زمان كان لما الواد البلطجى بتاع المدرسة يتحدى حد إنه يطلع له بره كان العيال الغلابة اللى زيى يجيبوا ورا خطوتين كده وتبدأ ماكينة التبرير: أنا أكبر من إنى أتخانق.. أصل أخلاقى ما تسمحليش.. أصل أنا ما وسخش إيدى.. أصل أنا لو اتغابيت عليه ممكن أترفد بسببه.. حاجات شبه دى، وكلها حق يراد به باطل لأنه أحيانا الإهانة تصل لدرجة لا يمكن معها إلا قبول التحدى حتى لو هتتعجن ضرب. وفى مرة من ذات المرات الواد البلطجى بتاعنا (وكان بيلعب كونغ فو) شاف نفسه علىَّ أنا باعتبارى واحد من الغلابة اللى لسه معلمش عليهم، واد شايف نفسه وطول الوقت ماسك كتب مالهاش أى تلاتين لازمة وعامل لى فيها مثقف: - واطلع بره يا بن الكذا - أنا؟؟؟ - أيوه أنت يا روح أمك (هى مش يا روح أمك أوى بس ماشى الحال). معرفش ليه الجلالة خدتنى أوى مع إن الواد أقل واجب هيمسح بيّا البلاط، فتحت صدرى وقلت له طب أنا مستنيك بره يا بن الكذا وكذا وكذا، وخليت المدرس داخل (واتأكدت طبعا إنه مش هيلحق يرد) ورحت رامى حاجته كلها على الأرض فى مشهد دراماتيكى مرعب، وبعدين قعدت لأن المدرس دخل والمدرس برضه ليه احترامه، لولا كده كنت قطعته حتت!!! قعدت طول الحصة مرعوب من ابن الكلب اللى قاعد ورايا ده بمجرد ما الحصة تخلص هيعمل فيّا إيه؟ وهنا مخزون الإيمان اشتغل، حاكم أنا فى الحالات دى أفتكر ربنا على طول، وقلت لنفسى طالما كده كده هنضرب يبقى لازم أبقى شجاع وعلقة تفوت ولا حد يموت، وقررت أصمد لحد آخر قلم على وشى. بمجرد ما الحصة خلصت نزلت واستنيته ورفضت كل محاولات أصحابى اللى كانوا عاوزين يحوشونى (أبدا لازم أضربه) كان نفسى واحد فيهم يطلع دكر وابن أبوه ويشيلنى غصب عنى يرمينى فى أى أتوبيس لكن المياصة كانت على آآآآخرها وهما بيحوشوا ولاد الجزمة، الحاصل جاء الهرقل بتاعنا وكان يستعد لافتراس فريسته، الغريب أننى نظرت فى عينيه -كعادتى- فوجدت طيف خوف، حاجة قالت لى إنه لأول مرة جاى يتخانق وعامل حساب الواد اللى مخافش منه، مع العلم إننى يومئذ قلة وسفرووووووت ووزنى 57 كيلو ومفيش بنطلون بيمسك فى وسطى غير بحزام 12 خرم! قبل الاشتباك فوجئت بالكثير من زملائى ينضمون لى ويعتبرون المسألة تخصهم وبيقولوا له لو كلمته كلنا هنقف لك، وجه واحد من زملائنا كان بيلعب كونغ فو برضه، بس عمره ما اتخانق، وكان مسالم جدا وفى حاله، كان الوجه الآخر من هذا البلطجى، وفجأة تحول إلى شخص شديد الإيجابية وقال للوحش لو عايز تتخانق مع «محمد طلبة» يبقى لازم تتخانق معايا أنا الأول! الواد البلطجى بص حواليه لقى نفسه لوحده ومبقاش مصدق إن كل دول عليه، أنا كمان ما صدقت وعشت فى دور اللى مقطع بطاقته وقلت لهم سيبوه يا جماعة محدش ليه دعوة (كنت مرعوب لا حد يسمع كلامى) سيبووووووووووووووووووه! الخلاصة: اعتذر ومشى!!! قولوا لأ للدستور وبلاش خيابة.. دعوات المقاطعة لن يستفيد منها سوى زميلى البلطجى!