سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«إن بى سى نيوز» الأمريكية: 4 سيناريوهات لمصير مصر بعد انتخابات الرئاسة «فوز شفيق» ستصاحبه مظاهرات وأعمال عنف.. و«فوز مرسى» يضر بالحريات والمرأة والأقباط الجيش قد ينقلب لوقف عمليات تطهيره
طرحت شبكة «إن بى سى نيوز» الأمريكية أربعة سيناريوهات لمصر ما بعد الانتخابات الرئاسية، حيث رسم الباحث والكاتب الأمريكى «ريتشارد أنجيل»، السيناريوهات الأربعة، بسبب الصراع الحالى بين جماعة الإخوان المسلمين والفريق أحمد شفيق على مقعد الرئيس، حيث رأى أنجيل أن هناك أربعة طرق، ربما تفرض على مصر خلال الشهور المقبلة، السيناريو الأول فيها هو فوز الفريق أحمد شفيق، وما سيؤدى إليه من أعمال عنف غير معروفة النتائج، والثانى هو فوز محمد مرسى، وما سيتبعه من تضييق على الحريات واضطهاد للمرأة والأقباط، فيما افترض الباحث احتمال وقوع انقلاب عسكرى، ضد الجماعة، خوفا مما تعلنه من رغبة فى «التطهير الشامل»، أو استمرار الصراع بين الجماعة والعسكر على الاستئثار بالسلطة. وقال أنجيل: «تبدو جماعة الإخوان المسلمين كما لو كانت فى الصدارة فى أول انتخابات حرة فى البلاد، وشعارها هو أيضا «الإسلام هو الحل»، وإذا سيطرت على مصر ستحدث تغييرات عميقة فى المنطقة كلها، كما كان حال إيران بعد تولى الإسلاميين السلطة فيها، ونحن الآن أمام مرشحين للرئاسة على أقصى درجات الاختلاف: أحمد شفيق آخر رئيس وزراء فى عهد مبارك، ومرشح الإخوان محمد مرسى، وأياً كان الفائز ستتجه البلاد إلى مسارين مختلفين تماما». وقبل الحديث عن السيناريوهات، عرف أنجيل كلا المرشحين المتنافسين حاليا، فقال: إن أحمد شفيق يتوقع أن يكون رئيس دولة قوياً، ومعارضوه يقولون إنه «فاشى مستبد»، بل ويتوقع بعضهم أن يصبح فرعونا جديدا، وهو النقيض لجماعة الإخوان، حيث وعد باستعادة الأمن خلال 24 ساعة، وقال إنه سينهى أى احتجاجات جديدة، كما أنه ما زال يعبر علانية عن إعجابه بمبارك، وهو لا ينتمى للثوار الذين طالبوا بالديمقراطية فى ميدان التحرير، ممن يكرهون شفيق. وقال عن المرشح «محمد مرسى» إنه رجل الإخوان، الذى وعد بتطهير مصر من النظام القديم، وبعد أن أدلى بصوته قال إنه لن يسمح «لأى من المفسدين فى النظام السابق بالبقاء»، وشدد على كلمة «أى»، وهو يلوح بإصبعه، وهى رسالة موجهة إلى شفيق والمجلس العسكرى، وإذا تولى مرسى الرئاسة ربما يدخل شفيق السجن، ومعه آخرون من رجال النظام السابق، وهو مطلب لكثير من المصريين، فما زال رجال مبارك يحتلون وظائف وهمية، اخترعها مبارك لضمان ولائهم، واعتبر أن تهديد «مرسى» بتطهير الدولة، هو تحذير للجيش أيضا بأنه لن يستطيع الانقلاب على جماعة الإخوان، وهو احتمال قائم. سيناريو فوز شفيق يرى باحث «إن بى سى نيوز» أن جماعة الإخوان ستثور إذا فاز «شفيق» وستدعى تزوير الانتخابات، وتنزل فى مظاهرات، وسينزل معها الثوار الذين لا يريدون الإخوان أو شفيق، وسيحاولون إعادة احتلال ميدان التحرير، ويدعون لثورة جديدة، على أمل إجراء انتخابات جديدة، وهنا سيسعى «شفيق» لإنهاء المظاهرات، وستقع أحداث عنف، ويسقط مزيد من الضحايا، ولن يتردد شفيق فى استخدام القوة، لأنه أعلن بالفعل أنه سيسحق المعارضة، خاصة بعد أن أصبح يملك تفويضا من الناخبين كرئيس شرعى منتخب. وتساءل: ماذا سيكون رد فعل الولايات المتحدة؟ هل ستصدر إدانات حقيقية؟ موضحا أن الثوار المتعلمين من أبناء الطبقة الوسطى يعرفون أنهم يواجهون ديكتاتورا جديدا أسوأ من مبارك، ومن المحتمل أن تعمل «خلايا إسلامية» فى الخفاء، وتنفذ تفجيرات وهجمات من شأنها أن تنزع الشرعية عن «الثورة الديمقراطية»، ولكن هل يستطيع شفيق أن ينتصر ويستعيد النظام؟ أم ينجح الثوار وجماعة الإخوان فى ثورة تحرير أخرى؟ إذا انتصر شفيق سيكون المصريون قد هزموا أنفسهم بانتخاب رجل ضد الثورة التى قاتلوا من أجلها، وسيكون المصريون أعطوا أصواتهم لشخص يخشى كثيرون أن يكون مثل مبارك، وسيعتقد كثير من المصريين أن الثورة الديمقراطية ستفشل إذا أصبح شفيق رئيسا. سيناريو فوز مرسى يرى أنجيل أنه حال فوز «مرسى» سيصبح الجيش فى موقف دفاعى، وسيقاتل كبار الضباط كى لا يزاحوا من وظائفهم، وسيعانى المسيحيون والنساء بشدة، معتبراً أن فوزه سيكون كارثيا بالنسبة للمرأة، وربما تدفع الثمن من حياتها، فختان الإناث يمارس فى مصر منذ فترة طويلة، وخضعت له 97% من الإناث فى التسعينات، لكن السنوات الأخيرة من حكم مبارك شهدت تجريما له، فانخفضت نسبة الختان أكثر من الثلث بعد حظره عام 2008، لكن جماعة الإخوان أعلنت خلال حملاتها الانتخابية أنها تريد إلغاء الحظر، وخفض السن القانونية لزواج المرأة إلى 14 عام، وتقييد شروط خلع الزوجة لزوجها. ويخشى كثير من الأقباط على مستقبلهم فى ظل حكم الإخوان، حسب الباحث، الذى قال إنه رغم إعلان الجماعة أنها لن تضطهد المسيحيين، فإنه لا يصدقها سوى عدد قليل جدا من الأقباط، وبعضهم يتوقع أن يجبرهم الإخوان على دفع «الجزية» مقابل حمايتهم وضمان حقوقهم فى المجتمع، «وقد أعلن كثير من المسيحيين أنهم سيغادرون مصر إذا فاز الإخوان، وقال آخرون إنهم سيبقون ويكافحون من أجل حقوقهم». سيناريو الانقلاب العسكرى إذا فاز الإخوان، حسب أنجيل، قد يدرس الجيش تدبير انقلاب يطيح بالديمقراطية، التى قاتل المصريون من أجلها فى الثورة، وعندئذ يمكن أن ينتخبوا شفيق مرة أخرى، وعلى الصعيد الدولى سيدان الانقلاب، لكن كثيراً من الحكومات سترحب به سرا، مفسراً هذا الاحتمال، بما قاله محمد مرسى، من أنه سيطهر هيكل السلطة المصرية بالكامل، حال فوزه، وأضاف أن عمر سليمان، نائب الرئيس مدير جهاز المخابرات السابق، الذى يعرف جيدا طريقة تفكير العسكريين، توقع حدوث انقلاب إذا فاز الإخوان، وقال إن الانقلاب قد لا يتم فوراً، فربما ينتظر الجيش استبعاد الإخوان للقوى المعتدلة، بحيث ترحب بتدخل العسكر، ولكن كلما طال انتظار الجيش، تزداد صعوبة الانقلاب، لأن الجيش لن يقدر على وقف التطهير على يد حكومة منتخبة ديمقراطيا إلى الأبد. سيناريو استمرار الصراع «الجيش لديه ورقة واحدة رابحة، وهى أنه لا يوجد دستور حاليا، فقد تم تعطيله خلال الثورة على مبارك ولم تتم صياغة دستور جديد، وبدون الدستور ستكون سلطات الرئيس الجديد غير واضحة، وإذا فازت جماعة الإخوان -صاحبة الأغلبية الساحقة فى البرلمان حاليا- بمنصب الرئاسة ستحاول صياغة وتمرير الدستور الجديد بأسرع ما يمكن، وستصبح السيطرة على العملية الدستورية ذات أهمية حاسمة فى الشهور المقبلة». ولكن باحث الشبكة يرى أنه فى النهاية هناك سيناريوهان واضحان للغاية، إذا فاز شفيق ستحدث احتجاجات وسيحاول قمعها، وستحدث أعمال عنف، وعندما يندلع العنف يصعب التكهن بالنتائج، وإذا فاز مرسى سيفرض الشريعة الإسلامية تدريجيا، وسيحاول إحباط الانقلاب العسكرى بتطهير الجيش وكتابة الدستور بسرعة، وسيكون المسيحيون والنساء أكبر الخاسرين.