلى وقف العمل بسبب نقص السولار بمراكز الشهداء وتلا والباجور وأشمون. من جانبه أرجع أحمد عبدالغفار، نائب رئيس شعبة المواد البترولية باتحاد الغرف التجارية، سبب الأزمة فى المحافظات إلى موسم حصاد القمح وتقاعس وزارة البترول عن استيراد الكميات اللازمة لاحتياجات المواطنين، حيث تصل نسبة العجز إلى 40%. وانتقد عبدالغفار تصريحات المسئولين فى وزارة البترول حول ضخ كميات إضافية من المواد البترولية بالأسواق مؤكدا أنها مجرد تصريحات لم تحقق أى نتيجة ملموسة على أرض الواقع، لافتا إلى أن الأزمة الحالية متراكمة منذ 18 يوما، وأن ما يرفع من حدتها تسريب السولار من محطات البنزين إلى السوق السوداء. وأشار إلى أن السوق فى حاجة إلى ضخ 25% زيادة يومياً عن الكميات المعتادة. وحول أزمة البنزين قال إن إنتاجنا المحلى يبلغ 95% من احتياجاتنا ونستورد 5% فقط من الإمارات، موضحا أنه لا يوجد سبب واضح لوجود أزمة فى المنتج، معتبرا أن ذلك قد يكون ناتجا عن ثقافة المواطن نفسه وظهور الطوابير أمام المحطات التى توحى بأن هناك نقصا وبالتالى يحاول المواطنون تخزين الوقود. وحول عدم اتخاذ وزارة البترول احتياطاتها لمواجهة تلك الأزمة التى تتكرر خلال تلك الفترة من كل عام قال: إن الوزارة والهيئة العامة للبترول تعانيان من أزمة فى التخطيط والاستعداد لمواجهة المشكلات الطارئة، لافتا إلى أنه من المفترض أن يتوافر مخزون استراتيجى يكفى من الوقود بصفة عامة. وحول أزمة البوتاجاز قال سالم موسى -صاحب مستودع- إن الأزمة ما زالت قائمة بسبب إصرار الحكومة على عدم الوفاء بالتزاماتها لاستيراد البوتاجاز، متوقعا حدوث انفراجة فى الأزمة مع بداية الشهر المقبل بعد اتجاه الحكومة لضخ كميات جارٍ استيرادها. من جانبه قال فتحى عبدالعزيز، رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين، إن الوزارة تكثف حملاتها بالتعاون مع شرطة مباحث التموين لضبط السلع البترولية المهربة، وتمكنت الحملة من ضبط 80 ألف و480 لتر بنزين وسولار قبل بيعها بالسوق السوداء على مستوى الجمهورية. وفى البحيرة تم ضبط قائد سيارة نقل بالاشتراك مع صاحب محطة تموين سيارات يقومان بالتصرف فى حصة المحطة بكمية قدرها 9 آلاف لتر سولار. وأضاف أن مهمة الوزارة تتمثل فى الرقابة على عمليات تداول السولار والبنزين وأن وزارة البترول هى المسئولة عن استيراد وضخ الكميات اللازمة للأسواق.