يؤكد ممدوح رمزى الناشط القبطى، مساعد رئيس حزب الإصلاح والتنمية «مصرنا»، أن أصوات الأقباط «كلها» محسومة لمصلحة الفريق أحمد شفيق فى جولة الإعادة، لثقتهم بأنه يؤسس دولة مدنية قائمة على المواطنة دون تمييز على أساس الدين، مستنكرا وصف الأقباط بالخيانة لتأييدهم «شفيق»، لأنهم أول من نزل إلى «التحرير» وقدموا شهداء ومن العيب نعتهم ب«الخونة» -حسب قوله- رافضا محمد مرسى، مرشح جماعة الإخوان، واعتبره تأسيسا لدولة دينية يُدخل مصر فى عهد «ولاية الفقيه وحكم المرشد». * فى البداية لماذا انحاز الأقباط بشكل واضح إلى الفريق شفيق؟ - لأن اتجاهنا يصب فى الدولة المدنية، وهو العامل الأساسى فى عملية تصويت الأقباط، فنحن نرفض الدولة الدينية، التى لا يعرفها الإسلام. نحن نرغب فى إعلاء قيمة المواطنة والاقتصاد الحر. * ومن وجهة نظركم أن «شفيق» قادر على تأسيس هذه الدولة؟ - بالتأكيد، ولديه تركيبة اجتماعية تساعده على ذلك، ومصر فى طليعة الدول التى سعت إلى تأسيس الدولة المدنية الحديثة منذ 1869، حيث كان لديها برلمان ونظم تشريعية وقوانين، وبالتالى لن يجد «شفيق» صعوبة فى قيادتها، وليس هناك مستحيل فى وجود الثقة. * لكن البعض يعتبره من «الفلول» وضد الثورة، وسيعيد قمع نظام العهد السابق؟ - ليس كل النظام الماضى متهما بالفساد، «شفيق» كان وزيرا للطيران ثم رئيسا للوزراء وكانت لديه الشجاعة ألا يتنصل من هذا النظام -خلافا لما فعله عمرو موسى- ويتمتع بكل مميزات القيادة والرئيس؛ فهو رجل عسكرى وقائد فى القوات الجوية. * ولماذا يرفض الأقباط صعود أى من المرشحين أصحاب الخلفية الإسلامية؟ - لأن أيديولوجية هذه التيارات تختلف عن مرجعية الأقباط المدنية؛ فجماعة الإخوان تسعى إلى «ولاية الفقيه ودولة المرشد»، ويعتبرون الأقباط أهل ذمة، رعايا مواطنتهم منقوصة، فضلا عن أن «مرسى» سيأخذ قراراته من المرشد العام لجماعة الإخوان، فى حين يرغب الأقباط فى الحصول على حقوقهم وواجباتهم كاملة. * على الرغم من وجود مرشحين آخرين لا ينتمون إلى التيار الإسلامى فى الجولة الأولى، فإن الاتجاه العام للأقباط كان ل«شفيق»؟ - المسيحيون كباقى أفراد الشعب لم يصوتوا فى اتجاه واحد، بل قسموا أصواتهم دون اللجوء إلى الكنيسة، ولو أعطوا جميع أصواتهم ل«شفيق» لفاز من الجولة الأولى؛ فكتلتنا التصويتية لا تقل عن 6 ملايين ناخب، انقسمت بين 3 هم أحمد شفيق وعمرو موسى وحمدين صباحى، وهذا هو الخطأ الذى ارتكبه البعض من المسيحيين، وفى الإعادة ستصب جميع الأصوات فى كفة «شفيق»، فى اتجاه المصلحة الوطنية العليا. * يصف البعض الأقباط ب«الخونة» كونهم يؤيدون مرشح النظام السابق الذى وقف ضد الثورة وحارب الثوار؟ - من العيب أن يخون الأقباط لأنهم يساندون «شفيق»، خصوصا أنهم كانوا فى طليعة الثورة وقدموا شهداء، واتهامهم نوع من المراهقة، وكون «الفريق» عمل مع النظام السابق، لا يعنى أنه خائن، وجماعة الإخوان هى من تقول إن المسيحيين يؤيدون الفلول، كما أن الأصوات التى حصل عليها «شفيق» ليست كلها أصوات أقباط. * ما مطالبكم من الرئيس القادم؟ - مطالب الأقباط تأتى فى إطار المطالب المصرية العادية؛ أن يكون هناك مواطنة بمعناها الحقيقى دون تمييز بين مواطن وآخر على أساس الدين أو الجنس، واحترام الشعائر الدينية، ووصول الأقباط إلى المناصب العليا فى الدولة، ووجود قانون لبناء دور العبادة؛ نريد أن نشعر أننا مواطنون، وليس «أهل ذمة». * هناك من يحذر من حالة الاستقطاب الدينى فى جولة الإعادة وتمزيق الوطن؟ - الذى يلعب على وتر الدين هم «الإخوان»، والأقباط أدلوا بأصواتهم دون ضغوط، بل وجهت الجماعة حملتها الانتخابية نحو البسطاء الذين يمثلون 40% ومحاولة التأثير عليهم وإظهار الانتخابات بأنها معركة طائفية وكأن الأقباط لهم مصلحة فى ذلك. * وكيف سيكون الحشد القبطى ليوم الإعادة؟ - الخروج بكامل طاقتنا للإدلاء بأصواتنا لمصلحة «شفيق»؛ فالحشد سيكون للخروج وليس للمواجهة. * وإذا حصل الأقباط على ضمانات مكتوبة من «الإخوان» بإجابة مطالبهم، هل من الممكن أن يعدل الأقباط عن تأييد «شفيق» لمصلحة «مرسى»؟ - لا، ف«الإخوان» ليس لهم ضمانات ويقولون ما لا يفعلون؛ فبعد قولهم إنهم لن يرشحوا أحدا للرئاسة، بادروا بترشيح «خيرت الشاطر» ومن بعده «مرسى»، وكذلك الحال فى انتخابات البرلمان، فبلغوا 70% بعد أن قالوا 30% فقط، ما يدل على رغبتهم فى الاستحواذ، ودفع ذلك لانخفاض شعبيتهم فى انتخابات الرئاسة، وظهر ذلك فى أن 5 ملايين صوتوا لهم فى الرئاسة، فى حين صوت 12 مليونا فى انتخابات البرلمان. ما بيننا وبينهم هو أزمة ثقة، كما لا تثق فيهم القوى الوطنية الأخرى. * هل وعد «شفيق» بتعيين نائب قبطى وراء التفافكم حوله؟ - لا يعنينا أن يعين الفريق شفيق نائبا قبطيا أم لا، ولكن المبدأ هو أن تكون مصر دولة مدنية حديثة، وما نريده هو ألا يعاقب المسيحيون بسبب عقائدهم وألا تحول ديانة القبطى بينه وبين أى منصب.