قتل قيادي وثمانية عناصر في تنظيم القاعدة في غارتين لطائرات بدون طيار نسبت إلى الولاياتالمتحدة في اليمن، حيث يشكل الإرهابيون تحديا متناميا لسلطات البلد. وقتل القيادي في القاعدة "جلال بلعيدي"، الملقب ب"أبوحمزة الزنجباري" مع اثنين من حراسه صباح اليوم، في غارة لطائرة أمريكية من دون طيار في جنوب اليمن، كما أفاد أحد أفراد عائلته. وقال المصدر إن "بلعيدي" كان يتحمل مسؤوليات عسكرية في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وأضاف أن الانفجار مزق جثة "بلعيدي"، مشيرا إلى أن الغارة حصلت صباحا في منطقة مراقشة الجبلية في محافظة أبين في جنوب اليمن. وأكد مصدر قبلي على اتصال مع التنظيم الإرهابي، مقتل "بلعيدي"، الذي أشاد في أغسطس 2014 بأفراد مجموعة مسلحة في القاعدة قتلت في وقت لاحق 15 جنديا يمينا بعد خطفهم في محافظة حضرموت (جنوب شرق). وكان "بلعيدي" المولود في أبين، زعيم القاعدة في زنجبار، كبرى مدن هذه المحافظة، لكنه انتقل تدريجيا إلى مواقع قيادية أعلى. وقد وسع مسؤولياته لتشمل محافظاتعدن وشبوة وحضرموت (جنوب شرق)، كما ذكرت مصادر أمنية. وتعتبر الولاياتالمتحدة تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية أخطر فرع في الشبكة التي أسسها أسامة بن لادن. وكانت أعلنت في أكتوبر 2014 عن مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يساعد في اعتقال بلعيدي. - هجمات عديدة - وأعلنت الولاياتالمتحدة حينذاك أيضا عن مكافأة لمن يساعد في القبض على الرجل الثاني في تنظيم القاعدة على المستوى العالمي ناصر الوحيشي. وقتلته في الثاني من يونيو طائرة أمريكية بدون طيار. وقالت مصادر أمنية، إن قاسم الريمي، خليفة الوحيشي، يقود التنظيم من حضرموت التي سيطر عليها أنصاره منذ أبريل 2015. وهو ثاني هجوم ينسب إلى طائرة أمريكية مسيرة في اليمن خلال أقل من 24 ساعة. وأفاد مصدر أمني عن مقتل ستة أشخاص رجح أنهم من أعضاء تنظيم القاعدة ليل أمس، في جنوب شرق اليمن في غارة لطائرة بدون طيار. وقال المصدر إن الطائرة استهدفت آلية تقل إرهابيين من القاعدة في قطاع رضوم في محافظة شبوة جنوب شرق اليمن. والولاياتالمتحدة هي الوحيدة التي تملك طائرات بدون طيار في شبه الجزيرة العربية. ولم تتوقف الهجمات من هذا النوع في اليمن بالرغم من الحرب بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية المدعومة من التحالف العسكري العربي السني بقيادة السعودية. واستغل تنظيم القاعدة حالة الفوضى السائدة في اليمن منذ تصعيد النزاع اليمني في مارس الماضي، ليستولي في الشهر التالي على المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت ومهد عائلة أسامة بن لادن، مؤسس الشبكة الإرهابية. وبات تنظيم "داعش"، ينافس تنظيم القاعدة المنتشر منذ سنوات في جنوب اليمن، وشن في الأشهر الأخيرة بسلسلة اعتداءات دامية خصوصا في عدن، العاصمة "الموقتة" للحكومة المعترف بها من المجتمع الدولي. من جهة أخرى، جرح قائد شرطة لحج وحارسه وفتى في الثانية عشرة من عمره في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة بالقرب من مقر إقامة الضابط في عدن، كما قال مصدر أمني اليوم. وأسفر النزاع في اليمن عن مقتل 2913 مدنيا وجرح 5524 آخرين منذ مارس 2015، حسب الأممالمتحدة.