رصدت شبكة "مراقبون بلا حدود" بمؤسسة "عالم جديد" للتنمية وحقوق الإنسان، في تقريرها المبدئي للأداء الانتخابي، القوى المجتمعية والسياسية ونشاطها في الاستفتاء. وتستخدم الشبكة ستة مؤشرات أساسية في أعمال الرصد، لقياس دور وتأثير هذه القوى على الناخبين، من ناحية الإقبال ودور التجاذب والاستقطاب المجتمعي حول الدستور بين الرفض والتأييد. وأكد يوسف عبدالخالق، المدير التنفيذي للمؤسسة، أنه تم تطبيق أسلوب جديد في مراقبة الاستفتاء على الدستور، يختلف عن أسلوب المراقبة للجان وعملية التصويت، وتم تشكيل فريق عمل من برنامج "مراقبينكم"، توصل إلى عدد من النتائج في رصد ومراقبة أداء القوى المجتمعية والسياسية استعدادا للاستفتاء، وسيصدر تقريرين عن يوم الاستفتاء بالمرحلة الأولى في المحافظات العشر التي يجرى فيها الاستفتاء اليوم، ودور القوى السياسية والمجتمعية. وفيما يلي نتائج رصد ومراقبة الشبكة لأداء القوى المجتمعية والسياسية قبل إجراء الاستفتاء. أولا: الأداء الإعلامي - اهتمت الأحزاب الرافضة للدستور بالتواجد الإعلامي في الفضائيات، من خلال توجيه خطاب سياسي وإعلامي حماسي وربطه بأهداف الثورة والإصلاح والتغيير، يليه التواجد في ميدان التحرير كرمز للثورة. - واتبعت تلك الأحزاب عدة أساليب لإقناع الناخبين برفض الدستور، عن طريق شرح مواقفها وأساليب الرفض في وسائل الإعلام، وفي مقدمتها الفضائيات ثم الإعلام الإلكتروني ثم الصحف الخاصة والقومية. - وسعت أيضا إلى استخدام الحشد والتأييد المناصر لمواقفهم، والتشبيك مع شخصيات إعلامية وحقوقية ونقابية لزيادة قوتها في التأثير بين المواطنين، وتنظيم مظاهرات سليمة احتجاجية بميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية، في الأيام السابقة للتصويت. - برز دور الحركات الاجتماعية، مثل كفاية و6 أبريل، الرافض للدستور في الدعوة للتصويت ب"لا"، بينما تلاشت إلى حد كبير مواقف عدد من ائتلافات شباب الثورة. - اتفقت توجهات الأحزاب الرافضة للدستور مع النخب الثقافية والفكرية في التعبير القوي بوسائل الإعلام، لرفض الدستور والاعتراض على إعداده عبر فصيل سياسي واحد، ما يهدر قيمة التنوع الثقافي والفكري والديني والسياسي. - تلاشى دور الكنيسة في التعبير عن موقف واضح تجاه التأييد أو الرفض، رغم انتشار إحساس عام بوجود مخاوف للأقباط منه، والتزمت قيادات الكنيسة بالدعوة لكي تعبر مصر وضع الاستقطاب الحاد. - أجادت الصحف الخاصة والمواقع الإلكترونية عرض وإظهار مواقف الأحزاب والقوى المجتمعية الرافضة للدستور والتوسع في النشر عنها. - في المقابل سعت أحزاب الإسلام السياسي للتواجد الإعلامي بكثافة في الأسبوع الأخير قبل التصويت؛ للرد على الاتهامات التي توجه لها في إعداد الدستور واستحواذها على صياغته وصبغه بصبغة دينية وإهماله لحقوق الإنسان والمرأة. - طغى على قنوات التليفزيون المصري والفضائيات المملوكة للدولة تواجد قيادات الأحزاب والإسلام السياسي المؤيدة للدستور، يليها ظهورهم كمتحدثين رئيسين على القنوات الفضائية العربية المهتمة بالشأن المصري، بينما حاولت القنوات الفضائية الأجنبية الناطقة باللغة العربية الحصول على ردودهم على مواقف الأحزاب الرافضة للدستور. - افتقدت القنوات الفضائية المصرية الخاصة الخطاب الإعلامي للتوازن والموضوعية، واختلط الخطاب إلى حد كبير بممارسة العمل السياسي وتوجيه الناخبين والرأي العام في اتجاه واحد لرفض الدستور. - سعت القنوات الفضائية المصرية الخاصة، بعد حصار مدينة الإنتاج الإعلامي، إلى استضافة أكثر من شخصية من أحزاب الإسلام السياسي في برامج التوك شو، في محاولة لنفي ما أثاره المعتصمون هناك من عدم إتاحتها الفرصة لهم للتعبير عن رأيهم ومواقفهم تجاة تأييد الدستور، إضافة إلى استضافة خبراء قانونين ودستوريين وسياسيين في نفس البرامج للرد عليهم. ثانيا: الأداء السياسي والاجتماعي - حاولت كافة الأحزاب استقطاب الناخبين لموقفها، سواء أحزاب الإسلام السياسي المؤيدة للدستور المقترح، أو الأحزاب الرافضة للدستور؛ لدفع الناخبين لتأييد مواقفها. - عقدت الأحزاب والحركات الليبرالية، ومنها الوفد والجبهة والدستور والإصلاح والتنمية والمؤتمر ومصر القومي والاشتراكي المصري والعربي الناصري ومصر القوية، والتيار الشعبي والتحالف الاشتراكي وجبهة الإنقاذ الوطني، مؤتمرات صحفية وشعبية وأصدرت بيانات إعلامية تعبر عن رفضها للدستور، وتدعو للتصويت ب"لا" عليه، لاعتراضها على عدد من النصوص تتراوح بين 22 مادة إلى 37 مادة، وعدم وجود توافق وطني بشأنها، ودفعت سيارات تطوف بالقاهرة وتوزع منشورات للتصويت ب"لا". - رفض حزب مصر القوية استخدام شعارات دينية من جانب أحزاب الإسلام السياسي لدفع الناخبين للتصويت ب"نعم"، واعتبره متاجرة بالدين، كما رفض الحزب المصري الديمقراطي أسلوب مقاطعة التصويت لأنه يفتح الباب أمام تزوير الاستفتاء، ورفض حزب مصر الدستور المقترح ودعا للتصويت ب"لا"، لأنه يخشى على هوية مصر. - دعت شخصيات مرموقة من قيادات هذه الأحزاب والتيارات السياسية، من خلال لقاءات تليفزيونية ومداخلات على القنوات الفضائية المصرية والعربية، إلى الحشد الانتخابي للتصويت ب"لا" وإسقاط الدستور المقترح، ومنهم مرشحي رئاسة الجمهورية السابقين، عمرو موسى وحمدين صباحي. - اهتم الدكتور محمد البرادعي، أحد رموز التغيير، بالحوار الإنساني في مقابلاته التليفزيونية، للحديث باسم المصابين وشهداء الثورة والمهمشين، إضافة لتغريداته ورسائله السياسية الجيدة وتقديمه النصائح للنظام على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". - سعت الأحزاب والتيارات المنتمية للإسلام السياسي المؤيدة للدستور للحشد في ميادين القاهرة.