سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإسلاميون يتفوقون على القوى المدنية في صراع "نعم" و"لا" ببني سويف ندوات عامة وأخرى نسائية ومنشورات ومسيرات ودعم للتواصل المباشر بالقرى من أجل "المعركة التي ستكون أولى ثمرات ثورة يناير"
بدأت جماعة الإخوان المسلمين، من خلال ذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، في التحرك بقرى مركز بني سويف والمراكز الإدارية لدعم ما أسمته مصادر بالحزب ب"معركة نعم للدستور". ورجحت مصادر محايدة، رفضت الإفصاح عن نفسها، رهان قيادات الحزب والجماعة بالقاهرة على تمكن الكوادر الصغيرة بالقرى من حشد أكبر عدد من الأصوات لصالح "نعم" للدستور القادم، وأن تكون النساء هي السبيل الأهم خلال هذه المعركة، من خلال قيام كوادر الحزب من السيدات بالتواصل المباشر معهن وإقناعهن بأهمية التصويت، بينما بدأت على جانب متوازٍ محاولات لتعريف السيدات بالدستور والرد على معارضيه بخطط عمل لكوادر الحزب بالقرى والمراكز، تستهدف الرد على شبهات المعارضين باستخدام مصطلحات بسيطة ومعلومات غير مركبة يمكن أن تصل إلى أذهان البسطاء دون تعقيد، ودون الدخول في تفاصيل اعتراضات القوى السياسية المختلفة التي لا تستطيع العمل في القرى، نظرا لسيطرة القوى الإسلامية (إخوان وسلفيين وجماعة جهاد) هناك، ومن خلال المظاهرات التي تحشد لها، لإظهار قوتها وصحة موقفها بالهتافات الإسلامية التي تجتذب الجميع، مثل "الشعب يريد تطبيق الشريعة" وغيرها من الهتافات التي تستهدف البسطاء. وفي هذا الصدد، نظمت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة عددا من المسيرات جابت شوارع سمسطا، شارك فيها عدد من أبناء المدينة ومختلف الأطياف السياسية والأحزاب ذات التوجه الإسلامي، ورموز الإخوان والسلفيين وأعضاء حزب مصر القوية وجماعة الجهاد؛ بهدف دعم التصويت بنعم للدستور الجديد. وأيد المشاركون الرئيس في قراراته الأخيرة، وكانت أبرز هتافاتهم "الشعب يؤيد قرارات الرئيس" و"بنحبك يا ريس.. بنحبك يا مرسي" و"طهَّر طهَّر الإعلام" و"ثوار أحرار هنكمل المشوار" و"نعم للدستور". واستمرت المسيرات في شوارع سمسطا الرئيسية بعد أن تحركت من مسجد المدينةالمنورة وانتهت إلى مقر حزب الحرية والعدالة، وختم المسيرة الشيخ رجب عزوز بكلمة شكر فيها الحضور وأكد ضرورة التوجه في الصباح الباكر للجان للاستفتاء على الدستور والتصويت بنعم. وفي سياق متصل، أقامت أمانة حزب الحرية والعدالة بمركز بني سويف ندوة حول الدستور، حضرها أعضاء الحزب وعدد من الشخصيات العامة، وحاضر فيها فوزي السروجي، أمين لجنة التثقيف في الحزب، والمستشار أسامة حسانين والدكتور خالد سيد ناجي، عضو مجلس الشورى، وتحدث الدكتور خالد حول مواد الدستور وناقشها، وأجاب على استفسارات وأسئلة المشاركين في الندوة. وناقشت الندوة تدشين فعاليات ما سمي "حملة تعريف المجتمع بدستور مصر وتوضيح الشبهات على بعض المواد"، من خلال ندوات وملصقات وحوارات مجتمعية تستهدف الرد على ما يثيره المعترضون على الدستور الجديد. ونظمت أمانة المرأة بالحزب بمركز الفشن ندوة تثقيفية للسيدات موضوعها الدستور، ألقى فوزي السروجي، أمين لجنة التثقيف بالحزب، فيها محاضرة حول الدستور ثم بدأ في مناقشة المواد مع السيدات عبر الأسئلة، التي دارت حول دور المرأة في المجتمع ونظام الدولة والحريات التي وردت بخصوصها مواد مختلفة في الدستور، وأكد السروجي أن معركة الدستور هي المعركة الأخيرة التي ستطيح بالنظام السابق وأول ثمرة لثورة يناير المجيدة، مشددا على ضرورة تواصل السيدات في القرى مع غير المنتميات لأحزاب أو من لهن توجهات سياسية؛ للعمل على توجيههن للتصويت بنعم للدستور. ونفى ناصر سعد، أمين الإعلام بحزب الحرية والعدالة ببني سويف، استخدام الحزب أي عمل منافٍ للقانون في الدعاية للتصويت بنعم للدستور، مؤكدا أن المعترضين يمارسون دعاية مضادة للدستور، وأن جو الحرية الذي تنعم به مصر هو الذي يسمح للجميع، والفائز في النهاية هو الذي يمكنه الترويج لبضاعته، بحسب قوله. وأضاف أن المصريين مع الشرعية وأنهم سيصوتون لصالح إقرار الدستور الجديد، مؤكدا أن الحزب ينظم ندوات تحت شعار "اعرف دستورك"، كما يوزع آلاف المنشورات بالميادين وينظم أنصاره ندوات ومحاضرات في الجمعيات الأهلية من أجل ذات الهدف. ونشطت كوادر الحزب الوطني المنحل في القرى للعمل على مناهضة خطط الإخوان في المرحلة الحالية، وإن كانت جهودهم تبدو عائلية وغير منظمة، وتصب في صالح الدعوة للتصويت بلا والتخويف من حكم الإخوان، بينما لم يتم رصد توزيع أي مواد غذائية على البسطاء في القرى، سواء من جانب الإخوان ومؤيديهم أو من المعارضين. وعلى الجانب الآخر، لا تبشر الصورة بالخير بالنسبة للقوى السياسية، التي تكتفي بمظاهرات ومسيرات تضم العشرات فقط بميدان الزراعيين بوسط مدينة بني سويف، تهتف ضد الإخوان ومرسي والدستور، وتخاطب مثقفين لا يحتاجون خطابها، بينما لم تزر قرية أو تعرف سبيلا لمركز إداري تتمكن من خلاله من طرح وجهة نظر أخرى مختلفة عن ما يطرحه الإخوان.