أعلن جيب بوش المرشح الجمهوري المحتمل، انسحابه من سباق الرئاسة الأمريكية، وذلك بعد النتيجة المخيبة التي حققها في المحطة الثالثة للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، مع أنه بدأ كان في بداية الحملة من المرشحين الأوفر حظا للفوز فيها. وقال جيب بوش الحاكم السابق لفلوريدا (1999-2007) ونجل الرئيس الأسبق جورج بوش وشقيق الرئيس السابق جورج دبليو بوش، بتأثر واضح وهو يمسح دموعه "هذا المساء أعلق حملتي". وكان جيب بوش يبدو في بداية الحملة التي حصل فيها على دعم مالي هائل وبمباركة الحزب الجمهوري، أفضل مرشحي الحزب للوصول إلى البيت الأبيض، لكنه لم يحقق أي تقدم خصوصا بسبب أدائه السيء في المناظرات التلفزيونية وحملة لا حماس فيها. وكان جيب بوش جاء في أيوا أول ولاية جرت فيها انتخابات التمهيدية في الأول من فبراير، في المرتبة السادسة بحصوله على أقل من ثلاثة بالمئة من الأصوات. وفي نيوهامشير في التاسع من فبراير، جاء رابعا بحصوله على 11% من الأصوات، بفارق كبير عن المرشحين الآخرين دونالد ترامب وتيد كروز وحتى جون كاسيك. وواجه هزيمة ساحقة مساء السبت في كارولاينا الجنوبية، حيث لم يحصل سوى على ثمانية بالمئة من الأصوات، حسب تقديرات محطات التلفزيون الأمريكية. ومع ذلك قال جيب بوش أمام أنصاره مساء أمس: "أعتز بأنني قمت بحملة لتوحيد البلاد"، مؤكدا أنه بقي وفيا لأفكاره المحافظة ومبادئه، وأضاف "على الرغم مما سمعتموه ربما، الأفكار مهمة والسياسات مهمة"، في انتقادات موجهة إلى ترامب على ما يبدو. وكان دونالد ترامب انتقد مرات عدة جيب بوش وحتى شتمه في المناظرات التلفزيونية للجمهوريين، مشيرا إلى افتقاده إلى الحيوية وإلى الطبقة السياسية التي يمثلها، ودافع جيب بوش عن نفسه بالدعوة إلى أفكار أكثر اعتدالا وبوصف بعض مقترحات خصمه وخصوصا حول هجرة المسلمين "بالسخيفة". وفي آخر مناظرة تلفزيونية بين المرشحين الجمهوريين، قال ترامب إن "جيب مخطىء"، بينما كان بوش يدعو إلى رحيل الأسد. وأضاف ترامب: "بالإصغاء إليه وإلى آخرين وجدنا أنفسنا في الشرق الأوسط بعد 15 عاما بدون أن نربح أي شيء". ورد جيب بوش، "هذا رأي شخص يستوحي سياسته الخارجية من برامج تلفزيونية". فقد جاء بوالدته بربارا (90 عاما) التي تتمتع بشعبية هائلة بين الجمهوريين بينما ساهم شقيقه جورج دبليو بوش في حملته في كارولاينا الجنوبية. وكانت بربارا بوش تعارض ترشح ثالث فرد في عائلتها إلى الانتخابات الرئاسية بعد زوجها جورج هربرت بوش (1989-1993)، وابنها جورج ووكر بوش (2001-2009). لكنها قالت: "أحب ابني وأعرف أن أمريكا تحتاج إليه.. إنه يحمل القيم نفسها التي فقدتها أمريكا على ما يبدو. إنه شبه مفرط في تهذيبه.. ولا يتبجح كما يفعل الآخرون". وكانت مجلة ناشيونال ريفيو المتأثرة بالجمهوريين نشرت: "رسالة مفتوحة إلى جيب بوش" تقترح فيها تخليه عن السباق.