رفض الحزب الاشتراكي الإسباني، اليوم، التفاوض مع حزب "بوديموس" اليساري المتطرف لتشكيل حكومة، متهمًا إياه ب"الاستفزاز" عبر طرح شروط مسبقة. وانتقد الاشتراكيون بزعامة "بيدرو سانشيز" في بيان، موقف "بوديموس" المناهض للتقشف وزعيمه بابلو إيجليسياس، وكان الأخير اقترح في شكل مفاجئ تشكيل الحكومة مع الاشتراكيين والشيوعيين وحماة البيئة، طارحًا سلسلة شروط ومطالبًا بوزارات رئيسية وبنيابة رئاسة الوزراء له شخصيًا. ورد الحزب الاشتراكي أنه في الوضع الراهن، "لن يجري مفاوضات مع قوى سياسية أخرى لمحاولة إيجاد بديل من حكومة مستقرة"، متهما بوديموس بممارسة "الاستفزاز وتقديم المصالح الحزبية على مصالح المواطنين". واعتبر الحزب، أنه لا بد أولًا من التفاهم على "سياسات وأفكار ملموسة" وليس على "تكتيكات ومصالح خاصة أو قرارات تفرض في شكل أحادي". لكن الاشتراكيين كرروا أنهم "مستمرون في الحوار" مع كل القوى السياسية بهدف "تقييم الوضع". وفي هذا السياق، كتب "سانشيز" اليوم السبت، عبر "تويتر" أنه تحدث إلى زعيم حزب سيودادانوس الليبرالي "ألبير ريفيرا" على أن يبقيا على اتصال في الأيام المقبلة. وشدد الحزب الاشتراكي -الذي حل ثانيا في الانتخابات التشريعية ب22 % من الأصوات- على أنه يعود إلى الحزب الشعبي (محافظ حل أولا ب28%) أن يقترح مرشحًا لتشكيل الحكومة. ورفض موقف رئيس الوزراء المنتهية ولايته ماريانو راخوي الذي فضل التخلي عن مساعيه لتشكيل حكومة لتجنب الفشل في مجلس النواب. وقال الحزب الاشتراكي "من واجب راخوي دستورياً أن يترشح أو أن يتخلى عن ترشحه نهائيا"، مضيفًا أنه "لا يمكنه البقاء في حالة انتظار لأسباب تتصل ببقائه سياسيًا وشخصيًا". وأكدت صحيفة "إل بايس" أمس، في افتتاحية شديدة اللهجة أن إيجليسياس "ينصب فخًا على شكل حكومة ائتلاف" للاشتراكيين، ولا يشكل عرضه "سوى قطعة حلوى مسمومة". واعتبر المحلل خوسيه إينياسيو توريبلانكا في الصحيفة نفسها أن هدف بوديموس ليس "الحكم مع الحزب الاشتراكي كما في البرتغال، بل تدميره والحلول مكانه كما فعل سيريزا (اليوناني المناهض للتقشف) بباسوك الاشتراكي".