استنكر نشطاء الإسكندرية دعوة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، لأنصاره إلى صلاة الجمعة القادمة فى مسجد القائد إبراهيم، بهدف إبعاد المتظاهرين عن المسجد وساحته ومحيطه بعد الاشتباكات التى حدثت عقب صلاة الجمعة الماضية بينهم وبين المؤيدين للدستور على خلفية مطالبة الشيخ أحمد المحلاوى للمصلين بالتصويت بنعم، الأمر الذى اعتبره شباب الثورة استخدامًا للمساجد فى ترجيح آراء سياسية على أخرى. وفى الوقت الذى أعلن فيه ناشطون وقوى ثورية وائتلافات شبابية، انتظار "أبو إسماعيل" وأبنائه، منتقدين ما وصفوه بتصور تيار الإسلام السياسى أن "ميليشياته" قادرة على إرهاب المواطنين والثوار، وإثنائهم عن مواقفهم الرافضة لسيطرة فصيل واحد على مجريات الأمور فى الدولة ومحاولة صنع ديكتاتورية جديدة، طالب آخرون جميع الأطراف بضبط النفس وتجنب الوقوع فى فخ "الحرب الأهلية". وكانت تصريحات منسوبة إلى الشيخ "أبو إسماعيل"، قد أكدت دعوته أنصاره للتحرك بأتوبيسات للصلاة فى مسجد القائد إبراهيم، لمنع دخول "الكفرة والملحدين" فيه، الأمر الذى ردت عليه حركات ثورية فى بيان بأن مسجد القائد إبراهيم هو أحد رموز ثورة 25 يناير فى الإسكندرية، وأن ساحته المحيطة به ملك لكل المصريين، وليست للقوى الإسلامية فقط. وحمل محمود الخطيب المتحدث الإعلامى لحركة شباب 6 إبريل بالإسكندرية، الرئيس محمد مرسى، ووزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين، ومدير أمن الإسكندرية اللواء لطفى عبد الموجود، مسؤولية أى أحداث عنف تحدث فى ذلك اليوم، أو أى تعدى على المتظاهرين، مؤكدًا أن الحماية والتأمين سواء كان للأشخاص أو المنشئات هو دور وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية فقط. وقال محمد عبد الكريم القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير، إن هذه النوعية من التصريحات تكشف تكوين الجماعات الإسلامية لميليشيات شبه مسلحة، بغرض استخدامها ضد كل من يُعارض سياساتها، مطالبًا جموع المواطنين بالاصطفاف ضد كل ما من شأنه تقسيم الوطن ومحاولة تكرير الصورة الطائفية فى لبنان والعراق بمصر. واعتبر محمد سمير عضو المكتب التنفيذى بالحملة الشعبية لدعم مطالب التغيير "لازم"، أن تصريح "أبو اسماعيل" يدل على تضخم الذات وعدم المعرفة بالحجم والوزن الحقيقى لكل طرف، مؤكدًا أن الشعب المصرى أكبر من أى قوى سياسية ولن يقبل بممارسة دور الوصاية من أحد ولا "التأليه" لأحد. ورفض محمود عليبة المتحدث الإعلامى باسم حزب التيار المصرى بالإسكندرية، تظاهر أى فصيل سياسى أمام المسجد، داعياً لوأد الصراعات الجانبية التى قد تؤدى لأى اشتباكات على غرار التى شهدتها ساحة المسجد، خاصة فى ظل حالة الاحتقان التى تمر بها مصر، مضيفًا: "لن يصل بنا الحال إلى أن يصلى المسلمين فى المسجد تحت حماية الشرطة خوفا من الاعتداء عليهم من مسلمين أمثالهم، فلبيت الله حرمة". وفى السياق نفسه، طالبت اللجنة الشعبية لحماية الثورة بالإسكندرية، جميع الأطراف بضبط النفس وتجنب الوقوع فى فخ "الحرب الأهلية"، ونزع فتيل الأزمة وعدم استدراك الشباب للمزيد من الدماء وسقوط الضحايا، لصالح مصالح سياسية وحزبية ضيقة لا تضيف لرصيد الوطن شىء. أخبار متعلقة: أبو إسماعيل يدعو لصلاة الجمعة في القائد إبراهيم.. و6 أبريل الثورية: نحن في انتظارك